٦ أكتوبر ١٩٧٣
الضربة التي أوجعت الصهاينة
حتى اليوم
حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة
في السادس من أكتوبر 1973، ضربت مصر عدوها بالضربة التي طال انتظارها، لتعيد لنفسها عزتها وكرامتها. كانت تلك اللحظة تجسيداً لأمل طالما حلم به المصريون، ودفعت بآمالهم إلى أبعد مدى. قبل تلك اللحظة التاريخية، كانت سيناء قد تحولت إلى رمز للهزيمة التي عانت منها الأمة العربية بعد نكسة عام 1967. فقد كانت الأرض التي تعرضت للغزو، والتي كانت شاهدة على خسارة عسكرية مُرّة، ساحة شاسعة من الرمال القاحلة والذكريات الأليمة.
كانت تلك الفترة مملوءة بالقلق، واليأس، وخيبة الأمل. عاشت مصر بعد هزيمة 1967 سنوات من الألم والانكسار، حيث ساد شعور بالإحباط في جميع أنحاء البلاد. كانت سيناء، بما تحمل من آثار فقدان واستعمار، تشكل جرحاً نازفاً في جسد الوطن. ومع كل خطوة نحو الحلم بالانتقام والاستعادة، كان الأمل يتجدد ببطء، وبدأت مصر تتأهب لإعادة بناء قوتها العسكرية وتوحيد صفوفها.
حينما جاء يوم السادس من أكتوبر، أشرق فجراً جديداً. عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس، تلك الحدود التي كانت رمزاً للفصل بين الأرض التي فقدناها والأرض التي نرغب في استعادتها. لامست عظمة النصر قلوب المصريين جميعاً، وأشعلت فيهم شعوراً بالقوة والأمل. لم يكن مجرد نصر عسكري، بل كان بمثابة استرداد للكرامة الوطنية والإنسانية.
بعد انتصار أكتوبر، بدأت مرحلة جديدة تماماً في حياة سيناء. فقبل الحرب، كانت المنطقة مهملة وواجهت تحديات كبيرة في ظل الاحتلال والتأثيرات السلبية لهزيمة 1967. ولكن بعد استعادة الأرض، بدأ حلم تعمير سيناء يتحقق، وهو ما مثل بداية عهد جديد من الأمل والبناء.
بدأت مشاريع التنمية تتوالى في سيناء، وتحولت تلك الأرض القاحلة إلى نموذج للتغيير والتطوير. تحققت الطموحات في إعادة توطين السكان، وتطوير البنية التحتية، وتحسين جودة الحياة. غدت سيناء رمزاً للتجدد والتقدم، وباتت مثالاً على قوة الإرادة والعزيمة التي لا يمكن كسرها.
كان لهذا التحول تأثير كبير على نفسية الشعب المصري. أعاد النصر الإحساس بالفخر والاعتزاز، وأعطى الأمل للأجيال القادمة في قوة قدرة مصر على تجاوز الصعوبات وبناء مستقبل أفضل. لم يكن النصر مجرد انتصار عسكري، بل كان رمزاً للقدرة على النهوض من الرماد، وتحقيق أحلام الأمة العظيمة.
إن حرب أكتوبر 1973 لم تكن فقط نقطة تحول في التاريخ العسكري والسياسي، بل كانت أيضاً لحظة فارقة في وجدان المصريين. فهي لم تُعزز فقط من مكانة مصر على الساحة الدولية، بل أعادت بناء الثقة بالنفس وأكدت على قوة الشعب المصري وإرادته في مواجهة التحديات وبناء المستقبل.