ع السكين يابطيخ
بقلم/ نورا عواجه
طبعا كل واحد نفسه يصحى الصبح على حاجات رومانسية كده و بتاع .. بونجور يا بيبي ، بحبك يا حب عمري" صينية على السرير فيها فطار انتركونتيننتال “ومحدش يسألني يعنى أيه فطار انتركونتيننتال لأني سمعتها كده”.
و أنا بفضل الله بفطر عيش شمسي ودقه سمسم ملهاش حل ، أو فول مدمس عملاه بإيدي ، أو طبق مش وبصل عادى جداً “عيشوا عيشة أهلكم”
المهم خلصنا من الأحلام ولا حد بيسمع كلام حلو ، ولا حد بيشوف حتى أيد الصينية ال عليها الكونتيننتال ده ، وبصحى على صوت بينادي ويقول “ع السكين يا بطيخ.. حمار وحلاوة يا بطيخ”،
يا مجنونة ياطماطم” “مراوح قديمة تلاجات قديمة أي خرده قديمة للبيـــع”. وغيره وغيره ..
وبشويه تفكير صغيرين هنلاقي ده ، هو الترجمة لحلم كل واحد فينا اللي نفسه يصحى عليه الناس الشقيانة التعبانة اللي ملهاش غير ربنا تتسند عليه، بيصلوا الفجر ويسعوا من بدرى على لقمة العيش اللي لو كسلوا يوم مش هيلاقوها، الناس اللي بتتحايل على الرزق ومش بتغلب وبتطلع الجنيه من بوق السبع زي مابيقولوا، الناس دي جديرة بإحترامنا أكتر من مهن كتير تاه فيها الضمير ..
فمن وجهة نظري المتواضعة إن الناس دي ، أحسن من أي قاضى بيخالف ضميره ونسي العدل ، أحسن من أي دكتور تمن الكشف عنده أهم من العيان نفسه ، أحسن من أي مهندس أرواح الناس عنده مش موضوع مدام هيقبض كويس حتى لو غش في الأساسات ، أحسن من أي محامي بيتلاعب بالقانون حتى لو هيرمي بريء في السجن ، أحسن من ناس كتير نسيوا الشرف والضمير ..
ولو أصحاب البريستيج العالي تنازلوا شوية وشافوا واتعاملوا مع بعض النماذج الإنسانية من إخواتنا دول هيحسوا بمعنويات جميلة جدًا ، منها الرضا بالمقسوم ، هيشوفوا عقليات كبيرة ومتفتحة ، وإن كل واحد فيهم سعيد بشغله ومش شايف فيه أي عيب أو عار ، بالعكس هو شايف أنه حر نفسه وسيد الموقف وعنده أحلام وطموحات نفسه يحققها ...
وسبحان الله تلاقى الشخصيات العظيمي دي مش بتحسب لبكره حساب، واللي في أيديها مش ليها ، عندهم توكل غريب على ربنا سبحانه وتعالى بأنه طول ما في نفس يبقى له رزق ربنا هيبعتهوله، وعنده يقين إن اللي خلقه مش هينساه .
فياريت بلاش وجع القلب والمناهدة معاهم، وتلاقى الواحد فينا يفضل يفاصل معاهم على ال جنيه ، وكأنه ثروة في الوقت اللي الجنيه ده عند حبايبنا دول حاجه كبيرة لأنه نفسه يرجع مجبور الخاطر للعيال وأمهم ويفرحهم، في الوقت اللي محدش فينا يقدر ينطق ولا يجيب نفس، لو دخل أي ماركت كبير مهما يشوف من غلو الأسعار.
ياريت نقدر أخواتنا دول شويه و ياسيدي و ياستي أعتبروا الجنيه ده صدقة بنساعد بيها أسرة فقيرة لكن عفيفة...
و ياريت نخف شراء شوية من المحلات الكبيرة لأنها بتكسب ملايين، ونساعد حبايبنا دول، الناس اللي فارشه بشوية خضار صابحين شكلهم يفتح النفس أو بشويه لمون ، أو شوية مش وجبنة، كل دول محتاجين نقف جنبهم ونساعدهم و ندعيلهم كمان، ربنا يقويهم على المعايش ويصبرهم على الدنيا وبلاويها ويوسع عليهم، ويرزقهم ويرزقنا معاهم بالرزق الحلال مهما كان قليل ، ويكفينا شر الحرام مهما كان كتير .
ويارب متحرمناش أبدًا من سماع أحلى صباح من حبايبنا..
“ع السكين يا بطيخ”.