أسرار إختيار يوم 6 اكتوبر للعبور من الهزيمة الي النصر /شيفاتايمز
✍️ منى حسن - مكتب ادفو
سيبقى يوم 6 أكتوبر علامة فارقة وحاسمة ومؤثرة فى التاريخ السياسى والعسكرى لمصر والمنطقة وللعالم أيضا.. يوم المجد العظيم لمصر والأمة العربية التى راهن العدو أنه لن يقوم لها قائمة ولن يستطيع الجيش المصرى أن يحارب إلا بعد 50 عاما من هزيمة 67.
ربما دارت أسئلة كثيرة حول سر اختيار يوم 6 أكتوبر وكيف تحدد موعد انطلاق الحرب وفى وضح النهار ؟ ومن صاحب الفكرة و هذا الموعد ؟
تحديد 3 مواعيد فى مايو وأغسطس وأكتوبر، لكن كان الأنسب هو 6 أكتوبر بالنسبة للعوامل السابقة، بجانب أن نهاية الشهر كانت انتخابات الكنيست الإسرائيلى، ما يكون له تأثير فى استدعاء الجيش الاحتياطى، بجانب انشغال الدولة داخل إسرائيل فى ترتيبات الانتخابات. وأيضا كان شهر أكتوبر متزامنا مع شهر رمضان وقتها، وهى مناسبة إسلامية لا يتوقع فيها حدوث عملية هجوم شاملة.
كان صاحب اقتراح يوم 6 أكتوبر هو أحد ابطال النصر اللواء صلاح فهمى نحلة، رئيس فرع التخطيط بهيئة عمليات القوات المسلحة، وصاحب قرار ساعة الصفر.
بدأ اللواء فهمى صلاح وبتكليف من المشير عبد الغنى الجمسي -اللواء وقتها - وكان رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة، قبل تكليفه برئاسة أركان حرب القوات المسلحة وترقيته إلى رتبة الفريق- بدراسة أنسب يوم وساعة للحرب، وقبل أى تفكير عكف أياما طويلة على قراءة ظروف الجو بالمنطقة وجغرافية سيناء كاملة أى مسرح المعركة، والوقت الذى تستغرقه مصر لتنفيذ العملية العسكرية وعبور القناة، وفى المقابل الوقت الذى تستغرقه إسرائيل لتنفيذ أول رد فعل.
أن اختيار يوم 6 وشهر أكتوبر كان الوعد المناسب على أساس حالة المد والجزر وسرعة التيار فى قناة السويس، على اعتبار أنه أصعب مانع مائى عسكريا فى العالم، وأهم عقبة فى طريق عبور القوات فى حالة العبور فى وقت غير مناسب للمد والجزر، ودراسة تأثير هذه الظواهر على وسائل العبور.
فى هذا اليوم وما يليه يكون فيها ضوء القمر ساطعا فى نصف الليل من اليوم، ومظلما فى نصف الليل الآخر، بحيث تتم عملية بناء الكبارى على ضوء القمر وعبور المجنزرات فى الظلام.
علاوة على ذلك يوم 6 أكتوبر كان عيد الغفران، وهو يوم فى حد ذاته مختلف عند اليهود، وكان له تأثير مباشر فى استدعاء الجيش الاحتياطى، بمعنى أن عيد الغفران يتم فيه تعطيل وسائل الإعلام بما فيها الراديو، كإحدى وسائل استدعاء الاحتياط فى إسرائيل، وكوسيلة علنية لاستدعاء الاحتياط، وفيه وسائل أخرى لاستدعائهم.
تفاصيل اختيار اليوم والشهر والساعة يدل على درجة الكفاءة العسكرية فى التخطيط والإدارة والتنفيذ إلى أعلى مستوى لم يشهده تاريخ الحروب العسكرية فى العصر الحديث ولم يصل إليه.