حسين السمنودي
تمثل الدعوة الإلكترونية اليوم أحد أهم الأدوات التي تعتمد عليها المؤسسات الدينية لنشر القيم الإسلامية وتعزيز الوعي الديني بين الناس، خصوصًا في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي جعل وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد. وقد أدركت مديرية أوقاف القاهرة، بقيادة فضيلة الدكتور خالد صلاح الدين وكيل الوزارة ومدير المديرية، أهمية هذه الوسائل الحديثة، فعملت على استثمارها بالشكل الأمثل لنقل الرسالة الدعوية بأسلوب علمي رصين يجمع بين الأصالة والمعاصرة، مع الحفاظ على روح الإسلام السمحة التي تدعو إلى التسامح والوسطية.
وفي مقدمة هذه الجهود، يبرز دور فضيلة الشيخ إبراهيم عبدالله رضوان، مسئول الدعوة الإلكترونية بمديرية أوقاف القاهرة، الذي لا يدخر جهدًا في تطوير المحتوى الدعوي وإدارته بأسلوب احترافي يضمن وصوله إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور. فهو يعمل بلا كلل، قبل شهر رمضان وخلاله، على تنسيق الجهود الإعلامية للدعوة الإلكترونية، سواء من خلال البث المباشر للخطب والدروس، أو عبر نشر المقالات والمواد التوعوية التي تهدف إلى تصحيح المفاهيم ونشر التعاليم الدينية الصحيحة. ويعاونه في ذلك الأستاذ تامر درويش المنسق الإعلامي للمديرية، الذي يلعب دورًا هامًا في ضمان انسيابية العمل الإعلامي وتكامل الجهود لتحقيق أفضل النتائج.
وقبل حلول شهر رمضان، يضاعف الشيخ إبراهيم رضوان جهوده في إعداد الخطط الإعلامية للدعوة الإلكترونية، حيث يشرف على إنتاج محتوى متميز يركز على أهمية الاستعداد الروحي لهذا الشهر الفضيل، من خلال نشر مقاطع فيديو توعوية حول فضائل الصيام وآدابه، وأهمية الإقبال على الطاعات، وتعزيز القيم الأخلاقية والاجتماعية التي يجسدها الشهر الكريم. كما يعمل على تنظيم حملات توعوية عبر المنصات الإلكترونية التابعة للمديرية، بهدف الوصول إلى الشباب وتعريفهم بوسطية الإسلام ودوره في بناء الشخصية المسلمة المتزنة.
ومع بداية رمضان، تتكثف الجهود الإعلامية تحت إشراف القيادة الدعوية بالمديرية وتحت إشرافه أيضا . حيث يتم بث الخطب والندوات الدينية المباشرة، التي يقدمها نخبة من العلماء والدعاة المتميزين، إلى جانب نشر المقالات العلمية والدعوية التي تساهم في توعية المجتمع بأحكام الصيام وأهميته، وضرورة استثمار أجواء الشهر الكريم في التقرب إلى الله تعالى. كما يشرف الشيخ إبراهيم رضوان على إعداد محتوى خاص حول ليالي رمضان وقيام الليل والعشر الأواخر، بهدف تعزيز الروح الإيمانية لدى المتابعين، وربطهم بأجواء العبادة والتقوى.
إضافة إلى ذلك، فإن جهوده لا تقتصر على النشر الإلكتروني فحسب، بل تمتد إلى التفاعل المباشر مع الجمهور من خلال الرد على استفساراتهم عبر منصات المديرية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي قد تنتشر، خاصة في ظل وجود معلومات مغلوطة يتم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كما يعمل على إعداد تقارير إعلامية يومية حول أداء المساجد الكبرى التابعة لمديرية أوقاف القاهرة خلال شهر رمضان، وتسليط الضوء على الأنشطة الدعوية التي يتم تنظيمها في مختلف أحياء العاصمة، لضمان وصول الرسالة الدعوية إلى الجميع.
كل هذه الجهود تعكس مدى التفاني والإخلاص الذي يتحلى به الشيخ إبراهيم عبدالله رضوان وفريقه، الذين يعملون بصمت وكدّ، ليقدموا نموذجًا مشرفًا للدعوة الإلكترونية الهادفة، والتي تسهم في بناء مجتمع أكثر وعيًا بدينه، وأكثر التزامًا بقيمه، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الفكرية التي تفرضها العولمة الرقمية. ولا شك أن دعم فضيلة الدكتور خالد صلاح الدين وكيل الوزارة ومدير المديرية، ومساندته المستمرة لهذه الجهود، كان له الدور الأكبر في تحقيق هذا النجاح، حيث يحرص دائمًا على توفير كل الإمكانيات اللازمة لضمان استمرار العمل الدعوي الإلكتروني بأعلى مستوى من الكفاءة والاحترافية.
إن ما تقدمه مديرية أوقاف القاهرة في مجال الدعوة الإلكترونية هو نموذج يُحتذى به، ليس فقط على مستوى الوزارة، ولكن على مستوى المؤسسات الدعوية كافة، إذ يُثبت أن العمل الجاد والإخلاص في الدعوة قادران على إحداث تأثير إيجابي واسع، والوصول برسالة الإسلام إلى القلوب والعقول، بأسلوب عصري يواكب متطلبات العصر، ويجسد روح الوسطية والاعتدال التي يدعو إليها الدين الإسلامي الحنيف.