روح العاشر من رمضان
بقلم ابوبكرصدقي-قنا
في ليلة من ليالي رمضان عام 1393 هـ، كان القائد "عادل" يجلس في خندقه على الجبهة، يتأمل ضوء القمر المنعكس على رمال سيناء. كان الصيام لم يزدهم إلا قوة، والجميع يتحفز ليوم النصر القريب.
في فجر العاشر من رمضان، جاء الأمر بالعبور. تكبيرات الجنود امتزجت بصوت المدفعية، واندفع الأبطال يعبرون القناة، يحملون أرواحهم على أكفهم. كان "عادل" في المقدمة، يرفع راية الوطن، عازمًا على الثأر لكل قطرة دم سالت.
وسط أزيز الرصاص، رأى زميله "حسن" يسقط مصابًا، فأسرع إليه ممسكًا بيده. ابتسم "حسن" رغم جرحه، وهمس:
"أكمل الطريق، سننتصر بإذن الله."
وبالفعل، تحقق النصر. رفرفت الراية المصرية عالية، وتحولت دموع التعب إلى فرحة لا توصف. في المساء، جلس "عادل" يروي لرفاقه كيف أن رمضان هذا العام كان مختلفًا، إذ حمل بركة الصيام وروح الجهاد، فكان نصرًا مؤزرًا يخلده التاريخ.