حسين السمنودي
في عمق الصحراء السيناوية، وعلى ضفاف قناة السويس، تتجلى بطولات لا ينساها التاريخ، خطها أبناء قبيلة المساعيد بحروف من نور، لتظل شاهدة على عراقة هذه القبيلة ووفائها لوطنها. عرب المساعيد، الذين يتوزعون في مناطق مختلفة من سيناء، خاصة في قرية جلبانة التابعة لمدينة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية، كانوا وما زالوا في مقدمة الصفوف، يذودون عن الأرض والعرض، ويقفون جنبًا إلى جنب مع القيادة السياسية والقوات المسلحة في حماية الوطن وبنائه.
....قبيلة المساعيد.. تاريخ من البطولات والولاء للوطن
يرجع نسب قبيلة المساعيد إلى جذور عربية أصيلة، حيث استقرت في سيناء منذ قرون، وساهم أبناؤها في العديد من المعارك التي خاضتها مصر عبر التاريخ. فمنذ الاحتلال البريطاني وحتى الحروب العربية الإسرائيلية، كانت قبيلة المساعيد حاضرة بقوة في صفوف المقاومة، مقدمة أبطالًا ضحوا بأرواحهم دفاعًا عن تراب الوطن.
وخلال العدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967، ثم حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، لعب أبناء القبيلة دورًا بارزًا في تقديم الدعم اللوجستي للجيش المصري، حيث كانوا أدلاء على دروب سيناء الوعرة، وساهموا في نقل الإمدادات والمعلومات للقوات المسلحة، فضلًا عن المشاركة المباشرة في العمليات الفدائية ضد العدو الصهيوني.
....أبطال قبيلة المساعيد قديمًا وحديثًا.. رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
تزخر قبيلة المساعيد بأسماء لامعة سطرت تاريخًا مشرفًا في الدفاع عن مصر، ومن بينهم الشيخ سالم أبو مسعود الذي كان أحد رموز المقاومة ضد الاحتلال الإنجليزي، وظل صوته عاليًا في الدفاع عن حقوق أبناء سيناء.
وفي العصر الحديث، يأتي الشيخ محمد أبو علي المسعودي كأحد أبرز الرموز الوطنية، حيث كان من الرجال الأوفياء الذين تصدوا للإرهاب في سيناء، ووقفوا إلى جانب القوات المسلحة في معركتها الشرسة لتطهير الأرض من الجماعات التكفيرية. ولم يكن وحده في هذا الدرب، بل شاركه كوكبة بطولية من شباب جلبانة، الذين آمنوا أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس، وأن سيناء لن تكون إلا مصرية خالصة، رغم كل المحاولات الإرهابية للنيل من استقرارها.
...حزب مستقبل وطن وعرب المساعيد.. دعم مستمر لمسيرة التنمية والبناء
إلى جانب الدور البطولي في مقاومة الإرهاب، انخرط أبناء المساعيد في المشهد السياسي، وكان لحزب مستقبل وطن حضور قوي بين أبنائهم، حيث شكلوا كتلة داعمة لمسيرة التنمية والبناء التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي. شباب جلبانة، وخاصة من أبناء المساعيد، ضربوا أروع الأمثلة في الولاء والانتماء، مقدمين نموذجًا للمواطن الواعي الذي يدرك تحديات وطنه ويساهم في مواجهتها.
ولم يقتصر دورهم على دعم القيادة السياسية فحسب، بل امتد إلى المشاركة الفعالة في المبادرات الوطنية، سواء من خلال العمل في المشروعات القومية، أو المساهمة في تطوير قريتهم جلبانة، التي تُعد من القرى الواعدة في سيناء. فكانوا دائمًا في طليعة من يسعون لتحسين الخدمات، وتعزيز الاستقرار، ودعم مسيرة التقدم التي تشهدها مصر في مختلف المجالات.
....عرب المساعيد.. درع الوطن وسيفه في سيناء
اليوم، يواصل عرب المساعيد مسيرتهم في دعم الاستقرار والتنمية، مستمرين في تقديم نموذج مشرف للمجتمع السيناوي الذي يضرب بجذوره في أعماق الوطنية. فما بين مواقفهم البطولية في دحر الإرهاب، ودورهم الإيجابي في المشهد السياسي، يبقى أبناء جلبانة، وخاصة شباب المساعيد، رمزًا للعزيمة والإصرار على بناء مستقبل أفضل لمصر.
وسيظل تاريخ قبيلة المساعيد شاهدًا على مدى إخلاصها للوطن، وسيبقى أبناؤها في الصفوف الأولى، سيفًا حاسمًا في وجه الأعداء، ودرعًا قويًا يحمي أمن مصر واستقرارها، لتظل رايتها مرفوعة في سماء العزة والكرامة.