حسين السمنودي
يعد فضيلة الشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف، أحد أبرز القيادات الدينية التي كان لها دور فاعل وريادي خلال العشر الأوائل من شهر رمضان المبارك، حيث قاد منظومة عمل دعوية متكاملة أثمرت عن حالة إيمانية متميزة في جميع مساجد الجمهورية. فمنذ اللحظات الأولى لاستقبال الشهر الفضيل، حرص فضيلته على وضع خطة محكمة تضمن تقديم محتوى ديني وسطي مستنير، يساهم في ترسيخ قيم التسامح والمحبة، ويعزز الارتباط بالعبادات والشعائر الرمضانية.
انطلاقًا من رؤيته الشاملة لدور الأوقاف في خدمة المجتمع، وجّه فضيلة الشيخ خالد خضر بضرورة تكثيف الأنشطة الدعوية في كافة المحافظات، مشددًا على أهمية أن تكون المساجد منارات للعلم والإيمان، وليست مجرد أماكن للصلاة فقط. وبفضل هذا التوجيه، شهدت المساجد حركة دعوية غير مسبوقة خلال العشر الأوائل، حيث نظمت الوزارة آلاف الدروس الدينية والخواطر الإيمانية عقب الصلوات، وحرص الأئمة والخطباء على تقديم موضوعات تمس حياة الناس وتعزز أخلاقهم، وفق رؤية مستنيرة تواكب مستجدات العصر.
لم يقتصر دور فضيلة الشيخ خالد خضر على الجانب التوجيهي فحسب، بل كان حاضرًا في الميدان، حيث تابع تنفيذ خطط الوزارة بنفسه، وأشرف على توزيع الأئمة في المساجد الكبرى، لضمان تقديم أفضل محتوى دعوي للمصلين. كما حرص على التواصل المستمر مع مديري المديريات، مطالبًا إياهم بالاهتمام بالمصلين وتقديم خدمات دينية تليق بقدسية الشهر الفضيل، مع التأكيد على نشر ثقافة الرحمة والتسامح بين المصلين، وتعزيز مفهوم العبادات الجماعية التي تقوي الروابط بين أفراد المجتمع.
من أبرز الإنجازات التي تحققت تحت إشراف فضيلته خلال العشر الأوائل من رمضان، النجاح الكبير الذي حققته صلوات العشاء والتراويح في جميع المساجد، حيث أدى المصلون عباداتهم في أجواء روحانية متميزة، بفضل حرص الوزارة على توفير نخبة من كبار القراء والمشايخ لإمامة الصلوات في المساجد الكبرى، وهو ما جعل الليالي الرمضانية في مصر نموذجًا يحتذى به في الروحانية والسكينة. كما كان لحرص فضيلة الشيخ خالد خضر على اختيار الأئمة الأكفاء، وتوزيعهم على مختلف المساجد، أثر واضح في تحقيق حالة من الرضا العام بين المصلين، الذين وجدوا في خطبائهم نموذجًا للفكر الوسطي المستنير، بعيدًا عن أي توجهات متشددة أو سطحية في الطرح الديني.
وفي إطار اهتمام الوزارة بالجوانب الاجتماعية لشهر رمضان، كان لفضيلة الشيخ خالد خضر دور بارز في الإشراف على المبادرات الخيرية التي أطلقتها الوزارة لدعم الأسر الأكثر احتياجًا، حيث تابع عن كثب عمليات توزيع كراتين المواد الغذائية ووجبات الإفطار للصائمين، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، في تأكيد واضح على أن رسالة الأوقاف لا تقتصر على الدعوة فقط، بل تمتد إلى العمل المجتمعي وتعزيز قيم التكافل والتراحم.
لم تتوقف جهود فضيلة الشيخ خالد خضر عند المساجد والمبادرات الاجتماعية، بل امتدت إلى القوافل الدعوية التي جابت مختلف المحافظات، خاصة المناطق النائية، حيث حرص على التأكد من أن هذه القوافل تضم نخبة من العلماء المتميزين، القادرين على التواصل مع المواطنين بلغة بسيطة وقريبة من واقعهم، بهدف نشر الوعي الديني الصحيح، والتصدي لأي أفكار مغلوطة قد تستغل شهر رمضان في بث التشدد أو الغلو. وقد لاقت هذه القوافل ترحيبًا كبيرًا من الأهالي، الذين وجدوا فيها فرصة حقيقية للاستفادة من علماء الأوقاف والاستفسار عن مختلف القضايا الدينية التي تهمهم.
ومع انتهاء العشر الأوائل من رمضان، تتواصل جهود فضيلة الشيخ خالد خضر لضمان استمرار هذا النشاط الدعوي والمجتمعي خلال العشرين يومًا المتبقية، مع استعداد كامل لاستقبال العشر الأواخر وليالي القدر، حيث وجّه بتكثيف الدروس الإيمانية، وزيادة أعداد الأئمة المشاركين في صلوات التهجد، لضمان تحقيق أقصى استفادة روحية للمصلين، وترسيخ أجواء إيمانية تليق بالشهر الفضيل. ولا شك أن هذا الجهد الكبير الذي يقوده فضيلته يعكس رؤية وزارة الأوقاف في أن يكون رمضان شهرًا للعبادة والعمل، ونموذجًا حيًا لنشر قيم التسامح والسلام في المجتمع المصري.