الدور البطولي لقبيلة المساعيد بسيناء فى الدفاع عن تراب الوطن.....
✍🏻 حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة
... تعد قبيلة المساعيد إحدى القبائل العربية العريقة التي استوطنت سيناء ولعبت دوراً بارزاً في الدفاع عن الوطن عبر تاريخ مصر الطويل. قبائل سيناء، بما في ذلك المساعيد، كانت على الدوام جزءاً لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري، وساهمت بشكل فعال في حماية البلاد من الغزاة والاعتداءات الخارجية، بالإضافة إلى دعمها لمختلف الحكومات والسلطات التي حكمت مصر على مر العصور.
.... الأصول والتاريخ
ترجع أصول قبيلة المساعيد إلى شبه الجزيرة العربية، وتحديداً إلى منطقة الحجاز. انتقلت القبيلة إلى سيناء منذ عدة قرون، واستوطنت المنطقة وأقامت علاقات وثيقة مع القبائل الأخرى ومع السكان المحليين. وقد استقرت القبيلة في مناطق عدة من شمال ووسط سيناء، مما جعلها جزءاً أساسياً من التركيبة السكانية للمنطقة.
.... الدور العسكري الحروب والمعارك
1. *الحروب الصليبية*: شارك رجال المساعيد في مقاومة الحروب الصليبية التي اجتاحت المنطقة في القرون الوسطى. كانوا من المدافعين الشرسين عن سيناء وشاركوا في التصدي للغزاة وحماية القوافل التجارية والدينية المارة عبر المنطقة.
2. *الحملة الفرنسية*: عندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر في نهاية القرن الثامن عشر، كان لرجال المساعيد دور بارز في مقاومة قوات نابليون بونابرت. اشتهروا بشجاعتهم ومهاراتهم في القتال في التضاريس الصحراوية الصعبة.
3. *الحروب مع إسرائيل*: في القرن العشرين، خاصة خلال حروب 1948، و1956، و1967، و1973، شاركت قبيلة المساعيد بشكل فعال في المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي لسيناء. كانوا جزءاً من المقاومة الشعبية ومن العمليات العسكرية التي قادتها القوات المصرية لتحرير الأرض.
... الدور الأمني والاستخباراتي
علاوة على الدور العسكري التقليدي، كان لرجال المساعيد دور مهم في العمل الاستخباراتي والأمني. بفضل معرفتهم الجيدة بتضاريس سيناء وشبكة العلاقات الاجتماعية الواسعة، كانوا عيوناً ساهرة للدولة المصرية، ينقلون المعلومات المهمة عن تحركات الأعداء ويقدمون دعماً لوجستياً للقوات المسلحة المصرية.
... الدعم الاجتماعي والاقتصادي
لم يقتصر دور قبيلة المساعيد على الدفاع العسكري فقط، بل شمل أيضاً دعم المجتمع المحلي والاقتصاد الوطني. عمل أفراد القبيلة في الزراعة والرعي والتجارة، وساهموا في تنمية سيناء من خلال مشاريع البنية التحتية والمبادرات التنموية المختلفة.
... الشراكة مع القوات المسلحة
في السنوات الأخيرة، ومع استمرار التحديات الأمنية في سيناء، جدد رجال المساعيد ولاءهم للدولة المصرية من خلال الشراكة مع القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة. لقد كانوا جزءاً من الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وقد قدموا تضحيات جسيمة في سبيل ذلك.
.. التكريم والاعتراف
حظيت قبيلة المساعيد بتقدير واحترام من قبل الدولة المصرية على مر العصور. وقد تم تكريم العديد من أفراد القبيلة لدورهم البطولي في الدفاع عن الوطن، كما أُنشئت مشاريع تنموية في مناطقهم تقديراً لتضحياتهم.
ونهاية الأمر نشهد بأن
قبيلة المساعيد من القبائل التي لعبت دوراً محورياً في تاريخ سيناء ومصر بوجه عام. من خلال مشاركتهم في الحروب والمعارك، وتقديم الدعم الاستخباراتي والأمني، والمساهمة في تنمية المجتمع المحلي، أثبت رجال المساعيد أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني المصري. تظل بطولاتهم وتضحياتهم مثالاً يحتذى به في حب الوطن والدفاع عنه.