recent
أخبار ساخنة

الدور الريادي والدعوي لفضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد كبير مفتشي وزارة الأوقاف بمدينة الصالحية الجديدة/شيفاتايمز

الدور الريادي والدعوي لفضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد كبير مفتشي وزارة الأوقاف بمدينة الصالحية الجديدة

حسين السمنودي 

تعد مدينة الصالحية الجديدة إحدى المدن الواعدة التي تشهد نهضة عمرانية وتنموية ملحوظة، ومع هذه النهضة تأتي الحاجة إلى دور ديني وتوعوي يعزز القيم الأخلاقية والروحانية بين السكان، ويواجه التحديات الفكرية والمجتمعية المتجددة. وفي هذا السياق، يبرز الدور الريادي والدعوي الذي يقوم به فضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد، كبير مفتشي وزارة الأوقاف بمدينة الصالحية الجديدة، حيث يمثل نموذجًا للعالم الأزهري المستنير الذي يسعى لنشر تعاليم الإسلام الصحيحة بأسلوب وسطي، بعيدًا عن الغلو والتشدد، بما يحقق الاستقرار الفكري والاجتماعي داخل المدينة.

يحرص فضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد على ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني، حيث يتبنى نهجًا توعويًا يعالج القضايا المجتمعية وفق رؤية دينية متزنة، مستندًا إلى المنهج الأزهري القائم على التيسير ونبذ التشدد والتطرف. ويظهر ذلك جليًا في خطب الجمعة التي يلقيها، والتي تتناول موضوعات تلامس احتياجات الناس اليومية، مثل تعزيز الأخلاق، والتراحم الأسري، والمسؤولية الاجتماعية، واحترام القوانين، ومكافحة الظواهر السلبية كالشائعات والعنف الأسري والانحراف الفكري. كما أن للدروس الدينية التي يعقدها فضيلته داخل المساجد أثرًا كبيرًا في توعية المصلين، حيث يحرص على تقديم شرح مبسط وعميق لأحكام الدين، مستشهدًا بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، مع ربطها بالواقع الحياتي، ما يجعلها أكثر تأثيرًا وقبولًا لدى الحاضرين.

بصفته كبير مفتشي وزارة الأوقاف بمدينة الصالحية الجديدة، يتحمل فضيلة الدكتور عثمان أحمد مسؤولية الإشراف على المساجد والتأكد من انضباط العمل الدعوي وفق رؤية الوزارة. ويشمل ذلك متابعة أداء الأئمة والخطباء، والتأكد من التزامهم بالموضوعات المحددة لخطب الجمعة، وضمان تقديم خطاب ديني هادف يساهم في بناء المجتمع، بدلاً من إثارة الخلافات أو نشر الأفكار المغلوطة. كما يعمل فضيلته على تطوير أداء الأئمة والدعاة من خلال توجيههم نحو تبني الأساليب الحديثة في الدعوة، التي تعتمد على الحوار والإقناع، بدلاً من الخطاب التقليدي القائم على التلقين، مما يسهم في إيصال الرسالة الدينية بأسلوب أكثر تأثيرًا في المجتمع، خاصة بين فئة الشباب.

يولي فضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد اهتمامًا خاصًا بالقوافل الدعوية التي تعد من أهم وسائل التوعية الدينية في مختلف المناطق. فمن خلال هذه القوافل، يتم الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، وخاصة في المناطق النائية أو التي تحتاج إلى مزيد من التوجيه الديني السليم. وتهدف هذه القوافل إلى معالجة القضايا الاجتماعية والدينية، مثل ترسيخ قيم المواطنة، ومواجهة الإلحاد والتطرف، وتوضيح المفاهيم الدينية الصحيحة المتعلقة بالمرأة والأسرة، وحث الشباب على العمل والإنتاج والابتعاد عن الانحرافات السلوكية والفكرية. كما يحرص فضيلته على دعم المبادرات التوعوية التي تطلقها وزارة الأوقاف، مثل حملات مكافحة الإدمان، وحملات التوعية بمخاطر العنف الأسري، وحملات تعزيز ثقافة العمل والإنتاج، مؤكدًا على أن دور المسجد لا يقتصر فقط على أداء الصلوات، بل يمتد ليشمل المشاركة الفاعلة في بناء المجتمع من خلال التوعية والإرشاد.

