حكاية مكان ......دير الأنبا سمعان بأسوان /شيفاتايمز
✍️ منى حسن - مكتب ادفو
وفى السطور التالية نتحدث عن واحد من أهم المعالم الدينية الأثرية القبطية وهو دير الأنبا سمعان بالبر الغربى والذي يقع على صفحة النيل الخالد.فهذا المعلم الدينى الفريد يرتاده العديد من الأخوة الأقباط بشكل مستمر وخاصة خلال فعاليات الإحتفال بمولد الأنبا هدرا حيث يتجاوز عدد الزائرين فى ذلك اليوم الـ 4 آلاف شخص وهو اليوم الذى يواكب إقامته 12 كيهيك بالقبطية فى 21 من شهر ديسمبر من كل عام.
ويُعد من أكبر الأديرة القبطية فى العالم، ويقع على قمة تل جنوب جزيرة الفنتين بأسوان، وكان اسمه الأصلي دير الأنبا هدرا، وبسبب نقص المياه بعد قرن من بنائه، هُجر الدير وتُرك لعدة سنوات دون المساس به، لافتًا إلى أنه من أهم الأديرة القبطية على مر التاريخ فآوى إليه العديد من الرهبان عندما انتشرت المسيحية بين أهل ممالك النوبة وما زالت تحتفظ بالنقوش والرسوم على جدرانها وتمثل صور السيد المسيح والقديسين.
ويعود تاريخ دير الأنبا سمعان للقرن الخامس الميلادى ومقام على مساحة 6 أفدنة حيث يمثل طرازًا فريدًا للمعمار القطبي ويعتبر الدير الوحيد المتبقى من الأديرة الباخومية ويقام على إرتفاع 5.5 متر، ويضم مبانى من حجر الجرانيت والطوب اللبن.
وقد ظل العمل بدير الأنبا سمعان حتى منتصف القرن الثالث عشر الميلادي، ويمثل طرازا فريدا للمعمار القبطي، وله مداخل من ناحية الشرق والغرب ومقام على جزأين، السفلي، والذي كان مخصصا لإقامة الشعائر، والعلوي ويمثل قصرا خاصا بإقامة الرهبان "قليات" بمختلف درجاتهم.
وكان الدير يستقبل الحجاج المغاربة المتجهين إلى مكة عبر الصحراء الغربية مرورا بدير الأنبا سمعان ومنطقة وادى العلاقى ثم سواكن بالسودان ثم الأراضي الحجازية، وأن الحجاج المغاربة أثناء استضافتهم بالدير كانوا يحفرون أسماءهم على جدران الدير الداخلية ليمثل ذلك قمة الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط.
يتم الاحتفال بعيد الأنبا سمعان في 21 ديسمبر من كل عام، ويزوره الأقباط من مختلف محافظات الجمهورية في هذه المناسبة، وهذا الدير الوحيد المتبقي من الأديرة الباخومية. وتقوم المئات من الأسر المسيحية بأسوان بالاحتفال بالذكرى السنوية نياحة القديس الأنبا هدرا الأسواني، أشهر القديسين المسيحيين في القرن الخامس الميلادى بمقر دير الأنبا سمعان الأثرى بالبر الغربي للنيل بأسوان بمشاركة أهالي أسوان وأبناء محافظات الصعيد، يتقدمهم قيادات الكنيسة فى أسوان، ويأتى فى مقدمتهم الأنبا هيدرا، مطران أسوان الحالى، والقص مرقص، راعى كنيسة العذراء مريم بأسوان.
انتقل الأنبا هدرا إلى غرب النيل فى أسوان وبنى له دير والمعروف باسم دير الأنبا سمعان، للدعوة إلى الرهبانية واجتمع له نحو 300 راهب يشتغلون بالحرف المختلفة، وبعد وفاته خلد الأقباط ذكرى مولوده ووفاته التى تصادفت نفس التاريخ، بالحضور إلى الدير والاحتفال فى كل عام بهذه المناسبة، كما أن الدير حظى باهتمام مطرانية أسوان، وأصبحت إلى جواره مبان جديدة لإستقبال الزوار والضيوف، وقامت الحكومة برصف الطريق الإسفلتي حتى باب الدير.