رحاب حبشي
جميعنا نحلم .. جميعنا نتمنى .. جميعنا نريد شيئا ما..
فهناك ذاك الشاب الذي يحلم بكليه ما يكافح و يذاكر و يجتهد كى يفوز بها و يبنى كل أحلامه علي هذه الكليه ... ولكنه يصعق و يفاجئ بأنه لا يلتحق بهذه الكليه و جاء في نصيبه كليه اخرى
و هناك فتاة أخرى تريد وظيفه ما ، ترى نفسها في هذا المكان ، تشعر انها ستكون مفيدة ، تدعى و تتضرع للحصول على هذة الوظيفه ... و فجاة تتهاوي كل تلك الاحلام عندما لا تحصل عليها
ما معنى هذا؟؟
انا ذاكرت و اجتهدت لماذا لما تأتينى الكليه؟؟! لم اقصر في دروسي بل حصدت مجموع هذه الكليه.. اذا فلماذا لم أفوز بها؟!
لماذا فشلت ف الحصول علي هذه الوظيفه؟ كنت ارى احلامى فيها ! لقد جاهدت للحصول عليها !
جميعنا عندما نحلم و نريد شيئا ما و لم نحصل عليه تتردد مثل هذه الاسئله داخلنا مع الكثير و الكثير من الغضب ... ما من شئ يهدئ ذاك الغضب سوى تفويض و ترك الامر لله و الإيمان بأن هذا حدث كخير لنا.
نحن عبيد لله .. و الله لا يريد بعبده سوء أبدا ، ربما يحزنك عندما يختار لك شيئا عكس أمنياتك ولكن الأكيد انه أنقذك من إختيار خاطئ و ربطك بأختيار صائب و خير ...
بإرادة الله .. حدث بيوسف ما فعله به أخواته رغم ان الله سبحانه و تعالي كان يعلم ان هذا سيفطر قلب أبيه يعقوب و لكنه كان يمهد له كل الخير .. فعندما استرده ابوه استرده كعزيز مصر
بإرادة الله .. سيدنا الخضر أغرق السفينه ، و قتل الغلام ، و لم ياخذ أجر لاصلاحه الجدار فظلا هو و النبي موسي جياعا.. إذا نظرنا نحن لهذا الامور من الخارج مثلما نظر سيدنا موسي لها سنجدها إنها أمور ظالمه و شنيعه و لا خير فيها .. فنسأل لماذا فعل كل هذا؟ سنغضب و لكن سيظهر هدوءنا عندما يظهر جهلنا بتدابير الله عندما نعلم ان غرق السفينه كان لانقاذها ، و قتل الغلام كان إنقاذ و رحمه لابويه ، و الجدار كان خير لصالح اليتيمين.
يوجد خلف اختياراتنا و أمنياتنا اللذان نجهل إذا كانت صح أم خطأ تدابير الله التى لا تكون أبدا إلا لخير..
إذا أصابك مكروه.. أو لم تحصل ما أبغيته وأرادته أصبر و أحتسب و كن واثقا أن خلف هذا الامر خير ما .. ليس بالشرط أن نشاهد أو نلمس هذا الخير في حياتنا حتى و لو بعد سنيين .. يكفي أن نكون مؤمنين بالله و واثقيين في أقداره و تبدايره.. و نترك الامر له و نتمناها كما يختارها هو سبحانه و تعالي وليس كمثل اختيارنا نحن