recent
أخبار ساخنة

إعانة وإغاثة الملهوف من أفضل العبادات/شيفاتايمز

إعانة وإغاثة الملهوف من أفضل العبادات

د/حسين السمنودي 

في محاضرة متميزة ألقاها فضيلة الدكتور محمود خليل، وكيل مديرية أوقاف القاهرة، تناول فضيلته أحد أهم الجوانب الإنسانية في الشريعة الإسلامية، وهو إعانة وإغاثة الملهوف، مؤكدًا أنها من أفضل العبادات التي تقرب العبد إلى ربه، وتحقق التكافل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام.

وقد استهل الدكتور محمود خليل حديثه بتوضيح أن الشريعة الإسلامية قامت على أسس الرحمة والتراحم بين الناس، مستدلًا بعدد من الآيات القرآنية التي تحث على مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين، ومنها قول الله تعالى:
"وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (البقرة: 195).
وقوله تعالى:
"وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ" (البقرة: 110).

وأكد فضيلته أن هذه الآيات تشير إلى أن الإحسان، الذي يشمل إعانة الملهوف، هو من الأعمال التي يحبها الله، ويجازي عليها خير الجزاء.

ثم انتقل فضيلة الدكتور إلى بيان مكانة إغاثة الملهوف في السنة النبوية، مستشهدًا بعدد من الأحاديث الشريفة، ومنها قول النبي ﷺ:
"من كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرّج عن مسلم كربة، فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" (رواه مسلم).
وهذا الحديث يدل على أن مساعدة المحتاج وإغاثة الملهوف لا تعود فقط بالنفع على المظلوم أو المحتاج، بل تكون سببًا في تفريج كروب الإنسان يوم القيامة.

كما أشار إلى الحديث الشريف:
"أفضل الأعمال أن تُدخِل على أخيك المسلم سرورًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطعمه خبزًا" (رواه الطبراني).
وهذا الحديث يؤكد أن أعظم الأعمال عند الله هي تلك التي تدخل السرور على قلب مسلم، سواء بإعانته أو سداد دينه أو إطعامه عند الحاجة.

إغاثة الملهوف منهج الأنبياء والصالحين

وأكد فضيلته أن إغاثة الملهوف كانت نهج الأنبياء والصالحين، مستدلًا بقصة نبي الله موسى عليه السلام، عندما وجد امرأتين تمنعان أغنامهما من السقي، فتقدم لمساعدتهما، كما ورد في قوله تعالى:
"فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ" (القصص: 24).
وهذا يعكس أهمية المبادرة في مساعدة المحتاجين، دون انتظار طلب العون.

إغاثة الملهوف واجب اجتماعي وإنساني

ثم تحدث فضيلة الدكتور محمود خليل عن البعد الاجتماعي لمساعدة الملهوفين، مشددًا على أن الإسلام لم يكتفِ بالحث على هذه الفضيلة، بل جعلها واجبًا على كل فرد قادر. كما أوضح أن هذا المبدأ يعزز قيم التكافل الاجتماعي، ويحد من انتشار الفقر والظلم في المجتمع.

وأشار إلى أن المجتمعات التي تقوم على مبدأ الإحسان وإغاثة الملهوف تكون أكثر استقرارًا وسلامًا، حيث يشعر كل فرد فيها بالأمان لعلمه أن هناك من يقف بجانبه في وقت الشدة.

صور من إغاثة الملهوف في الواقع المعاصر

أوضح فضيلته أن صور إغاثة الملهوف في عصرنا كثيرة ومتنوعة، ومن أهمها:

إنقاذ المحتاجين في الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل والفيضانات.

تقديم العون للمرضى الذين لا يجدون تكلفة العلاج.

مساعدة الغارمين الذين يعانون من الديون ولا يستطيعون سدادها.

دعم الأيتام والمساكين وتوفير احتياجاتهم الأساسية.

إطعام الجائعين في المناطق الفقيرة.


ختام المحاضرة

في ختام المحاضرة، دعا فضيلة الدكتور محمود خليل إلى جعل إغاثة الملهوف سلوكًا يوميًا، وليس مجرد فعل موسمي أو وقتي، مؤكدًا أن من أراد أن ينال محبة الله ورضاه، فعليه أن يسعى دومًا لمساعدة الآخرين، لأن "الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

كما شدد على أن وزارة الأوقاف تحرص دائمًا على نشر هذه القيم الإسلامية العظيمة من خلال خطب الجمعة والندوات التوعوية، لتأكيد أن الإسلام هو دين الرحمة والتعاون والتكافل.

بهذا اختتم فضيلة الدكتور محمود خليل محاضرته، تاركًا أثرًا طيبًا في نفوس الحضور، وداعيًا الجميع إلى أن يكونوا سباقين في فعل الخير، اقتداءً بسنة النبي ﷺ وسير الصالحين.
google-playkhamsatmostaqltradent