recent
أخبار ساخنة

الكتابة الملاذ والألم

بقلم: أسماء مالك

في لحظات الصمت الحالك، ألجأ إلى الكتابة كملاذٍ أبحث فيه عن راحة لا أجدها في مكان آخر. لكن كلما حاولت الهروب بين السطور، أجد نفسي في مواجهة ملامحك. حضورك الطاغي يختبئ بين الكلمات، كما لو أن كل حرف أكتبه ينزف شوقًا إليك. أهرب من ذكراك، لكنها تطاردني بلا هوادة.

أكتشف أن الصفحات البيضاء التي أبحث فيها عن السلام تتحول إلى مرآة تعكس تفاصيل وجهك، فتربط كل فكرة بمشاعري نحوك. تصبح الكتابة رحلةً مريرةً إلى عالمك البعيد، عالمٌ لا أستطيع الوصول إليه، لكنني لا أستطيع الفكاك منه أيضًا.

أكثر ما يؤلمني هو أنني، حتى بين الحشود، أعجز عن إخفاء ما يسكن داخلي. يكفي أن يُذكر اسمك حتى تلمع عيناي ببريقٍ لا أستطيع كتمانه، فتفضحني مشاعري والكلمات التي أكتبها. 

هكذا، أجد نفسي أكتب لا لأهرب، بل لأواجه، لأدرك أن الكتابة ليست مجرد مخرج من الألم، بل هي رحلة للبحث عنك في أعماقي، حيث أنت الداء والدواء في آنٍ واحد. كل سطر أكتبه هو صرخة من أعماق نفسي، محاولة لفهم الألم الذي يُعلّمني كيف أحبك وكيف أتجاوزك في الوقت نفسه.
google-playkhamsatmostaqltradent