يتميز فضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد بتفاعله المستمر مع قضايا المجتمع، حيث لا يقتصر دوره على الجانب الديني فحسب، بل يسهم أيضًا في حل المشكلات المجتمعية من خلال تقديم المشورة والنصح، والعمل على نشر ثقافة التسامح والتعاون بين أفراد المجتمع. ويشارك في الندوات والفعاليات التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي الديني والثقافي، سواء في المساجد أو المدارس أو المؤسسات المجتمعية، مما يعزز من تأثير الدور الدعوي الذي يقوم به. كما يعمل فضيلته على التواصل المستمر مع الجهات التنفيذية والمجتمعية في المدينة لضمان تحقيق التكامل بين الجهود الدعوية والجهود التنموية، مؤكدًا على أن الدين لا ينفصل عن واقع الحياة، بل هو عامل أساسي في بناء المجتمع وتقدمه.

وفي هذا السياق، لا يمكن إغفال الجهود المتميزة التي يقوم بها أئمة وخطباء المساجد بمدينة الصالحية الجديدة، حيث يبذلون قصارى جهدهم في أداء رسالتهم الدعوية على أكمل وجه، فيحرصون على تقديم خطب الجمعة والدروس الدينية بأسلوب راقٍ يجمع بين العلم الشرعي العميق والفهم الواقعي لمتطلبات المجتمع. فهم سفراء الإسلام الوسطي، الذين يعملون بجد وإخلاص لنشر القيم الإسلامية السمحة، وتعزيز الروح الإيمانية بين الناس، وتوعية الشباب بالمنهج القويم، في مواجهة الأفكار الهدامة التي تحاول النيل من استقرار المجتمع ووحدته.

يُعد كل إمام وخطيب في المدينة جزءًا من منظومة متكاملة تهدف إلى تحقيق النهضة الدينية والثقافية، مستمدين من علمهم الأزهري الواسع، ومن توجيهات وزارة الأوقاف التي تسعى دائمًا إلى دعم وتطوير الأداء الدعوي. فهم ليسوا مجرد ملقين للخطب، بل هم مربّون للنفوس، وهادون للعقول، يسيرون على خطى العلماء الكبار في تقديم الإسلام في صورته الحقيقية التي تدعو إلى الخير، وتحث على المحبة، وتؤكد على قيم التعاون والتسامح.

إن الجهود التي يبذلها فضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد، ومعه كوكبة من أئمة وخطباء المدينة، تعكس الدور المحوري لعلماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف في الحفاظ على الهوية الإسلامية الوسطية، ونشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، ومواجهة الفكر المتطرف بالحجة والبرهان. فهم يجسدون صورة العالم الأزهري الحقيقي، الذي لا يكتفي بإلقاء الخطب والدروس، بل ينخرط في المجتمع، ويسعى لنشر القيم الدينية الصحيحة بأسلوب يجمع بين العلم والعمل، بين الخطاب والتطبيق، وبين الفكرة والممارسة.

وفي ظل التحديات الفكرية والثقافية التي يواجهها المجتمع اليوم، يبقى دور فضيلة الدكتور الشيخ عثمان أحمد، ومعه الأئمة والدعاة المخلصون، نموذجًا يُحتذى به في كيفية الجمع بين العمل الدعوي والإشراف الإداري، وبين التوجيه الديني والمشاركة المجتمعية، مما يجعلهم أحد أبرز الدعاة الذين يساهمون في تعزيز رسالة الأزهر ووزارة الأوقاف في نشر الفكر الإسلامي الصحيح، وبناء جيل قادر على التمييز بين الحق والباطل، والاستفادة من تعاليم الإسلام في تحقيق النهضة والرقي للمجتمع بأسره.
google-playkhamsatmostaqltradent