الكيان الصهيوني يدعم غطرسة وتعنت النظام الأثيوبي ضد مصر
/حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة
تواصل أثيوبيا استفزازاتها لمصر ،ومازالت فصول التعنت الأثيوبي ضد مصر مستمرة.فى الوقت الذي لم ينقطع الدعم اللوجيستي والمادي والعسكري الصهيوني لٱبي أحمد رئيس للوزاراء. تباين ذلك ووضحت الرؤية الكاملة للمؤامرة على مصر وشعبها وتعطيشها مع الإعلان بتنفيذ أولى المراحل لملء خزان سد الخراب والهلاك الأثيوبي .ولذلم نجد أن وزير المياه الأثيوبى أدلى بتصريحات استفزازية مع رجال الدين والأحزاب فى أثيوبيا حول سد النهضة والتى قال فيها " أثيوبيا لن تعترف بالحقوق التاريخية لمصر فى مياه النيل .
واتخذت فصول التعنت والغطرسة منحنى آخر خطير ، بالتدخل العسكرى فى الأراضى السودانية ودعم ميلشيات مسلحة خارجة عن القانون والتوغل والاستيلاء على بعض الأراضى السودانية ، ويأتى هذا التصرف الأحمق من قبل الجانب الأثيوبى تجاه دولة السودان ردا على رفض الحكومة السودانية توقيع اتفاق ثنائى حول سد النهضة وحصص مياه النيل وتستثنى مصر من هذا الاتفاق ،لتكتمل عناصر المؤامرة الكبرى على مصر والسودان وشعبيهما فكانت الاشتباكات والصدامات العسكرية بين الطرفين والتى أدت إلى مقتل ضابط سودانى وإصابة عدد ليس بقليل من الجنود السودانىيين فى تصرف أشبه بالعقابى للسودان . وذلك ردا صريحا من أثيوبيا ومن يقف خلفها من دول الكيان الإستعماري.
تلك التصرفات من الجانب الأثيوبى تجاه مصر والسودان يتصف بالاستهانة والتعالى والغطرسة بالشريكين مصر والسودان ، وتفهم الجانب الأثيوبى ضبط النفس المصرى
السير فى تلك الأزمة بالدبلوماسية واتخاذ كافة السبل التى لا تؤدى إلى اتخاذ قرار صعب على الجميع ، والتزام السودان بالحقوق المشروعة فى مياه النيل والسير فى المفاوضات النهائية ، تلك المرونة والهدوء وسياسة الباب المفتوح تفهمه الجانب الأثيوبى بإساءة فهم ،وفسروا ذلك على أنه ضعف من مصر والسودان فى حين أن مصر تسير فى المفاوضات بعملية ضبط النفس والوصول مع أثيوبيا إلى أبعد النقاط لكى تحافظ على حقها التاريخي فى حصتها من المياه وهو مايشير إلى دعم بعض الدول لأديس أبابا وهى معروفة للجميع .ولم يخف على أحد تدخل الكيان الصهيوني خفية ليتلاعب بكل الأعراف والمواثيق والعهود الدولية وذلك مفهوم بالطبع للجميع ذلك الدور الخبيث لخنق مصر لكى تسيطر عليها فى المستقبل وفق الخطط التى وضعوها مسبقا فى حربهم مع مصر.وإن لم تكن تلك الحرب عسكرية فهناك أشياء أصعب وأقوي من الحروب العسكرية تكون تدميرية وتجويعية يريدون حدوثها لكل شعب مصر، وتحسب أثيوبيا أن تلك الدول التى تساندها وتدعمها ستكون نصيرا لها وقوة تتصدى بها لإستكمال غطرستها ضد مصر والسودان ، وهى لا تعلم إنها تتجه وتلعب بمصائر شعوب ودول لن تستطيع مواجهاتها على كافة الأصعدة والمستويات سواء كانت دبلوماسية أو سياسية أو عسكرية إن أرادت
ولذلك فإننا نعلم أن الكيان الإسرائيلى يلعب فى هذا التوقيت مع الجانب الأثيوبى ومعه قطر بأمولها وتركيا بدعمها الفني ، الذين لم يستطيعوا مواجهة مصر بل وفشلوا فى كل المواجهات على كل المستويات ، فكانت أثيوبيا هى مرادهم لتكون هى التى تتصدى للمواجهة وهم خلفها بالدعم والمساندة ، ويحاول أيضا الكيان الإسرائيلى بإستمالة السودان
