الأندلس..وحملة الإسترداد ( الريكونيكستا).
........( ١ )........
حسين السمنودي مدير مكتب الاسماعيليه
فتح الأندلس كان أحد الأحداث التاريخية البارزة التي شكلت مجرى التاريخ في العصور الوسطى. بدأ الفتح في عام 711 ميلادي عندما قاد القائد الإسلامي طارق بن زياد حملة ناجحة عبر مضيق جبل طارق، الذي سُمي فيما بعد باسمه. جاءت هذه الحملة في وقت كانت فيه شبه الجزيرة الإيبيرية، التي تضم اليوم إسبانيا والبرتغال، تحت حكم القوط الغربيين، الذين كانوا يعانون من الانقسامات والصراعات الداخلية.
والفتح الإسلامي للأندلس تحقق بفضل الاستراتيجية العسكرية البارعة، والتعاون المحلي مع بعض الفئات ضد حكم القوط.وتمسك المسلمين ساعتها بقوتهم الإيمانية وتمسكهم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صل الله عليه وسلم .فخافوا الله تعالى فى معاملاتهم الحياتية.فأخاف الله تعالى منهم أعدائهم وقذف فى قلوبهم الرعب خوفا ورعبا من المسلمين . واستطاع المسلمون، في فترة قصيرة نسبياً، السيطرة على معظم أراضي الأندلس، مما مهد الطريق لإقامة دولة إسلامية قوية في المنطقة. في البداية، وأنشأت الدولة الأموية في الأندلس مركزًا حضاريًا واقتصاديًا مزدهرًا، حيث تم تطوير المدن وتقدم العلوم والفنون، مما جعل الأندلس مركزًا ثقافيًا هامًا في أوروبا.بعدما كانت أوروبا تعيش فى عصور مظلمة وتخلف لقرون كثيرة.
ومع مرور الوقت، بدأت الأندلس تواجه تحديات عدة أدت إلى تدهورها. من أبرز هذه التحديات كانت النزاعات الداخلية بين القوى السياسية المختلفة، مثل الصراعات بين الأمويين والعباسيين، وتفكك الدولة إلى دويلات صغيرة تعرف بالممالك الطوائف. هذه الانقسامات أسفرت عن ضعف القوة العسكرية والسياسية في مواجهة القوى المسيحية التي كانت تسعى لاستعادة الأراضي المفقودة.كذلك البعد عن الدين والنظر إلى الحياة الدنيوية ادى إلى هلاك كل الممالك الإسلامية .
وكما كان هناك عامل خارجي مهم، وهو الحملة المسيحية لاسترداد الأندلس، المعروفة باسم "الاسترداد" أو "الريكونكيستا". بدأت هذه الحملة في القرن الحادي عشر واستمرت حتى نهاية القرن الخامس عشر. تمكنت الممالك المسيحية من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي كانت تحت السيطرة الإسلامية، حتى استكملوا استرداد الأندلس في عام 1492، مع سقوط غرناطة، آخر معقل إسلامي في الأندلس، بيد الملكين الكاثوليكيين فرديناند وإيزابيلا.
ومن الأسباب الأخرى التي ساهمت في انهيار الأندلس، كان هناك تزايد الضغط الاقتصادي والضرائب الثقيلة التي فرضت على سكان الأندلس، مما أدى إلى تآكل الدعم الشعبي للإدارات الإسلامية. إضافة إلى ذلك، تراجع التفوق العسكري للأندلس بسبب التأخر في تحديث الأساليب العسكرية والتكنولوجيا مقارنة بالقوى المسيحية المتنامية.
والأندلس التي كانت في يوم من الأيام نموذجًا للتقدم والازدهار، انتهت بفعل مجموعة من العوامل السياسية والعسكرية والاقتصادية، مما شكل نهاية حقبة هامة في تاريخ المنطقة وأدى إلى تأثيرات كبيرة على تاريخ أوروبا والشرق الأوسط.
...وفى المقالة القادمة سنتحدث عن معركة بلاط الشهداء التى كانت نهاية للمسلمين .