كلمات معبرة من صديق سعودي
حسين السمنودي مديرمكتب الإسماعيليّة
تربطني علاقة صداقة محترمة بأحد مواطني المملكة العربية السعودية وهو الأستاذ سالمان المشرفي وأتشرف بذلك
وكم تناولنا أطراف الحديث فى قضايانا العربية وكانت تلك الكلمات له..
..للإعلام دور بالغ الاهمية في حياتنا في هذا العصر فقد اصبح سلاح فتاك مؤثر على مستوى الدول والمجتمعات والأفراد ومشكلتنا في المملكة والعالم العربي أن إعلامنا الوطني خصوصا والعربي عموما هو إعلام موجه للداخل أما التوجه للخارج فهو لا زال يحاول أن يشب عن الطوق أما الإعلام العربي والسعودي بالجديد فهو إعلام ردة الفعل ننتظر حتى يحدث الهجوم ثم نهب للدفاع. ومن يدعون أنهم مؤثرين فقلة منهم يحملون هم الأوطان والسواد الأعظم يحملون هم الشهرة والمال والمتابعين.
لم يدخل في قاموسنا الإعلامي مصطلح استباق الحدث مع أنه معروف من يصنع الأحداث الموجه ضد المملكة من قنوات وصحافة أوروبية وأمريكية.
لا يوجد لدينا قنوات موجهة ناطقة باللغات الأوروبية الحية وخصوصا الإنحليزية والفرنسية والإسبانية تخاطب وتعمل على العقل الأوروبي والعقل الأمريكي ولا حتى إذاعات موجهة أو صحف معتبرة باللغات الحية المؤثرة تخاطب العقل الغربي ولا يوجد لدينا مراكز بحثية للدراسات تستغل وسائل التواصل الإجتماعي والأدوات الأخرى لنشر استبيانات موجهة للمواطن الغربي تستطلع وجهات النظر حولنا في مختلف المواضيع وإعداد دراسات وتقارير لتغيير الآراء وتبني الحقائق وما يوجد في العالم العربي من مراكز بحثية فما هي إلا محطات استخباراتية غربية مؤدلجة تجمع معلومات لتوظيفها ضدنا. فلماذا لا نحاكيهم؟
والمفترض أن تقوم الجامعات السعودية والعربية والصحف السعودية والعربية بنشر مراكز بحثية في أوروبا وأمريكا لفهم نفسية وأسلوب تفكير المواطن الغربي وتوجيهه لصالحنا لكن مع الأسف يغيب هنا دور الجامعات ووزارات الإعلام
وقد أصبحت السينما اليوم منبرا إعلاميا تعتمد عليه الدول في الدعاية وتغيير وجهات التظر والتلاعب بالعقول ولا زالت السينما العربية العريقة والعتيقة عاجزة عن إحداث التأثير في تغيير الصورة النمطية للشخصية العربية التي رسختها السينما الأوربية والأمريكية في عقل ووجدان المواطن الغربي فالصورة النمطية لشخصية العربي والخليجي خصوصا بدوي يقود جملا فوق كثبان رمال الصحراء ليصل الى خيمة متهالكة يغطيها الغبار وربما أضافوا أمام الخيمة بئر بترول ودلو وبرميل.
لا زالت السينما العربية بما فيها السينما السعودية الناشئة يغلب عليها الجانب الإجتماعي الترفيهي في الدراما سواء التراجيديا أو الكوميديا ولم تخض غمار
البارادايم، وهو مصطلح علمي، يعني بالعربية الإنطباع أو المنظور، أو المنطلق للرؤية والحكم. ويمكن تعريف البارادايم بأنه تغيير نظرة العقل أو هو تغيير نظام التفكير عند المتلقي.
ولا أدري إلى متى سنظل نهيم في عالم الحب والغرام والزواج ونبحث عن البطل الذي ينقذ حبيبته الحسناء أو الجاسوس الذي يقتحم عمق العدو.
لا بد من صناعة سينمائية تعكس صورتنا العربية والسعودية الناصعة في قوالب درامية حديثة تواكب العصر المكشر عن انيابه ضد كل ما هو سعودي وعربي ونصدم الغرب بثقافتنا وتعايشنا وسلامنا وأمننا وتطورنا وسماحة ديننا.
والله أسأل أن يوفق الجميع لما فيه الخير.