كتبت: أسماء مالك - مكتب أسوان
عندما يصدر بيان دبلوماسي في ساعة متأخرة من الليل، فهذا ليس مجرد تصريح عابر، بل رسالة مدروسة بدقة، تهدف إلى توجيه الرأي العام وصناع القرار في لحظة فارقة. هكذا جاء رد وزارة الخارجية السعودية، في الرابعة فجرًا بتوقيت مكة المكرمة، على تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ليؤكد مجددًا أن الحقوق الفلسطينية ليست محل تفاوض أو مساومة.
في بيان رسمي نشرته وزارة الخارجية السعودية، شددت المملكة على أن موقفها تجاه القضية الفلسطينية ثابت وغير قابل للتغيير، مؤكدة أن إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو الحل العادل والمشروع وفقًا للشرعية الدولية. كما جدد البيان السعودي رفض المملكة لأي تحريف أو مغالطات بشأن موقفها، في إشارة مباشرة إلى تصريحات ترامب التي حاولت الإيحاء بغير ذلك.
هذا البيان يأتي في توقيت بالغ الحساسية، حيث يتزايد الزخم الدولي حول القضية الفلسطينية، في ظل تحولات جيوسياسية كبرى.
من أبرز الرسائل التي يحملها:
تثبيت االمملكة توضح للعالم، ولواشنطن تحديدًا، أن أي تقارب سياسي أو تحولات دبلوماسية لا تعني أبدًا التفريط في الحقوق الفلسطينية.
1ـ توجيه رسائل للدول العربية والإسلامية: تأكيد الرياض على موقفها يدعم جهود الدول التي تتبنى نفس الرؤية، مثل الأردن، مصر، قطر، تركيا، والجزائر، مما يعزز وحدة الصف العربي.
2ـ تحذير للإدارة الأمريكية الحالية: البيان يشير ضمنيًا إلى أن البيت الأبيض، سواء في الإدارة الحالية، يجب أن يدرك أن المملكة لن تغير موقفها، مما يشكل ضغطًا دبلوماسيًا على صناع القرار الأمريكيين.
3ـ دعم الحراك الدولي لصالح فلسطين: السعودية تحث المجتمع الدولي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل موجة من الاعترافات الأوروبية والدولية المتزايدة.
في ضوء هذه التحولات، يبقى السؤال الأهم:
هل ستدفع هذه المواقف الثابتة نحو تحركات دبلوماسية حقيقية تعزز الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، أم ستظل القضية أسيرة التصريحات والبيانات؟
ما يبدو مؤكدًا أن السعودية، برسالتها الواضحة، لم تترك مجالًا للتأويل، وأكدت أن الحق الفلسطيني ليس ورقة للمساومة في أي حسابات سياسية أو إقليمية.