إبتلاء الله تعالى لعباده بالأمراض: رحمة وتفضّل منه ليدخلهم الجنة
حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة
الأمراض والابتلاءات جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان. ومن أهم ما يتعلمه المؤمن هو فهم حكمة الله في هذه الابتلاءات. هذا الموضوع يتناول كيف أن الله يبتلي عباده بالأمراض ليس غضبًا منه، بل رحمة وتفضلاً ليمنحهم فرصة لدخول الجنة من خلال صبرهم وتحملهم للآلام.
و الابتلاء ليس مقتصرًا على الأمراض، بل يشمل كل جوانب الحياة. وهو اختبار من الله ليرى مدى صبر وإيمان عباده. وفي كثير من الأحيان، تكون الأمراض سببًا في تذكر الإنسان لضعفه وحاجته إلى الله، مما يقربه إلى الله ويزيد من إيمانه.
و المرض قد يكون وسيلة لتطهير الإنسان من الذنوب والخطايا. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه".
والصبر على المرض يعد من أعظم الأعمال التي يؤجر عليها المسلم. قال الله تعالى: "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
ولعل قصة أيوب عليه السلام مثالا على رحمة الله بعباده وهو الذي ابتلاه الله بالمرض الشديد لكنه صبر واحتسب، وكان جزاؤه أن عافاه الله وأثنى عليه في القرآن.
وقد تعرض الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم للعديد من الابتلاءات في حياته، سواء كانت في صحته أو في فقدان الأحباب، وكان دائمًا مثلاً أعلى في الصبر والرضا بقضاء الله.
ويجب أن نعلم بأن الدعاء والتضرع إلى الله من أهم الوسائل التي تساعد المسلم على تجاوز الابتلاءات.و الإسلام يدعو إلى التداوي والسعي نحو العلاج، مستندين إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "تداووا عباد الله، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء".
والابتلاء بالأمراض ليس دليلاً على غضب الله، بل هو علامة من علامات رحمته وحكمته. إنه فرصة ليختبر الله صبر عباده، ليطهرهم من الذنوب، وليمنحهم الأجر العظيم في الدنيا والآخرة. على المؤمن أن يكون صابرًا ومحتسبًا، متوكلاً على الله في كل حالاته، ويعلم أن كل ما يصيبه هو بتقدير من الله ولحكمة يعلمها هو وحده.
- قال الله تعالى: "وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 155).
- حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط".
