يابخت إللي فى عيلته بلطجي
حسين السمنودي مدير مكتب الاسماعيليه
ربما يتعجب القارئ المحترم من عنوان المقال .ويتسائل بينه وبين نفسه عن فحوى ذلك .ونقول بأن تلك العبارة يتردد صداها على ألسنة كثير من المواطنين فى الشارع المصري وخاصة فى الأحياء الشعبية المكتظة بالسكان حيث تجد أن الوجود دائما وأبدا يكون لمثل تلك الشخصيات الداخلة على المجتمع المصري التى أساءت للمجتمع ككل..ويتمني المواطن البسيط والمحترم والمتعلق بدينه ومبادئه إلى الظلم البين من كل مايحيط به .حتى تمني من الله أن يكون فى عائلته بلطجي يستطيع من خلاله أن يحميه من براثن الظالمين حوله ويعيد له حقوقه التي سلبت منه.وللأسف الشديد أصبح من يعيش فى حاله فى مجتمعنا هذا يقال عنه طيب وغلبان ومنكسر ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه من وجهة نظر الذين أخذتهم العزة بالإثم والعدوان فيفعلون به وبمن معه مايحلو لهم فى غياب الرقابة وأنعدام الضمير والأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية المتعارف عليها.وهنا كان لزاما علينا أن نقف عند تلك الظاهرة المستحدثة فى مجتمعنا لنضع لها حلولا حتى لا تتفشى فى البلاد طولا وعرضا ..
ولابد وأن نعرف جيدا أن البلطجة والظلم الاجتماعي هما من الظواهر التي تعكس الفوضى وتؤثر سلبًا على الاستقرار الاجتماعي والنفسي للأفراد. وفي العالم الحديث، يواجه الكثيرون هذه الظواهر بشكل يومي، حيث يجدون أنفسهم ضحايا للتهديدات والقسوة من قبل البلطجية، الذين يستخدمون العنف والترهيب لتحقيق أهدافهم على حساب حقوق الآخرين.
ولابد وأن نضع *الأسباب الجذرية للبلطجة والظلم حتى نستطيع التخلص منها.
وأول تلك الأسباب هى الفقر وعدم المساواة. حيث يعاني الكثيرون من الفقر والحاجة، مما يجعلهم سهلي الاستهداف للبلطجة والابتزاز.
وضعف الرقابة القانونية لأنه في بعض الأحيان، يكون النظام القانوني غير فعال في حماية المواطنين من الاعتداءات والظلم، مما يشجع على انتشار هذه الظواهر.ولذلك يقول البعض من أمن العقاب ٱساء الأدب
ويجب أن يفهم الجميع بأن التراجع عن القيم الأخلاقية فى المجتمع قد يؤدي إلى التقليل من أهمية القيم الأخلاقية والدينية إلى تفشي الظلم والبلطجة، حيث يفتقر الأفراد إلى الشجاعة في المقاومة والدفاع عن حقوقهم بطرق سلمية.ويتمنون ان يكون من بينهم بلطجي يستطيع أن يتعامل مع النماذج السيئة التى تحيط به وتفرض عليه أمورا شائكة لايستطيع التعامل معها.
وهنا كان الرد الإسلامي على البلطجة والظلم.
فنجد بأن الإسلام يؤكد على أهمية العدل والمساواة بين الناس. في القرآن الكريم، ويُحث المسلمون على العدل والمرونة في التعامل مع الآخرين، بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الاجتماعية.ولذلك يقول الله تعالى في سورة النساء: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ" (النساء: 135).
كما أن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تعلمنا أن العدل يجب أن يكون شعارًا في جميع جوانب الحياة الاجتماعية والقانونية. فكان الرسول الكريم ينصح بالتسامح والعدل في التعامل مع جميع الأفراد، حتى في التعامل مع أعدائه.
*ولذلك فإن تأثير البلطجة والظلم على الفرد والمجتمع تحمل فى طياتها أمور عظيمة تهوي إلى هوة عميقة لا يعلم مداها إلا الله تعالى.وتقاعس المظلومين
وتراجعهم عن السعي وراء حقوقهم الشرعية بسبب البلطجة يمكن أن يؤدي إلى تفشي الظلم والفساد في المجتمعات. ولذلك يعيش الناس في حالة من الخوف والتردد، وهذا يؤثر على الثقة بين الأفراد وعلى العلاقة بين الناس وبين الله.ومن الحلول التى يجب ان نضعها للتغلب على ذلك هي..
1.تعزيز الوعي القانوني والديني فى المجتمع من خلال التثقيف والتعليم حول حقوق الإنسان والقيم الإسلامية التي تحث على العدل والمساواة.
2. تشديد الرقابة القانونية ولذلك تحتاج السلطات إلى تعزيز إجراءات حماية المواطنين وتطبيق القانون بشكل عادل ومنصف دون تفضيلات.
3.تعزيز الشجاعة الشخصية فيجب على الأفراد السعي وراء حقوقهم بطرق شرعية وعدم الاستسلام للابتزاز والتهديدات.وتعزيز دور المؤسسات الدينية فى المجتمع وإبراز دور الدين وسماحته بين المواطنين من خلال المساجد والكنائس والنوادي ومراكز الشباب المختلفة وجمعيات المجتمع المدني.
وباختصار، البلطجة والظلم يشكلان تهديدًا كبيرًا للمجتمعات، وتتطلب معالجة شاملة تشمل التثقيف وتطبيق القانون بدقة. من خلال التزام الفرد بالقيم الإسلامية والسعي وراء حقوقه بشكل شرعي، يمكن أن نحقق مجتمعات أكثر عدلاً واستقراراً.
