مأساة العراق وجرح لم يندمل
حسين السمنودي
حقيقة..وضع العراق الحالي بات أمرا خطيرا للغاية.أصبح بلدا مشاعا لأهل الخراب العالمي.ومرتعا خصبا لهوام الأرض يفعلون به ما يشاؤون من دون مساءلة أو ردع.تلك كانت خطة المستعمرالقذر في العصر الحديث.لا يريدون للعراق أو غيره من الدول العربية أن تقوم لهم قائمة.لأن قوي الإستعمار الغربي الحديث يعلمون علم اليقين أن الدول العربية مجتمعة أو منفردة لوقامت فلن تنزل إلي ماكانت عليه من قبل .وسوف تمثل عليهم عبئا ثقيلا .وهذا ما يخشونه ويخططون له دوما وأبدا إلي عدم حدوثه قريبا أو بعيدا.. ويجب عليهم أن يقوموا بوأده في مهده حتي لا تقوي شوكتهم.هذا ما يحدث بالفعل..ونلاحظ جيدا أن الخطة التي وضعها خبراء العسكرية الدولية والصهيونية العالمية بعد حرب النصر والكرامة أكتوبر ٧٣ مازالت قائمة حتي الٱن .ويتم تنفيذها بكل حذافيرها وبكل دقة.دقة متناهية إلي أبعد ما يكون.علموا بعد الحرب وهزيمة إسرائيل ووقوف العرب يدا واحدة جنبا إلي جنب بجوار مصر .ووقفهم إمدادات البترول ..مما أصاب العالم بشلل بات عاجزا أمام ذلك .وأمام القوة العربية الجديدة . فقرر بعدها أن لا يجعل للدول العربية قوة تحميه وجيشا يصد اعتداء المعتدين..وأن يجعلوا جميع الدول العربية تحتاج إليهم في طعامهم وشرابهم وملبسهم وسلاحهم .وبحثوا عن كل الدول التي ساعدت مصر في حربها الخالدة المباركة والتي استطاعت مصر والعرب بإلحاق أول هزيمة عسكرية لأعدائهم في العصر الحديث.وقرروا بعدها الإنتقام عاجلا أم ٱجلا من كل تلك الدول .وإلحاق الهزيمة بهم وتدمير كل أوطانهم..فكان أولوتلك الدول هو العراق الذي كان لديه جيشا قويا وطيرانا جبارا أخاف إسرائيل فكان لزاما علي الصهيونية العالمية أن تدمره عن بكرة أبيه.أدخلوا العراق في صراعات مدمرة مع إيران إستمرت لسنوات طوال.أنهكت الجيش والأقتصاد والحياة .وقتل الٱلاف من جيش العراق وضاعت المليارات عوائد البترول في شراء الأسلحة والطعام والدواء من أوروبا وأمريكا.ثم ما لبس العراق أن أنتهي من تلك الجولة لا فائزا ولا مهزوما بل خاسرا لكل ثرواته ومدخراته التي ضاعت في شراء الأسلحة .ثم بعد ذلك أدخلوه في صراع مع الكويت.واوهموه بأنها جزءا لا يتحزء من أراضيه .واقنعوا صدام حسين بأنهم معه وبحانبه.وما إن قام باحتلال العراق..تركوه وحيدا وحاربوه .ثم جاءت الطامة الكبري بتدمير العراق واحتلال بغداد عام٢٠٠٤.ثم شنق صدام صبيحة عيد الأضحي المبارك.ثم تركوا العراق الحزين الموحوع وأهله للمليشيات المتقاتلة تفعل به ما تشاء .وتقضي علي ما تبق من شعبه في حروب جانبيه طائفية .وما عاد للعراق طريق ولا هوية ولا استقرار .أكل المرض معظم أطفاله وسكانه.وبات الجوع والمرض هو الغالب علي معظم ساكنيه.وهكذا إستطاعت الصهيونية العالمية من تدمير العراق وجيشه واهله.
