حكاية مكان ....«غرب سهيل» النوبية.. قرية حوّلها أهلها لمزار سياحى عالمى/شيفاتايمز
✍️ منى حسن _ مدير مكتب ادفو
على ضفاف النيل الساحر بأسوان تقع قرية غرب سهيل النوبية ، إحدى أشهر القرى التي حولها أهلها لمقصد سياحى عالمى يقصده السائحون والمشاهير ونجوم الفن والرياضة من مختلف أنحاء العالم. من يزورها يعيش أجواء البيوت النوبية القديمة في طرازها وعادات أهلها، فلا تزال تحتفظ القرية بالطراز النوبى القديم من منازل وعادات أهل النوبة، فعندما تتجول داخل القرية تتعايش مع الحياة اليومية من رمال صفراء ونيل ومنازل تحتفظ بطرازها النوبى الأصيل، تستمتع برسم الحنة والجلوس داخل المنازل وتناول الشاى والمشروبات النوبية والأسوانية، ويمكن ركوب الجمال في جولة داخل القرية ومشاهدة التماسيح والبازارات التي تعتمد على المشغولات اليدوية.
وبداية نجد أنه يرجع تسميه قرية غرب سهيل بهذا الإسم لأنها تقع غرب جزيرة سهيل تلك الجزيرة المقدسة التى كان يُعبد فيها الإله خنوم أو الإله الكبش والذي كان يعتقد أنه خالق وأن منابع النيل تبدأ من هنا.
ويبلغ سكان غرب سهيل نحو 10 ألاف نسمة حيث أنها تقع فى الضفة الغربية للنيل إلى الشمال من خزان أسوان فى مواجهة جزيرة سهيل ونجوع الكرور والمحطة على بعد 15 كم من أسوان، وكان يعمل أهل هذه القرية بمهنة الصيد والتجارة من القاهرة إلى السودان.
وقرية غرب سهيل تعد نموذج واقعى للسياحة البيئية فهى تحفة معمارية تطل على نهر النيل بجوار خزان أسوان، ومازالت تحتفظ بتراثها. والقرية الآن عبارة عن مزار سياحى مهم تمكنت خلالها مظاهر الحياة اليومية من اجتذاب السائحين الذين يأتون عبر النيل ويقضون وقتًا ممتعًا على الطريقة النوبية تحت قباب بيوت مازالت تحافظ على أصالة ناسها وتراثها.
وعندما تسير فى شوارع قرية غرب سهيل تشعر أن الزمن قد عاد بك إلى أيام النوبة القديمة ، ونفس البيوت المعلقة على المدرجات الجبلية المنحدرة ومعظمها على حالها بفنائه الداخلى وزخارفه الخارجية، والمرأة النوبية لا تكف عن تنظيف بيتها وما حوله فى ظاهرة ملفتة للنظر وأمام معظم البيوت تلك المصاطب المليئة بالرمال التى يحرصون على تنظيفها وغربلتها بحيث تبدو الرمال نظيفة على الدوام .
وما يبعث على السعادة هو حالة الرواج السياحى حيث يحرص عدد كبير من السياح على زيارة القرية وغالبًا ما يأتون عن طريق النيل فى مراكب شراعية فى رحلة نيلية، ويرسون عند سفح رملى يسمى بربر ، ثم ينتقلون بالجمال إلى داخل القرية والتى تحولت بعض بيوتها إلى إستقبال السياح ليعيشوا الحياة النوبية ويقومون بشراء المنتجات اليدوية وتقوم النساء بعمل الحناء.
اشتهرت القرية كإحدى أشهر القرى التي يقصدها السائحون، فضلًا عن رحلات المصريين وطلاب الجامعات، وتنتعش الحركة داخل القرية خلال فصل الشتاء وإجازة نصف العام، حيث يحرص الزائرون على قضاء يومهم بين أحضان الطبيعة وركوب الجمال ورسم الحنة، والقيام بجولة داخل سوق البازارات بالقرية لشراء المشغولات اليدوية التي تشتهر بها القرية».
كما تشتهر فيها بعض البيوت بتربية التماسيح حيث أنه يتم وضع التمساح فى حوض زجاجى أو حوض مبنى من الطوب والأسمنت وموضوع بداخله سيراميك ومياه بسيطة لتربية التمساح بداخله ، مع وضع قفص حديدى أعلى الحوض ، للسيطرة عليه وحتى لا تصيب أحدًا بأذى ، ويتم تربية التماسيح فى البيوت كهواية ، دون أى خوف والسياح المصريين والأجانب يحرصون على مشاهدة هذه التماسيح أثناء زيارتهم للبيوت بالقرية، حيث يظل التمساح مسالم حتى سن البلوغ ، كما تعتبر تربية التماسيح مصدرا للرزق بسبب الإقبال على مشاهدتها ورؤيتها من الزائرين من السياح.
ويعرب الكثير من الزائرين لقرية غرب سهيل عن سعادتهم البالغة والكبيرة عند رؤيتهم لهذه التماسيح التى يتم تربيتها بالبيوت، وأنهم يقومون بإلتقاط الصور التذكارية مع هذه التماسيح لأنهم يجدوا متعة كبيرة عند رؤيتها وتعامل أهالى وسكان البيوت معها فى شكل آمن.