الجيش المصري: درع الوطن وسيفه في مواجهة التحديات والتهديدات
حسين السمنودي
يُعد الجيش المصري أحد أعرق وأقوى الجيوش في العالم، فهو درع الوطن الحامي وسيفه القاطع، الذي يقف شامخًا على مدار التاريخ لحماية حدود مصر وصون أمنها القومي. يتميز الجيش المصري بقوة تنظيمه وتفاني أفراده، الذين نذروا حياتهم فداءً للوطن واستقلال قراره السياسي وسيادته على أراضيه.
في ظل التحديات الراهنة، يواجه الجيش المصري مجموعة معقدة ومتنوعة من التهديدات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية. من الشمال الشرقي، يظل الخطر الدائم والتهديد المستمر من العدو الصهيوني، والذي يسعى لتحقيق أطماعه التاريخية في المنطقة. وعلى الحدود الغربية، تواجه مصر تهديدات الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا، التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي. أما الجنوب، فهناك تحديات تتعلق بالأمن المائي وملف سد النهضة، والذي يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري.
وفي الداخل، يعمل الجيش المصري على تطهير أرض الوطن من الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تحاول العبث بأمن واستقرار البلاد، خاصة في سيناء. لم تقتصر جهود القوات المسلحة على الجانب العسكري فقط، بل امتدت لتشمل التنمية الاقتصادية والمشروعات العملاقة التي تساهم في دفع عجلة الاقتصاد القومي وتوفير فرص عمل للشباب.
وفي الوقت الذي يخوض فيه الجيش حربه ضد الإرهاب بكل حسم وقوة، فإنه يواصل دوره الوطني في البناء والتعمير، حيث شارك في تنفيذ آلاف المشروعات القومية الكبرى، من مدن جديدة وطرق سريعة وجسور ومشروعات بنية تحتية متطورة، ليكون الجيش المصري بحق اليد القوية التي تحمل السلاح وتحمي الوطن، واليد الأخرى التي تبني وتعمر لصناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
وعلى الصعيد العسكري، لم يغفل الجيش المصري ضرورة تحديث وتطوير قدراته التسليحية، إذ شهدت القوات المسلحة طفرة كبيرة في منظومة التسليح، شملت اقتناء أحدث المقاتلات الجوية والغواصات المتطورة وحاملات الطائرات، بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوي الحديثة. وهذا التطور النوعي في التسليح يُعزز من قدرة القوات المسلحة على مواجهة أي تهديد داخلي أو خارجي، ويضمن التفوق الاستراتيجي لمصر في المنطقة.
إن العقيدة القتالية للجيش المصري تقوم على مبدأ أساسي: "النصر أو الشهادة". فرجال القوات المسلحة المصرية لا يخشون الموت، بل يسعون إلى تحقيق النصر والحفاظ على شرف الوطن وكرامة شعبه. ولعل شعارهم الخالد "يد تبني ويد تحمل السلاح" خير تجسيد لدورهم العظيم في حماية الوطن وبناء المستقبل.
إن قوة الجيش المصري لا تكمن فقط في عتاده المتطور وقدراته التسليحية الهائلة، بل في إرادة مقاتليه وإيمانهم بعدالة قضيتهم واستعدادهم للتضحية بأرواحهم من أجل وطنهم. لذلك، سيظل الجيش المصري الصخرة التي تتحطم عليها كل المؤامرات والدسائس، والدرع الحصين الذي يحمي أرض الكنانة من كل معتدٍ أو طامع.