دروس من رحلةالإسراء والمعراج
الداعية الإسلامي/الشيخ خالد عبدالله
قال تعالى
سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير .. سورة الإسراء
من دروس رحلة الإسراء والمعراج
بعد المعروف منها دروس
أنها جاءت تؤازر النبي صلى الله عليه وسلم
وجاءت تسرية لقلبه
وترويحا له
وأن الله عز وجل راض عنه
ومؤيدا له وناصره
وجاعل كلمته هى العليا
وأن هذا الدين لن تستطيع أى قوة مهما كانت أن تقضى عليه أو تزيحه
وأن الله تعالى سيفتح له القلوب
وجاءت رحلتى الإسراء والمعراج
تمحيصا للقلوب
ليميز الله الخبيث من الطيب
والمؤمن القوى من الضعيف
نرى ذلك من أحداث بعدما عاد النبى صلى الله عليه وسلم من تلك الرحلة المباركة
جلس كما كان يجلس فى حجر إسماعيل عليه السلام
فمر عليه أبو جهل
فقال ما عندك الليلة يا محمد
فقال النبى صلى الله عليه وسلم
لقد أسري بى الليلة إلى المسجد الأقصى
قال وأصبحت بيننا
قال نعم
فنادى أبو جهل فى الناس فاجتمعوا فقال لقد أسرى بمحمد الليلة إلى المسجد الأقصى
قالوا وأصبحت بيننا
قال نعم
فارتد أناس عنه وأخذوا يضربون على رؤوسهم عجبا ثم قالوا يا محمد
لقد جئنا بيت المقدس فاوصفه لنا
فجعلوا يسألونه فيجيبهم
فسألوه عن أشياء لم يكن رآها
فإذا برب العزة سبحانه الذى يقول للشيء كن فيكون يرفع المسجد الأقصى
ويجعل النبى ينظر إليه
فجعل ينظر المسجد الأقصى بعينيه
يسألونه ويجيبهم
إن من دروس رحلة الإسراء والمعراج
أن الإيمان بهما واجب
واختبار لقوة الإيمان
نرى أن أبا بكر رضي الله عنه
لم يتردد فى تصديقه
قال له الكفار إن صاحبك يزعم أنه أُسري به الليلة إلى بيت المقدس ثم عاد
ونحن نقطع أكباد الإبل شهرا ذهابا وشهرا إيابا
كان أبو بكر فطنا
لم يقل لهم مباشرة لقد صدق
لاحتمال أنهم افتعلوا هذا الأمر
ونسبوه إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما قال إن كان قال فقد صدق
إنى أصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه فى خبر السماء
فاستحق بهذا التصديق أن يكون صديقا
وكان جديرا بأن يكون ثاني اثنين
واستحق أن يكون إيمانه
أثقل من إيمان الأمة جميعها
.. أن صلاته صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جميعا
إشارة أن كثيرا من الأديان والملل السابقة سوف تتبع دين الإسلام
وإشارة للأنبياء بأنهم لو كانوا أحياء لاتبعوه
.. تعظيم شأن الصلاة فقد اختصها الله من بين العبادات بأن تفرض فى السماء
وفى رحلة الإسراء والمعراج مشاهد رآها النبى صلى الله عليه وسلم
.. رأى ماشطة فرعون
أتت ريح طيبة ريحتها جميلة
يسأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن هذه الرائحة
فيقول جبريل عليه السلام
إنها ماشطة فرعون وأولادها
التى آمنت بالله رب العالمين
وبدعوة موسى عليه السلام
يدلل أن القلوب بيد الله وحده
وأن الله تعالى ناصر دينه ولو فى وسط قلاع الكفر وجبابرة الأرض
فرفع الله مكانها وأعلا قدرها فى الآخرة
وهكذا كل إنسان مؤمن
رأى نهر الكوثر
وهو نهر أعطاه الله لنبيه إكراما له
وهو نهر قعره من اللؤلؤ
وتربته من المسك
رأى شجرة الزقوم التى وصفها الله تعالى بقوله
.. والشجرة الملعونة فى القرآن ..
وهى طعام أهل النار وهى شوك
وطعمها مر
رأى الدجال على صورته
أجعد الشعر أعور العين عظيم الجثة
أحمر البشرة مكتوب بين عينيه كافر
رأى النبى صلى الله عليه وسلم
قوم يزرعون ويحصدون فى نفس اليوم
كلما حصدوا عاد الحصاد كما كان
فقال النبى صلى الله عليه وسلم
يا جبريل ما هذا
قال هؤلاء المجاهدون فى سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف
رأى الدنيا بصورة عجوز
رأى إبليس متنحيا عن الطريق
رأى ثور يخرج من منفذ ضيق ثم يريد أن يعود فلا يستطيع فيسأل النبى صلى الله عليه وسلم ما هذا يا جبريل
فقال هذا هو من يتكلم بالكلمة الفاسدة
رأى الذين لا يؤدون الزكاة
يسرحون كالأنعام
رأى تاركى الصلاة ترضخ رءوسهم بالحجارة ثم تعود كما كانت
رأى الزناة وهم يتنافسون على اللحم النتن ويتركون الطيب
رأى شاربى الخمر يشربون من الصديد
رأى الذين يمشون بالغيبة لهم أظافر من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم
رأى مالك خازن النار
رأى البيت المعمور
رأى سدرة المنتهى
وسميت سدرة المنتهى
لأنه ينتهى إليها أرواح الشهداء
وأرواح المؤمنين
أوراقها مثل آذان الفيلة
رأى الجنة وهى فوق السموات السبع
فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
رأى العرش وهو أعظم المخلوقات
وحوله ملائكة لا يعلم عددهم إلا الله
له قوائم كقوائم السرير
تحمله الملائكة
قال تعالى .. الرحمن على العرش استوى.. سورة طه
وقال تعالى.. ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.. سورة الحاقة
قال الأمام على كرم الله وجه
إن الله خلق العرش
إظهارا لقدرته ولم يتخذه مكانا لذاته
.. ورأى قوم يقذفون فى أفواههم قطع من نار تخرج من أدبارهم
فيسأل عنهم فيجاب هؤلاء هم أكلة أموال اليتامى ظلما
قال تعالى
إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا .. سورة النساء
ومن الدروس المهمة فى تلك الرحلة المباركة أن لا تيأس من رحمة الله أبدا
وأن الأمور كلها بيد الله وحده
وأن الله ناصر دينه ولو كره المشركون
بشرط صدق النية والأخذ بالأسباب
وأن الدين له رجال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وأن الله تعالى ناصرهم ولو خذلهم أهل الأرض جميعا
ولا أنسى فى نهاية مقالى
حديث أبى أمامة عن النبى صلى الله عليه وسلم
لا تزال طائفة من أمتى على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس
حديث صحيح
متواتر
رجاله ثقات
رواه البخاري ومسلم
وأخرجه أيضا الطبرانى
خالد عبد الله