recent
أخبار ساخنة

خير بقاع الأرض /شيفاتايمز

 






خير بقاع الأرض 

بقلم/ نورا عواجه


ذهبت إلى مكه منذ  ثمانى أعوام  لأداء العمرة ، دعانى  الله إليها دون حول منى ولا قوة بفضله وكرمه لا بعملى ( وأنا لا أستحق) فسبب الأسباب !!

تكفل أخى بقلبه الحنون بمصاريف الرحلة ، وكأنه تجول داخل قلبي وعلم مابه من  شوق وحنين وإحتياج لتلك الزيارة ،

وشعر بفرط شوقى ولهفتى لبيت الله ، جزاه الله عنى وعن أخوتى خير الجزاء

وها أنا الآن أمام الكعبة .

إنها حقيقة وليس حلم جميل كان يراودنى آناء الليل وأطراف النهار ، كنت ومازلت وسأظل لاأنسى أبداً شعورى وقتها ، هذا الشعور الفريد من نوعه والذى من الصعب بل مستحيل أن يتكرر فى حياة الإنسان إلا فى موقف واحد وهو وقوفه أمام بيت الله ، وهذا الخفقان الذى كاد أن يخلع قلبي من مكانه من رهبة المشهد ، وهذا الدبيب الذى يسرى فى جسدي ،

وكأننى عاشقة ولهانة تترقب لقاء الحبيب الغائب ، وأي حبيب ؟! ماهذا الجمال ؟! وما هذه المهابة ؟!

بل ما هذه القديسية والجلال والسمو والشرف العظيم ؟!

اللهم زد هذا البيت إجلالاً وتعظيماً ومهابة ،

لمستها ؟!  نعم لمست الكعبة، من أنا حتى ألمس بيت الله بيدى ؟!

 وأضع جبينى على جداره وأبكى  حتى ينقطع الصوت وتهدأ العبرات وتٌغفر الذنوب ، وزاد فضل الله عليا وصليت ركعتين فى حجر إسماعيل بالرغم من الزحام الشديد ، وكانوا من أجمل بل كانوا أجمل وأروع ركعتين فى حياتى ..

من أنا ياربي حتى تهبنى هذه النعم العظيمة ؟!

 أنا العبد المقصر المقترف للذنوب  الجسام ، أنا العبد الجاحد لعطاياك يارب ولا أشعر إلا بما  ينقصنى وكأن نعمك عليا حق مكتسب وأنا أعتدت عليها ، فلا حمد ولا شكر يستوجب نعمك يا رحمن ، وأنتهت أيامنا فى مكه وحان موعد أصعب رحيل ،  

لا أستطيع أن أصدق أنى راحلة

كيف أرحل ؟ وأنا مازلت ظمىء ومازالت روحى عطشي لصلاة أكثر وتسبيح أكبر ودعاء يرج أرجاء الكون لايسمعه سواك ياالله . أذكر وقتها أنى تركت الفندق  قبل المغادرة وذهبت  مسرعه إلى الكعبة لأملئ قلبي ووجدانى وألقى عليها نظرة أرجو من الله بكرمه لا بعدله ألا تكون الأخيرة ...

ودعتها والدموع لاتنقطع وكان عزائي الوحيد وقتها أننى على موعد مع رسول الله ،

عذراً رسول الله ، فقد جئتك بذنوب كالجبال ولكنك كنت أحن وأرحم عليا من نفسي فمنذ أن وصلت إلى المدينة المنورة وكان الحنان هو الإحساس والطابع الأجمل والأوحد فى كل شيء ، الحنان والدفء  كانا يكسوان كل شىء ، الشوارع والمبانى والهواء والبشر من قبل ،

أين منى مجلس أنت به يا حبيب قلبي يارسول الله ؟ صدق ربي حقاً

لقد كنت رحمة مهداه وكانت ومازالت تلك الرحمة تعم بقاع الأرض ، ومازلت أذكر  أيضاً أول ركعتين فى مسجدك وإستشعر مادار بداخلى وقتها  ... والأن حان اللقاء المنتظر !!










(ذهابي إلى الروضه الشريفه) ولكم أن تتخيلوا كم الشوق الذى يختلط بالرهبة والحب الذى يمتزج بالخجل فماذا أقول له عندما أكون فى حضرته ؟! بماذا أبرر تقصيري وذلاتى ؟

وأى حجة أقدمها تدافع عن شهواتى وهوى نفسي ؟ فليس أمامى الآن سوى أن ألقى عليك السلام ..

السلام عليك ياحبيب قلبي ونور عينى ودواء قلبي وروحى . السلام عليك وعلى أبنائك وزوجاتك وصحابتك وأتباعك سلاماً يليق بقدرك ومقدارك ، عدد من صل عليك وعدد من لم يصل عليك ، وكما يحب ربنا أن يصلى عليك.أعلم إنك تسمع سلامى

وأعلم يقيناً إننى أهون من أن ترد عليا السلام . ولكنى على يقين أكبر وأعمق

بأن رحمة ربي ستشمل المقصرين أمثالى شمول الكريم إذا عفا (فهذا ظنى بربي)


والآن  !! وقد  تهيأت مكة  لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وهم يستعدوا للوقوف على جبل عرفات فى مشهد ولا أروع . تعجز الأبجدية  ويحتار الأدباء فى وصفه

وأنا أشهدك يارب أن حنينى الآن 

أضعاف مضاعفة وشوقى ولهفتى قد بلغوا منى مبلغهم ... وأنت الحنان المنان الوهاب صاحب العطايا والخزائن التى لا تنفد أبداً.

 فأسألك  يارب وأرجوك وأتوسل إليك وأقف على بابك أن لا تحرمنى وكل مشتاق

من حج بيتك الحرام وإن قصرت أعمالنا ، يارب لا تحرمنا من زيارة لبلد نبيك وحبيبك وشفيعنا عليه الصلاة والسلام . زيارة تشفى القلوب قبل الأجساد . وتروى الروح والوجدان

وتغسلنا من هموم وأكدار الحياة

وتطهرنا من ذنوبنا وتنقينا من شوائب  الدنيا والهوى والنفس الأمارة بالسوء

يارب لا تحرمنا .. 

يارب لا تحرمنا..

يارب لا تحرمنا ..

فكما مددت يدك بالجود والعطايا لمن لا يستحق

إعطنا ولا تحرمنا من ترديد التلبية فى أطهر بقاع الأرض ، أعلم أنكم جميعاً الآن مثلى فى حالة شوق جارف 

وكل غايتكم أن ترددوا هذه التلبيه على جبل عرفات اللهم أرزقنا جميعاً حج بيتك الحرام وقبل أن أقول 










 كل عام وحضراتكم جميعاً بألف خير تعالوا نردد سويا لعل الله يمن علينا بحج بيته العام القادم من غير حول منا ولا قوه .

لبيك اللهم لبيك

لبيك لا شريك لك لبيك

ان الحمد والنعمة لك والملك

لا شريك لك...

وكل عام وحضراتكم جميعاً بألف خير....

google-playkhamsatmostaqltradent