بقلم الكاتبة الصحفية أحلام صبري
صفية: "بنت، عيب! تكلمي عمتك بالشكل ده..." ثم قالت: "اتفضلي يا أم سعيد، البيت بيتك وبيت أخوكي."
أم سعيد: دخلت خجِلة من صفية ومن نفسها، وقالت: "أنا..." وقبل أن تُكمل حديثها، قاطعتها صفية قائلة:
صفية: "قبل أي شيء، نشرب حاجة! أنا عارفة إنك بتحبي القهوة بتاعتي، هعملها واجيلك على طول." ثم غابت لتحضير القهوة، وعادت بها قائلة: "اتفضلي يا أم سعيد."
وبعد أن احتسوا القهوة، تكلمت أم سعيد قائلة:
أم سعيد: "بصي يا صفية، عارفة إني غلطت في حقك وحق أخويا وبنتك كتير، بس أرجوكي... طالبة المساعدة منكم."
صفية: "بدون مقدمات يا فوزية، إحنا إخوات، اطلبي! ولو طلبتي عيني، هدهالك عن طيب خاطر."
أم سعيد: "أصيلة يا بنت الأصول." ثم ألقت نظرة على تيسير، التي لم ترحب بها من الأساس، وقالت: "أنا بقالي 3 شهور مش عارفة أوصل لسعيد، وعايزة تيسير تساعدني للوصول ليه."
تيسير: ألقت عليها نظرة تعجُّب من هذه المرأة اللعينة وابنها الخائن، ثم قالت: "أنا ماليش دخل بيكم، وأكيد هو مع مراته في شغلهم." ثم نظرت لأمها قائلة: "أصلي يا أمي، عرفت إنه هو ومراته كلاب فلوس، وأنا ماليش دخل بيهم."
أم سعيد: انهارت باكية على حالها وحال ابنة أخيها، التي كانت مثالاً للبنت الطيبة، لكنها الآن أصبحت طيراً مكسور الجناح، يجرح أي حد. ثم قالت: "طيب، لو قلت لك ورحمة أبوكي الغالي، ساعديني لأول مرة ولآخر مرة، ممكن تلبي طلبي؟"
تيسير: نظرت إليها نظرة كسْر، وحست إنها قاسية عليها، وتذكرت أن والدها لو كان عايش، ما كانش هيقبل بده أبداً. ثم قامت وقالت: "حاضر يا عمتي، هطمنك عليه ثواني وراجع."
أم سعيد: نظرت لها نظرة انتماء، وقالت: "تشكري يا تربية بنت الأصول." ثم نظرت إلى صفية بحب قائلة: "ربيتي صح يا صفية، يا زين ما ربيتي!"
تيسير: عادت ومعها كارت عمار الأشقر، واتصلت به أمام الجميع، لتكتشف أن سعيد لما رجع، شاف مراته في أحضان غيره، وحاول يقتلها لكنه فشل، فاتسجن، واتحكم عليه بـ 15 سنة حكم نهائي.
تيسير: شكرت عمار وأغلقت الخط. وفي تلك اللحظة، سقطت فوزية على الأرض من هول الخبر، فحملتها تيسير بسرعة إلى التاكسي، وأخذتها إلى مستشفى أبو العزم. وبعد وقت قصير، جاء حازم خائفاً عليها.
حازم: دخل بسرعة وقال: "والدتك مالها يا دكتورة؟"
تيسير: ألقت عليه نظرة عميقة، وقالت: "دي مش والدتي، دي عمتي."
حازم: ثار عليها قائلاً: "بعد كل اللي عملته فيكي، برضو مصيرة تبقي معاها؟!"
تيسير: نظرت له بهدوء، بعدما رأت في عيونه خوف وحب، ثم قالت: "في الأول والآخر، عمتي وأخت بابا، وبابا لو كان عايش، كان هيعمل نفس اللي بعمله دلوقتي بالضبط، لأن اللي بينا دم مش عشرة وبس يا حازم."
حازم: بعد كلام تيسير، سكت تماماً، وبعد شوية قال: "إنتي قولتي لي حازم، صح؟ قولي إني مش بتخيل!"
تيسير: ضحكت ضحكة رنانة خطفت قلب حازم قبل عيونه، ثم قالت: "أيوة، قلتلك حازم، يا زوما!"
حازم: "كمان زوما؟ لاااا، إنتي أكيد تعبانة صح؟"
تيسير: "تصدق؟ أنا غلطانة يا بشمهندس حازم."
حازم: بلهفة: "لاااا، خالص! يا توتي!"
تيسير: كرَّمشت حواجبها وقالت: "توتي؟!"
حازم: "أيوة، توتي! أصلي كان عندي قطة وأنا صغير، وكانت شَرِسة زيّك كده، واسمها توتي! ومن يوم ما شوفتك، بشبهك بيها، حتى في لون عيونك الزرق دول!"
تيسير: "ماشي يا سيدي، توتي... توتي!"
حازم: سكت شوية، وبعدين قال: "ممكن نتمشى شوية في الحديقة؟ أصلي عرفت من دكتورة صفاء إنها هتتأخر شوية، ممكن نشرب حاجة بره؟"
تيسير: فكرت شوية، ولسه بتفكر، راح شدّها من إيدها وقال: "يلا بينا!" وهي استسلمت له، وجواها سعادة مش عارفة سرها.
وأثناء تجولهما في الحديقة، ظهرت حشرة صغيرة أرعبت تيسير، فألقت بنفسها بدون وعي في أحضان حازم، والتقت عيونهما في نظرة واحدة مليئة بالحب.
تيسير: قطعت النظرة وقالت: "أنا..." وقبل أن تُكمل، قاطعها حازم ووضع يده على شفتيها قائلاً:
حازم: "ممكن ما تعتذريش؟ أنا مستعد أموت دلوقتي، لأني أقصى أحلامي اتحقق النهاردة." قالها بكل حب وإحساس صادق، فأحسته تيسير، وقالت:
تيسير: "حازم، ممكن أعرف... إشمعنا أنا اللي حبيتها كل الحب ده، مع إنك بتكره النساء؟!"
حازم: نظر إليها بكل حب ووجع، ثم قال: "طيب، ليه ما سألتنيش أنا بكره النساء ليه؟! أنا هقولك...
من صغري، شوفت أمي بتخون أبويا بدل المرة 10، وكل مرة كنت بسكت، وهي تيجي تبكي وتقولي: 'آخر مرة'، وأنا كنت بصدّق... لحد آخر مرة، وأبويا جه، ولقيها هي وعشيقها بره البيت، وحصلها حادثة مروعة...
اتحرمت من حب وحنان الأم. ومن اللحظة دي، كرهت النساء، وحقدت على كل أصحابي علشان عندهم أم، وأنا لا...
وبعد 10 سنين، قلبي غصب عني حب، أو افتكر إنه حب! وقلت لنفسي، آخد فرصة تانية، بس اللي حصل لأمي، حصل لي أنا كمان... بس الفرق إني أنا اللي قتلتها بإيدي، وهي في أحضان أعز صديق ليا!
ومن وقتها، اتحولت من شاب مليان حب وأحاسيس، لشخص شايف النساء مجرد رغبة... ولا شيء أكتر!"
---
حبك قدري – تابع الجزء السادس
بقلم الكاتبة الصحفية أحلام صبري