recent
أخبار ساخنة

الأخلاق العسكرية للجندي المصري: شرف وانتصار وإنسانية /شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS








 الأخلاق العسكرية للجندي المصري: شرف وانتصار وإنسانية


حسين السمنودي


في ساحات القتال، حيث تسود أصوات المدافع ودوي القنابل، وحيث تكون الحياة والموت على مسافة رصاصة، تتجلى معادن الرجال الحقيقية. هناك، يقف الجندي المصري كرمز للقوة والشجاعة، لكن ما يميزه حقًا ليس فقط شجاعته القتالية، بل أخلاقه السامية وإنسانيته التي لا تتزعزع حتى في لحظات الانتصار.


..الجندي المصري: شجاعة مقاتل ورحمة إنسان

في حرب أكتوبر المجيدة، قدم الجندي المصري درسًا للعالم أجمع، ليس فقط في فنون القتال وإدارة المعارك، بل في القيم الأخلاقية والإنسانية التي رسمت ملامح النصر العظيم. مشهد الجندي المصري الذي سقى أسيرًا صهيونيًا الماء وأطعمه، رغم معرفته بما ارتكبه هذا الأسير وجيشه من جرائم في نكسة 1967،

والمذابح اللاإنسانية التي ارتكبت فى حق الجنود المصريين على أرض سيناء طولها وعرضها .


ولم يتعامل الجندي المصري مع أعدائه بحقد أو رغبة في الانتقام،مثلما فعلوا معه. بل كان يحمل قلبًا نابضًا بالرحمة، يتعامل بما تربى عليه من تعاليم دينية وإنسانية. لقد أدرك الجندي المصري أن القوة الحقيقية ليست في إذلال العدو أو سحقه بعد الاستسلام، بل في إظهار التفوق الأخلاقي والإنساني.


..الأخلاق العسكرية.. جزء من العقيدة القتالية

منذ الأزل، ارتبط الجيش المصري بمبادئ ثابتة وقيم راسخة. الجندي المصري لم يكن مجرد مقاتل يبحث عن نصر ميداني، بل كان نموذجًا للمقاتل الذي يعرف حدود القوة وحقوق الإنسان. ولم تكن هذه الأخلاق مجرد سلوك عابر أو مواقف استثنائية، بل كانت جزءًا من العقيدة القتالية التي غُرست في نفوس الجنود منذ لحظة التحاقهم بالجيش.


في حرب أكتوبر، كان الجندي المصري يخوض معركته بشجاعة لا تعرف الخوف، لكن دون أن يتخلى عن إنسانيته لحظة واحدة. كان يكبر في المعركة ويردد "الله أكبر"، ليس فقط ككلمة، بل كإيمان وعقيدة تدفعه للصمود، ولتذكّره دائمًا أن القوة المستمدة من الله لا تهزم أبدًا.


..الفرق بين المنتصر والمهزوم

كان الفرق واضحًا بين الجندي المصري المنتصر والجندي الصهيوني المهزوم. الأول يحمل شرفه العسكري ويصون إنسانيته، بينما الثاني يسير ذليلًا يجر أذيال الخيبة والعار. لم تكن الهزيمة فقط في ميدان المعركة، بل كانت هزيمة أخلاقية قبل أن تكون هزيمة عسكرية.


..الجيش المصري: مدرسة للأخلاق والقيم

تظل الجندية المصرية مدرسة متكاملة تُعلّم الأجيال معاني الصبر والانضباط والشجاعة، والأهم من ذلك الأخلاق. الجندي المصري لم يكن يومًا أداة بطش، بل كان دائمًا حاميًا للوطن وراعيًا للسلام والأمن.


حتى في أشد لحظات الصراع، لم يفقد الجندي المصري إنسانيته. بل كان يمد يد العون لعدوه المهزوم، ليعلّمه درسًا أخلاقيًا لم ولن ينساه.


..رسالة خالدة

اليوم، ونحن نسترجع ذكريات نصر أكتوبر، يجب أن نعلم أن هذا النصر لم يكن فقط نصرًا عسكريًا، بل كان نصرًا أخلاقيًا وإنسانيًا أيضًا. إن شجاعة الجندي المصري وأخلاقه الرفيعة هي ما صنعت الفارق الحقيقي في تلك الحرب المجيدة.


سيظل الجيش المصري رمزًا للقوة والشرف، وسيظل جنوده حماة الأرض والعرض، وقبل ذلك حماة القيم والأخلاق التي تميزهم عن أي جيش آخر في العالم.


كل عام وجيش مصر العظيم بخير، وكل عام وأبطالنا الذين يرابطون على الحدود بخير، فهم خط الدفاع الأول عن الأرض والكرامة.

google-playkhamsatmostaqltradent