بقلم / أسماء مالك
أصعب أنواع الحب هو أن تحب شخصًا وأنت تعلم في قرارة نفسك أنه ليس لك. أن تستيقظ كل صباح على أمل أن يختفي هذا الشعور، لكن بدلاً من ذلك، تجده يكبر في قلبك، يتجذر كأنه شجرة عتيقة ترفض أن تموت.
تحيا كل يوم وأنت تحاول إقناع قلبك بأنه لا مكان لهذا الحب في واقعك، لكنك في أعماقك تدرك أن كل نبضة في قلبك ما زالت تنادي باسمه.
كلما حاولت أن تهرب من ظله، وجدته يحاصرك في أحلامك، يتسلل إلى كل فكرة، يسكن كل زاوية من روحك. قلبك ينبض بشدة عندما ترى وجهه حتى من بعيد. تظل تتساءل: "لماذا؟ لماذا أحبه وهو ليس لي؟ لماذا أعيش هذه المأساة بكل تفاصيلها؟"
تحتفظ بصفحته، صورته، رسائله، ليس لأنك ترفض أن تتخلى عنه، ولكن لأنك عاجز عن النسيان. تحمل هاتفك وتقرأ تلك الكلمات التي خطها بيده، كأنها تميمة سحرية ترفض أن تفقد قوتها. تغمض عينيك، وتسمع صوته يتردد في أذنك، تشعر بوجوده في كل زاوية، في كل لحظة.
لكنك تعلم، وتعلم جيدًا، أن هذا الحب لن يكتمل، وأنه لن يكون لك. ذلك الألم الذي يعصف بك هو أن تكون مدركًا لهذا الواقع، لكن قلبك لا ينصاع لك. تدعو له في كل وقت، تتمنى له الخير والسعادة، حتى لو كانت مع شخص آخر. تقف في منتصف الليل، تغمض عينيك، وتهمس باسمه في دعائك.
هل يمكن للإنسان أن يتعافى من حبٍ كهذا؟ هل يمكن للروح أن تهدأ، وهي تعرف أن من تحب ليس لها؟ ربما، لكن الحقيقة الأقسى هي أن الحب الذي نعلم أنه لن يكون لنا، هو الحب الذي يظل في القلب، يعذبنا ويكبر كجذرٍ لا ينفك.
إنه الحب الذي لا يموت، الحب الذي يبقى خالدًا في أعماقنا، الحب الذي يجعلنا ندرك أن بعض المشاعر تولد لتبقى، وأن بعض القلوب تحب وتتحمل الألم لأنها ببساطة... تحب.
هذا هو الحب الذي لا يتعافى منه المرء، الحب الذي يظل معنا، يتجسد في كل لحظة من حياتنا، يذكرنا أننا أحببنا بصدق، بعمق، وبلا نهاية.