إلى عرفات الله
بقلم نورا عواجه
كلما جاء موسم الحج يراودنى سؤال واحد ، لكل من رزقهم الله حج بيته الحرام ،
ماذا بينكم وبين الله حتى أنعم عليكم بآداء تلك الفريضة المهيبة والأكثر حبًا وقربًا لقلوب المسلمين والتى يرخص لها كل غالى ونفيس ؟!
ماذا فعلتم حتى أستجاب الله لكم وجاء بكم لتلك البقع الطاهرة لتغسلوا أرواحكم وذنوبكم وتطهروا قلوبكم من دنس الدنيا وشهواتها ؟!
أى سر بينكم وبين الله حتى يجبر خاطركم ويروى ظمأ قلوبكم بتلك الزيارة لأطهر مكان على وجه الأرض دون سواكم ؟!
أى قلب تحملوا فى صدوركم أطلع الله عليه وأراد أن يُرضيه ويمتعه بأروع المشاهد والروحانيات ،
فلا يوجد مشهد أروع ولا أجمل ولا أكثر مهابة وأطمئنان من مشهد الحجيج يوم عرفه ومشهد الطواف حول الكعبة ، والوقوف أمام قبر رسول الله ،
كلما رأيتهم أمامى عبر الشاشة أقشعر بدنى وفاضت دموعى . وأنعصر قلبي ، وقلت يارب هل ما أنا به الأن غير كافى لتلبي ندائى وتقضي حاجتى وتروى ظمائي وتُرضي قلبي مثل هؤلاء ؟!
يارب أنت تعلم أنى أكثرهم حبًا ولهفة وظمأ وأحوجهم لتلك الزيارة التى لايفوز بها إلا من أنعمت عليه ، فمتى تنعم عليا برحمتك ؟!
يارب أنا أكثرهم وجعًا وتشتتًا وحيرة وخوف ، أكثرهم وحدة وحزن وأشتياق ،
وأعلم أنى مليئة بالذنوب ولكنى على يقين أن كرمك وعفوك ورحمتك أوسع من ذنوبي ،
فمتى تُلقي على قلبي نظرة رضا منك فتمنحنى تلك الزيارة المباركة ؟
أعلم أن كل من أتى بيتك لم يأت بماله ولا بجاهه وأنما بدعوة منك فسببت له الأسباب ، فماذا أفعل بتقصيري وقلة حيلتي حتى تدعونى ؟!
أين منى مجلس أنت به ياحبيب قلبي يا رسول الله أشكو إليك نفسي والدنيا والناس ،
يارسول الله ليتنى معاذ الذى جبرت خاطره وأخبرته بأنك تحبه
ليتنى صاحبة خديجه لتفرش لى ردائك وأجلس إلى جوارك
ليتنى سعد أبن أبي وقاص لتعودنى فى مرضى كما عدته
ليتنى ذاك الطفل الذى مات عصفوره لتجلس بجوارى تواسينى
ليتنى آتيك فأشكو إليك ألم قلبي فتمسح على صدرى
وتقول لي : لا تحزنى إنما هي أيام وتمضي
أو لعلك تضع يدك الشريفة فوق قلبي وتقول : اُثْبُتْ قلب
فيثبتُ قلبي ويطمئن ، كما ثبتَ جبل أحدٌ حين أمرته ،
ليتنى من آل ياسر ولما ضاقت بيا الدنيا مررت عليا وقلت إصبري فإن موعدك الجنة ،
ليتنى تراب داسته قدماك الشريفة لأجد لى شفاعة عند ربي حين ألقاه
كيف لى بشفاعتك يا حبيبى يارسول الله
بأى عمل ألقي ربي وقد أخذتنى الدنيا بما فيها ومن فيها
فيا من رضي الله عنكم وأتى بكم إلى بيته هنيئًا لكم ،
ويامن نظر الله إليكم وغفر لكم وعدتم كما ولدتكم أمهاتكم هنيئًا ثم هنيئًا ثم هنيئًا ،
وأنا يارب هذا قلبي بين يديك لا يخفى عليك حاله وضعفه وقلة حيلته ، فأنت ياربي ترى مكانى وتسمع كلامى ولايخفى عليك شيء من أمرى ،
فأقبلنى قبول الكريم وأنعم عليا وكل مشتاق بفضلك لا بعدلك بزيارة تُطهرنا وتغسل قلوبنا وأرواحنا من هوى النفس وشهوات الدنيا وخذلان البشر وتغفر ذنوبنا وتقبلنا ممن عفوت عنهم ، اللهم أستجب ،
ويا كل مشتاق لزيارة بيت الله الحرم
أسأل الله العظيم رب العرش العرش ألا يحرمنا وإياكم من الوقوف بعرفات فى العام القادم فإلى أن يستجيب ربنا تعالوا نُلبى لعله يقبلنا
لبيك اللهم لبيك..لبيك لا شريك لك لبيك ..
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ،
لا تنسونى من صالح الدعاء
وكل عام وحضراتكم جميعاً بألف خير .