بالسعى لرفع إسم السودان من قوائم الإرهاب ورفع العقوبات عنها ، ولكن قضية رفع العقوبات باتت منتهية لتغيير نظام الحكم فى السودان واتجاه السودان الجديد الى الشرعية الدولية ، ومحاسبتها للرئيس السابق البشير قبل وفاته ومخاسبة نظامه الذى ترك إرث سيىء للنظام السودانى الحالي
إن مصر والسودان بالرغم من كل الصعاب والأحداث الحالية فى تقارب وتفاهم مستمر على كل المستويات وهناك شراكة فى أكثر من مجال تجارى وزراعى واقتصادى واستثمارى ودبلوماسى وسياسى واستخباراتى لأن مصر والسودان هما أمن قوى للدولتين وأن السودان ومصر بينهما استراتيجية لا يمكن الاستغناء عنها لشعبى البلدين الذى يجمعهما تاريخ أزلى لا يفرق ابدا بين الشعبين
إن ثيوبيا تسعى إلى غلق كافة الطرق للحل وتضع العراقيل وتماطل بل وأصبحت تصاعد من تعنتها بتصريحات مسؤليها الرسميين ، وتضييع الوقت حتى يتم ملء الخزان ووضع مصر والسودان تحت الأمر الواقع ، وهو الأمر الصعب والغير وارد فى سياسات مصر والسودان ، لأن مياه النيل هى الحياة لشعبى مصر لسودان ، لذلك فإن سياسة فرض الأمر الواقع الذى تتبعه أثيوبيا دون اتفاق فهو بات يشكل تهديدا وجوديا لن تقبله مصر بأي حال من الأحوال ، وسيكون بعد بالرغم من كل تلك التعنتات التي تتبعها أثيوبيا مع مصر بالإلتفاف على كل قرار يصدر فى تلك القضية وكأن الكيان الصهيوني يسعى لإفشال أي إتفاق وتسير أثيوبيا وراء الصهاينة ومع من يدعمونها لتتعنت فى كل قراراتها مع مصر .وقد استنفذت كل الجهود الدبلوماسية والسياسية والوساطات الدولية و الأممية ، فلن يبقى إلا تدمير السد ، ومصر ليست مع الحل العسكرى ولكن موقف أثيوبيا وسعيها لزعزعة الأمن والاستقرار بالتحالفات مع أعداء مصر والتهديد الوجودى بمياه النيل سيضع الجميع أمام مسؤلياته ، فلن تخضع مصر للأمر الواقع .. ولن يكون هناك لوما إلا على المتغطرس المتعنت لحقوق الغير التاريخية والانسانية منذ أن خلق الله الأرض .
=وتطلع مصر إلى رجوع الجانب الأثيوبى إلى مائدة الاتفاق و ما إنتهت إليه المفاوضات مع احترام المواثيق الدولية ، لأن غير ذلك فلن تلوم أثيوبيا إلا نفسها . وتسعى إسرائيل إلى إدخال مصر فى دوامة الصراع الدائر حاليا فى فلسطين وتحاول إستفزاز مصر بكل قوة لإقحامها فى حرب جديدة لتقضى على الجيش الوحيد القوي فى بلاد العرب جميعا وهى تعلم علم اليقين بان هناك من دول الغرب وأمريكا من يرابض على الحدود وفى المياه الإقليمية ينتظر أن تنطلق تلم الحرب ليكونوا عاملا مساعدا للكيان الصهيوني ومدافعين عنه ولكن الله تعالى يقف لهم بالمرصاد ....كلما أرادوا أن يوقدوا حربا أطفأها الله .....وهذا مايريدونه بالضبط وذلك لإعادة رسم الشرق الأوسط الجديد لتكون دولتهم من التيل إلى الفرات .ونلاحظ فى الوقت نفسه الضغوط القاسية على المملكة العربية السعودية لكي يتم التطبيع مع الكيان الصهيوني لكي يتم التغلغل فى كل مكان بالمملكة ليعيدوا تاريخهم القديم فى الجزيرة العربية التي طردوا منها شر طردة إلى غير رجعة بأذن الله تعالى .
وفى النهاية سيظل النيل الخالد يجرى بقوة رابطاً الجنوب بالشمال برباط التاريخ والجغرافيا وستبقى مصر " هبة النيل " .وسينال الخزي والعار من أثيوبيا ومن يدعمها من دول الإحتلال الغاصب .
