بقلم / أسماء مالك
عندما أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي وقال: 'تهجير الفلسطينيين خط أحمر"
هل كانت مصر تُدافع عن فلسطين أم عن مصير المنطقة بأكملها؟
اكتشف كيف تحوّلت الحدود المصرية إلى سدّ منيعٍ ضدّ مخططات التفكيك
لماذا لا تزال القاهرة قلعةَ الأمل الأخيرة لفلسطين!
في ظل هذا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
تظهر مصر كصوتٍ عادلٍ وحكيم، يحمل راية الدفاع عن الحقوق التاريخية للفلسطينيين، دون أن يغفل عن حماية أمنه وسلامة حدوده.
تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخيرة لم تكن مجرد كلمات تُلقى على الهواء، بل خريطة طريق تُظهر عمق الرؤية المصرية التي تجمع بين الالتزام الأخلاقي والحسّ الاستراتيجي.
كلماته كانت واضحة كالشمس: "ترحيل وتوطين الشعب الفلسطيني ظلم لا نشارك فيه"
هذا الرفض ليس مجرد موقف دبلوماسي بل هو صدى لضمير شعبٍ عربي يعرف معنى التشرد والاحتلال.
فمصر، التي عانت لعقود من حروبٍ حدودية، تدرك جيداً أن تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة لن يُحقق إلا مزيداً من التفتيت والدمار.
عندما يحذّر السيسي من أن تهجير الفلسطينيين "يهدد الأمن القومي المصري"، فهو لا يُبالغ.
فحدود مصر مع غزة ليست خطاً على الخريطة، بل جواراً مباشراً لأزمات إنسانية قد تتحول إلى موجات نزوح أو صراعات مسلحة.
ببساطة: استقرار غزة يعني استقرار سيناء. ولذلك، تحرص القيادة المصرية على دعم غزة بإعادة الإعمار وفتح المعابر، لأن إغلاق الأبواب أمام الفلسطينيين سيفتحها أمام الفوضى.
لكن مصر لا تقف عند حد الرفض؛ فالسيسي يؤكد تعاون مصر مع الإدارة الأمريكية، رغم الخلافات، لدفع حلّ الدولتين كضرورةٍ لا خياراً.
هذه الواقعية تُظهر أن الدبلوماسية المصرية تعمل على أرض الواقع، حيث تُحوّل الصراع من مواجهات دموية إلى طاولة مفاوضات.
وفي قلب هذا الموقف، يبرز دور الشعب المصري كقلعة دعمٍ لا تنهزم.
"الرأى العام المصري يرى الظلم التاريخي لفلسطين"
كما قال السيسي.
هذا ليس شعاراً، بل حقيقة تُلمس في الشارع المصري. فمنذ حرب 1948، لم تخل جدران مصر من لافتات تدعم القدس وغزة.
وهذا الدعم الشعبي هو ما يعطي الحكومة المصرية قوة التفاوض، ويجعلها ترفض أي مساومات تتناقض مع إرادة المصريين.
الرئيس السيسي، بخطابه الأخير، يؤكد أن مصر لم – ولن – تتنازل عن دورها التاريخي كحامية للقضايا العادلة.
لكنه في الوقت نفسه، يربط هذا الدور بوعيٍ استراتيجي فالدعم اللامحدود لفلسطين يجب ألا يُهدد استقرار الداخل المصري.
هنا تكمن حنكة القيادة وهي الجمع بين المبادئ والواقعية، وبين الصوت العالي في المحافل الدولية والخطوات الهادئة على الأرض.
مصر ليست مجرد دولة في هذه المعادلة، بل هي رسالةٌ تُذكّر العالم أن العدل ممكنٌ حتى في أكثر الأوقات ظلاماً.
وأَخيرًا نَقُول دَائِمًا تَحْيَا مِصْرُ، أُمُّ الدُّنْيا