حياة شيخ صعيدى (إبراهيم رفعت)/شيفاتايمز

 

الشراكة بين وزارة الأوقاف المصرية وشرائح المجتمع: مفتاح النجاح والتواصل الفعّال

حسين السمنودي 

تسعى وزارة الأوقاف المصرية إلى تطوير دورها على مستوى المجتمع، ليس فقط عبر النشاطات الدينية والإرشادية، بل من خلال إشراك شرائح المجتمع المختلفة في عملية التنمية. وفي إطار هذه الرؤية، ألقى أ.د. أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، كلمة مهمة عبر مركز معلومات مجلس الوزراء، أوضح فيها أن الشراكة بين وزارة الأوقاف والمجتمع تمثل حجر الزاوية لتحقيق نجاح مشروعات التنمية المستدامة والتواصل الفعّال مع المواطنين.

..دور وزارة الأوقاف في المجتمع:

منذ نشأتها، كانت وزارة الأوقاف في مصر معنية بالشؤون الدينية والإشراف على المساجد والأوقاف الخيرية، لكن في السنوات الأخيرة توسعت مهام الوزارة لتشمل أبعادًا اجتماعية وتنموية أوسع. هذه التحولات تعكس رغبة الوزارة في أن تكون شريكًا حقيقيًا في تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع، إذ ترى الوزارة أن التواصل والتعاون مع المواطنين والمجتمع المدني من الأمور الحتمية لنجاح هذه الجهود.

...مفهوم الشراكة مع المجتمع:

في كلمته، أكد الدكتور الأزهري أن الشراكة بين الوزارة والمجتمع لا تقتصر على الفئات التقليدية مثل رجال الدين أو المؤسسات الدينية، بل تمتد إلى مختلف شرائح المجتمع. يشمل هذا التعاون المجتمع المدني، المؤسسات التعليمية، رجال الأعمال، والمواطنين العاديين. والهدف من ذلك هو تحقيق التنمية المستدامة التي تعتمد على المشاركة الفعالة لجميع الأطراف، لتحقيق التكامل بين الحكومة والمجتمع.

...أهداف الشراكة المجتمعية:

... تعزيز التعليم الديني والتوعية: أحد أهم أدوار وزارة الأوقاف هو نشر الثقافة الدينية المعتدلة ومحاربة الأفكار المتطرفة، وذلك من خلال التعاون مع المؤسسات التعليمية والمدنية. تُعد هذه الشراكة أساسية لضمان وصول الرسالة إلى شرائح واسعة من المجتمع.

..... محاربة الفقر والتهميش: تسهم الوزارة بشكل كبير في دعم الفئات الفقيرة والمهمشة، من خلال تنظيم برامج الرعاية الاجتماعية، مثل توزيع المساعدات العينية والمالية، وتنفيذ مشروعات التنمية الصغيرة. يعتبر التعاون مع المجتمع المدني ورجال الأعمال أمرًا محوريًا لتوسيع نطاق هذه البرامج وضمان استدامتها.

.... دعم مشروعات البنية التحتية: تعمل وزارة الأوقاف بالتعاون مع مؤسسات الدولة الأخرى والمجتمع المدني على دعم مشروعات تحسين البنية التحتية في المناطق الأقل حظًا. وتشمل هذه المشروعات بناء وتجديد المساجد والمدارس والمرافق العامة، والتي تمثل نواة حيوية لتحسين مستوى المعيشة في تلك المناطق.

..... تعزيز الثقافة الدينية المعتدلة: أحد أهم أهداف الوزارة هو الترويج لثقافة دينية وسطية، تعزز من التسامح والتعايش السلمي في المجتمع. يتم تحقيق ذلك من خلال إلقاء الدروس والمحاضرات في المساجد والمدارس والجامعات، بالإضافة إلى التعاون مع وسائل الإعلام في نشر هذه الثقافة.

.... الاستثمار في الوقف: يتجلى دور الوزارة في إدارة الأوقاف الخيرية التي تستخدم لدعم المشاريع التنموية. تعتبر الأوقاف مصدرًا مهمًا لتمويل العديد من المبادرات الاجتماعية والتعليمية، ما يساهم في تقديم الدعم المالي المستدام لهذه المشروعات.

...آليات التواصل الفعّال:

من أهم عوامل النجاح في هذه الشراكة هو التواصل الفعّال بين وزارة الأوقاف والجمهور. يشمل هذا التواصل تنظيم الندوات وورش العمل، والتفاعل المستمر مع المجتمع من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. تتيح هذه القنوات للجمهور التعبير عن احتياجاتهم ومشاكلهم، ما يساعد الوزارة على توجيه الجهود والموارد بشكل فعّال.

.التحديات والآفاق المستقبلية:

على الرغم من النجاح الذي حققته وزارة الأوقاف في تعزيز الشراكة المجتمعية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجهها. من بين هذه التحديات التنسيق المستمر بين مختلف الجهات، وتوفير الموارد المالية اللازمة لضمان استمرارية المشروعات التنموية. ومع ذلك، تبقى الوزارة ملتزمة بتطوير هذه الشراكات والعمل على فتح قنوات جديدة للتواصل.

....الشراكة مع مديرية أوقاف القاهرة:

تعتبر مديرية أوقاف القاهرة أحد الأمثلة الناجحة للشراكة بين الوزارة والمجتمع المحلي. تقوم المديرية بتنظيم برامج دينية واجتماعية تخدم سكان العاصمة، وتعمل على التعاون مع المؤسسات الأهلية والخيرية لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفًا.

وفي الختام، أكّد الدكتور أسامة الأزهري على أن الشراكة بين وزارة الأوقاف وشرائح المجتمع هي الضمانة لتحقيق النجاح في مختلف المبادرات التي تستهدف تطوير المجتمع وتعزيز القيم الدينية المعتدلة. هذه الشراكة، المبنية على التواصل والتفاهم، تساهم في بناء مجتمع متماسك ومستدام يعتمد على تضافر الجهود بين جميع الأطراف.