الفصل الثالث
حبك قدري
بقلم/ الكاتبة الصحفية أحلام صبري
تيسير: تذهب وهي بين دموع وحزن وصدمة كبيرة، كسرت قلبها ودمرت حياتها، ويحدث لها حادث شنيع.
عمار: (طبيب سوري في العقد الخامس من عمره، يعيش في ألمانيا وهو رجل أعمال، يمتلك أكبر المستشفيات في العالم).
عمار يفرمل السيارة بكل قوة ويسرع بحمل تيسير إلى أحد المستشفيات الكبرى بالبلد. يدخل عمار وهو يصرخ بكل قوة، ويتحوطه الأطباء الذين يأخذون تيسير منه وهي غائبة عن الوعي.
عمار: بعد مرور بعض الوقت، يخرج الدكتور فيتوجه إليه عمار قلقًا... "شو فيها هلا يا مايكل؟"
د. مايكل: "ما تخافش يا دكتور عمار، هي هتبقى كويسة، دول بس شوية خدوش بسيطة واتعالجت. هي غائبة عن الوعي بسبب الصدمة مش أكتر."
عمار: "سوّي إلها كل اللازم. أنا ما بدي حدا يموت بسببي. أرجوك يا مايكل، أنا ما فيني مشكلة."
د. مايكل: "ما فيش مشكلة ولا حاجة. وبعد ما تفوق، نعوضها بفلوس وخلاص."
عمار: "ما في مشكلة لو على المصاري، ما عندي أي مشكلة أنا."
---
عند والد تيسير (العم محمود)
يسرع إلى أخته ويطرق عليها الباب بكل قوة وشراسة، قائلاً: "افتحي يا فوزية، افتحي!"
فوزية: تفتح الباب وتقول: "في إيه يا محمود بتخبط كده ليه؟ هي الدنيا اتقلبت؟"
العم محمود: "آه اتقلبت يا فوزية!" يمسكها من ذراعها بقوة ويقول: "إنتِ تعملي في بنتي كده إنتِ والكلب ابنك؟"
فوزية: تمسك يده بقوة وترميها بعيداً عنها وتقول: "ابني مش كلب، ده سيدك وسيد الناس كلها. قولي إيه اللي حصل؟"
العم محمود: "يعني مش عارفة إيه اللي حصل؟ مش إنتِ عارفة إن ابنك متجوز بره واتجوز بنتي علشان تخدم مراته؟"
فوزية: تسرح لبعيد وتقول: "طيب، وفيها إيه لما يكون متجوز اثنين؟ الشرع محلله. ده انت هتحرم اللي ربنا حلاله يا محمود، وطالما بنتك عايشة معززة مكرمة يبقى مالكش دعوة باللي بيحصل حواليها."
العم محمود: ينظر إليها بنظرة وجع ويقول: "من هنا ورايح إنتِ مالكش أخ فاهمة؟ بنتي جاية في الطريق وهطلقها من ابنك. شكراً يا أختي على معاملتك لي ولبنتي."
العم محمود: "أنا اللي غلطان. كنتِ بتعاملي مراتي وحش قدامي واسكت، وأقول معلش. بس دلوقتي دي بنتي، وأنا مش هسكت يا فوزية. بنتي هتيجي، وهعمل لها كشف طبي، وهيعرفوا إنها عذراء. هطلقها منه فاهمة؟ هطلقها، ومش عايز أعرفكم تاني!"
يخرج من عند أخته وهو موجوع من تصرفاتها وحزين على بنته، داعياً الله أن يحفظها.
فوزية: تتصل بسرعة بابنها وتقول له: "أوعى تسيبها تنزل وهي عذراء. لو نزلت وهي بنت، هطلقها منك، فاهم؟ قلب الدنيا عليها وكمل جوازك منها حتى لو بالعافية!"
سعيد: "إنتِ عايزاني أغتصبها يا أمي؟ دي حبيبتي!"
فوزية: "لو ما عملتش كده، هطلقها منك. كل الترتيبات هتضيع مننا. إنت عارف إن تيسير اتولدت على إيدي أنا وجدتك كتبت لها 3 فدادين أرض. وقالت لي ما أقولش لمحمود لحسن مراته تقول له يبيعهم. وما صدقت إني جوزتك علشان نبيع الأرض لينا، بس لسه ما سجلتهاش. أوعى تسيبها تبقى بنت فاهم يا غبي؟"
سعيد: "إنتِ طول عمرك باصة للفلوس وبس. أنا بحبها يا أمي والله بحبها. وقلتلك قبل ما أكتب كتابي أقول لها على الأقل، وحاولت أخليها تسامحني، بس إنتِ رفضتي."
