recent
أخبار ساخنة

الإعجاز القرآني في عدة المرأة: بين العلم والدين /شيفاتايمز

 





الإعجاز القرآني في عدة المرأة: بين العلم والدين


حسين السمنودي 


يظل القرآن الكريم كتابًا معجزًا في كل كلمة وآية، فهو ليس فقط منهج حياة، بل يحمل في طياته حقائق علمية لم تكشف إلا بعد قرون من نزوله. ومن بين هذه الحقائق الإعجازية التي تتجلى أمام العلم الحديث، موضوع عدة المرأة بعد الطلاق أو وفاة الزوج، الذي يثبت مرة أخرى أن الشريعة الإسلامية وضعت قوانينها لمصلحة الإنسان وحمايته، متفوقة على كل الأنظمة البشرية.


أثار تصريح عالم الأجنة اليهودي روبرت غيلهم، المتخصص في علم الأجنة والرئيس السابق لمعهد ألبرت أينشتاين، موجة من الجدل والإعجاب حين أعلن إسلامه بعدما اكتشف الإعجاز العلمي في آيات القرآن الكريم المتعلقة بعدة المرأة. هذا الاكتشاف العلمي الذي أطلق عليه العلماء "بصمة ماء الرجل" أظهر أن السائل الذكري لكل رجل يحمل تركيبة فريدة من البروتينات تصل إلى 62 نوعًا مختلفًا، تمثل بصمة لا يمكن أن تتكرر. وتبيّن أن جسد المرأة يحتفظ بهذه البصمة لفترة، ويحتاج إلى ثلاثة دورات شهرية لتنظيف الرحم تمامًا من آثار هذه البصمة، وهو ما يتطابق مع العدة التي حددها الإسلام في قوله تعالى:

"وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ" (البقرة: 228).


هذا النص القرآني يبرز بوضوح الحكمة من انتظار المرأة مدة ثلاثة قروء (دورات شهرية) قبل أن تعقد قرانها مرة أخرى، حتى تتطهر تمامًا من أي أثر للرجل السابق، مما يضمن طهارة النسل وحماية المرأة من المشكلات الصحية التي قد تنجم عن تداخل هذه البصمات.


العلم الحديث أكد أيضًا أن النساء اللواتي يمارسن تعدد العلاقات الجنسية بشكل غير شرعي، كما هو شائع في بعض المجتمعات المتحررة، يتعرضن لأمراض جسدية ونفسية خطيرة. تتراكم البصمات المتعددة في أرحامهن، ما يُشبه الفيروسات التي تُحدث خللاً في النظام الداخلي للجسد، وهو ما أثبته العالم روبرت غيلهم بعد إجراء أبحاث على نساء مسلمات في حي أفريقي بالولايات المتحدة، حيث تبين أن جميع النساء هناك يحملن بصمة واحدة فقط، وهي بصمة أزواجهن. بينما في حي آخر، أظهرت التحاليل العلمية أن النساء المتحررات يحملن بصمات متعددة.


هذه الحقائق دفعت غيلهم إلى إجراء تحاليل على زوجته، التي أظهرت أنها تمتلك ثلاث بصمات، مما أثبت خيانتها له، وأدى به إلى اكتشاف أن أحد أطفاله الثلاثة فقط هو ابنه الحقيقي. هذه الصدمة قادته للتأمل في الحكمة الإلهية للإسلام، والتي تضمن الحفاظ على الطهارة والنسل وتماسك الأسرة والمجتمع.


كما أوضح غيلهم أن الحزن العميق يؤثر في تثبيت بصمة الرجل المتوفى في جسد المرأة، مما يفسر الحاجة إلى فترة أطول لتطهر الأرملة، وهي أربعة أشهر وعشرة أيام كما جاء في القرآن الكريم:

"وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا ۖ" (البقرة: 234).


هذه الفترة تتيح للمرأة أن تتخلص تمامًا من أي أثر جسدي أو نفسي، مما يعكس التكامل بين الجوانب العلمية والنفسية في التشريع الإسلامي.


وفي ضوء هذه الحقائق، ندرك الحكمة العميقة وراء تحريم الزنا والدعارة، لما يترتب عليهما من أضرار جسيمة على الأفراد والمجتمع، وهو ما أكده النبي محمد صلى الله عليه وسلم حين قال:

"لا تزني الزانية حين تزني وهي مؤمنة."


الإسلام لم يكن يومًا مجرد دين للعبادات، بل هو نظام حياة كامل يضع قوانين تحمي الإنسان من الضرر، وتُعلي من شأن الأخلاق والطهارة. هذه الاكتشافات العلمية ليست إلا شهادة على أن الشريعة الإسلامية وضعت لحماية الإنسانية من كل سوء.


وها نحن نرى أن من يتأمل في تعاليم الإسلام يجد فيها الحلول لكل مشاكل البشرية، مما دفع العالم روبرت غيلهم إلى التصريح علنًا بأن المرأة المسلمة هي أنظف امرأة على وجه الأرض، ليس فقط على المستوى الجسدي، بل أيضًا على المستوى الأخلاقي والقيمي، فهي تتبع نظامًا إلهيًا يضمن لها الكرامة والطهارة.


تلك هي عظمة الإسلام، دين الطهارة والنقاء، الذي لا يزال يبهر العالم بآياته المعجزة، ويثبت صدق قول الله عز وجل:

"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ" (فصلت: 53).

google-playkhamsatmostaqltradent