"هوس السبق الصحفي والترند: وتأثيرهما الخفي على المجتمع"
بقلم/ أشرف عبدالعال
في عصر السرعة الرقمية، أصبحت المؤسسات الإعلامية تركّز بشكل متزايد على تحقيق السبق الصحفي وركوب الترند لجذب الانتباه وزيادة الانتشار. ورغم أن هذه الأساليب قد تبدو فعالة على المدى القصير، إلا أن لها آثارًا سلبية عميقة على المجتمع.
السعي وراء السبق الصحفي غالبًا ما يؤدي إلى تراجع جودة المحتوى، حيث يتم التركيز على نشر الأخبار بسرعة قبل التحقق من دقتها. هذا التسرع يسهم في انتشار معلومات غير موثوقة ويعزز من انتشار الشائعات، مما يؤدي إلى تآكل الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام.
من ناحية أخرى، ركوب الترند يجعل وسائل الإعلام تركز على المواضيع الرائجة دون مراعاة القيمة الحقيقية للمحتوى. هذا الاهتمام الزائد بالاتجاهات الشائعة يمكن أن يُشغل الجمهور بمواضيع سطحية أو ثانوية، ويُغفل القضايا الأهم والأكثر تأثيرًا. كما يؤدي إلى ضغوط مستمرة على الصحفيين والمبدعين لمواكبة الترندات، مما قد يضعف إبداعهم ويؤثر على جودة المحتوى الذي يقدمونه.
في النهاية، هذه الممارسات تؤثر سلبًا على التفكير النقدي لدى الأفراد، وتساهم في تعزيز ثقافة استهلاكية تتبع ما هو شائع دون النظر إلى القيمة الحقيقية للمعلومات. ومن هنا تأتي ضرورة تحمل المسؤولية الإعلامية من خلال تقديم محتوى متوازن وموثوق، وفي نفس الوقت تعزيز وعي الجمهور بمخاطر الانجرار وراء الأخبار السريعة والترندات السطحية.