فوزية: تصرخ في ابنها: "وهي كانت أحسن من مين؟! أنا كمان اتجوزت أبوك وهو متجوز، ومحدش قالي. وعشت وسكت وحماتي كانت بتعاملني وحش. يعني هي مش أحسن مني! إنت عاوزها أحسن من أمك يا سعيد؟"
سعيد: بقوة: "لا يا أمي، ما فيش حد أحسن منك أبداً. وأنا هعمل اللي أمرتيني بيه. ومش هتنزل من هنا غير وهي حامل، كمان علشان تبقى زيك بالضبط. لما بابا سابك، عشت طول عمرك لا متجوزة ولا مطلقة. ربتيني وعشتِ في بيت جدي خدامة. أنا هبعتها لك خدامة، يا أمي، حاضر."
يغلق سعيد الخط وهو يتوعد لتيسير هو ووالدته.
فوزية: تغلق الخط وهي سعيدة من ابنها لأنه أخيراً حد هيعيش نفس العيشة اللي هي عاشتها. تحدث نفسها وتقول: "مش هتعيشي زي أمك في حضن جوزها، اللي ياما كان نفسي أنام حتى في حضنه وأتمتع بكلمة حبيبتي. وإنتي بقالك 27 سنة مبسوطة مع جوزك يا صفية. لا، لحد هنا وكفاية فرح، لازم تحزني على بنتك وأنا بعذبها."
---
تيسير: تفوق من الغيبوبة وتقول: "أنا فين؟ ومن جابني هنا؟"
عمار: يبتسم بابتسامة اطمئنان ويقول: "حمدلله على سلامتك يا أختي."
تيسير: "أنا فين؟"
عمار: يقص عليها ما حدث، ويقول: "أنا بعرف إني غلطان، بس الشرطة جاية هلا، وأنا ما بدي مشاكل. راح أعطيكِ كل المصاري اللي بدكِ إياها، بس ما بدي جدال مع الشرطة."
تيسير: "طيب، دخل الشرطة ممكن؟"
عمار: "بعيوني."
رجل الشرطة: "إيه اللي حصل؟ ممكن تقولي؟ ما تخافيش من حد."
تيسير: "لا، مافيش خوف ولا شيء. أنا اللي غلطانة. كنت ماشية بدون وعي، وما كنت شايفة الطريق. أنا لسه جاية من ساعات، وما بعرف الطرق هنا."
رجل الشرطة: ينظر إليها وإلى عمار ويقول: "أنتِ متأكدة من اللي بتقولي ده؟"
تيسير: "أيوة يا فندم. بس عندي رجاء عاوزة توصلني بالسفارة بتاعتي، ممكن؟"
رجل الشرطة: يقفل المحضر ويقول: "حاضر." ويذهب.
عمار: يلتحق برجل الشرطة ويقول له إنه سيتولى هو موضوع السفارة. يدخل لتيسير ويقول: "أنا ما بعرف كيف أشكرك يا أختي، بس اطلبي اللي بدك إياه من المصاري وأنا راح أعطيكِ."
تيسير: نظرت إليه بحزن وقالت: "هو خلاص الإنسان بقى كل شيء عنده بالفلوس؟ بالعموم شكراً. أنا عملت كده بدافع الضمير، مش الفلوس ولا استغلالك... وبفضل الله، عاوزة أرتاح. ولو بدك تدفع فلوس فعلاً، ادفع حساب المستشفى بس. أنا غريبة هنا وفلوسي وشنطي مش معايا. مش معايا غير شنطة إيدي اللي فيها الباسبور."
عمار: "أنا بعرف إني مالي حق أسألك شو صار لكِ، بس إنتِ بلبس عروس يعني إنتِ متزوجة هون. ليش ما تبلغي زوجك؟ أنا بدون ما أقصد، عرفت مين هو من الباسبور تباعك. ليش بقى ما راح تحكيه؟"
تيسير: تصرخ وتقص عليه كل ما حدث لها بانهيار، وتدخل في غيبوبة.
عمار: يسرع بها إلى مايكل.
مايكل: يقول إنها في صدمة شديدة ودخلت في غيبوبة، وستفيق قريباً، وما يقلقش.
عمار: بعد الاطمئنان عليها يقرر يساعدها بعدماحزن عليها