recent
أخبار ساخنة

ارحمونا يرحمكم الله


بقلم:اسماء مالك

المواطن المصري لم يعد يملك رفاهية الصبر، ولم يعد يحتمل المزيد من القرارات التي تسحقه كل يوم بلا هوادة. لم يعد الوضع يحتمل المزيد من الأحاديث الفارغة عن الإنجازات والوعود التي لا تسمن ولا تغني من جوع. الحياة أصبحت كابوساً يعيشه المواطن في بلده، وكأن الحكومة تتلذذ بمزيد من القهر والمشقة التي تنهال عليه من كل صوب وحدب.

ما معنى الحديث عن الطاقة الشمسية بينما الكهرباء تزداد أسعارها بلا منطق؟

كيف يكون لدينا محطات للطاقة الشمسية تضاهي طاقة السد العالي، ومع ذلك، نجد أن فاتورة الكهرباء ترتفع يوماً بعد يوم، وكأننا في سباق مع الزمن لنصل إلى ذروة البؤس؟ لماذا يشعر المواطن أن كل اكتشاف جديد للغاز أو البترول هو مجرد إعلان جديد عن زيادة الأسعار القادمة؟ هل تحولت الاكتشافات إلى نقمة على الشعب بدل أن تكون نعمة؟

التضخم ينهش الجيوب.. والجرائم تملأ الشوارع

ليس من المستغرب أن تزداد معدلات الجريمة في ظل هذا الغلاء الذي يلتهم كل شيء. فماذا نتوقع من شاب يعجز عن توفير لقمة عيش كريمة أو فرصة عمل تليق بكرامته؟ كيف يمكن أن نلوم الشباب على تأخر الزواج وانتشار الفساد الأخلاقي، ونحن لا نقدم لهم سوى الفقر والإحباط؟

الهجرة.. الفرار من الوطن بحثًا عن كرامة

الشباب يهربون إلى الخارج بحثاً عن مستقبل، عن تقدير ذاتي، عن حياة كريمة. بينما هنا، في بلادهم، لا يجدون سوى مزيد من التهميش. نحن نصدر خيرة شبابنا وطاقاتهم إلى دول أخرى تستفيد منهم، بينما نبقى نحن في انتظار "الاستقرار" الذي لا يأتي. هل هو عجز أم إهمال متعمد؟ 

إلى متى ستظل القرارات المستفزة تحكم مصيرنا؟

الحديث عن تحجيم الدعم التمويني واستبداله بمبالغ نقدية هو مثال صارخ على تلك القرارات التي تزيد من أعباء المواطن دون أن تقدم له شيئاً حقيقياً في المقابل. أين الحكمة في تلك السياسات التي تزيد من الفجوة بين القيادة والشعب؟ لماذا تُصم الآذان عن مطالب الشعب وكأنها لا تستحق حتى الالتفات؟

حان وقت الصحوة قبل الانهيار

لم يعد بإمكان الشعب تحمل المزيد من الصدمات والمفاجآت غير السارة. المواطن الذي عاش حياته يحلم بوطن أفضل أصبح اليوم غريباً في بلده، يتساءل يومياً: إلى أين نحن ذاهبون؟ وماذا ينتظرنا في الغد؟

نحن بحاجة إلى تغيير حقيقي، إلى إجراءات تُعيد للمواطن كرامته المهدورة، وإلى حكومة تفهم أن الشعب لم يعد يملك صبراً للاستماع إلى المزيد من التبريرات الفارغة. نريد أفعالاً حقيقية، وقرارات جريئة تعيد الأمل إلى قلوبنا، وترفع الظلم عن كواهلنا. كفوا عن استنزافنا وارحمونا، يرحمكم الله.
google-playkhamsatmostaqltradent