recent
أخبار ساخنة

علماء الأوقاف يؤكدون: *الأخلاق هي عنوان الأمم وعنوان المجتمعات المتحضرة/ شيفاتايمز











 علماء الأوقاف يؤكدون: 

 *الأخلاق هي عنوان الأمم وعنوان المجتمعات المتحضرة* 

حسين السمنودي مدير مكتب الإسماعيليّة 

في اطار الدور التثقيفي الذي تقوم به وزارة الأوقاف انطلقت فعاليات اليوم الثاني من الأسبوع الثقافي بمسجد الفتح بالخلفاوي بشبرا مصر مساء الاثنين 27/ 5/ 2024م، تحت عنوان: "حق الطريق"، حاضر فيه أ.د/ حسني التلاوي وكيل كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقاً، ود/ سعيد حامد مدير الدعوة بأوقاف القاهرة، وقدم له الأستاذ/ سعد المطعني المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وبحضور الشيخ/ مصطفى حسني مدير إدارة أوقاف الساحل وروض الفرج، والشيخ/ عماد عبد الوهاب مفتش المساجد بالإدارة، والشيخ/ محمود شعيب إمام وخطيب المسجد، وعدد من قيادات وزارة الأوقاف، وجمع غفير من جمهور ورواد المسجد.

وفي كلمته وجه أ.د/ حسني التلاوي الشكر لوزارة الأوقاف على عقدها مثل هذه اللقاءات التي جعلت بيوت الله (تبارك وتعالى) تتعطر بأنفاس المصلين، وجعلت الناس يأتون إلى بيوت الله (تبارك وتعالى) من كل فج عميق لينالوا رضوان الله (تبارك وتعالى) ورحمته، وأن الله (تبارك وتعالى) قد جعل الهدف الأسمى من رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) إتمام مكارم الأخلاق قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ"، فالأخلاق هي عنوان الأمم وعنوان المجتمعات، فتفشي الأخلاق الحسنة دليل على ترابط المجتمع، ومن أهم مكارم الأخلاق والآداب الجميلة التي أتى بها سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) حق الطريق، لتعلقه بكمال الإيمان وبصلاح الإنسان، لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ علَى الطُّرُقَاتِ، فَقالوا: ما لَنَا بُدٌّ، إنَّما هي مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قالَ: فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا المَجَالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذَى، وَرَدُّ السَّلَامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ"، وغض البصر عن ممتلكات الآخرين، وعن خصوصياتهم، قال تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ"، وقال تعالى: "وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ"، وقال النبي (صلى الله عليه وسلم ) لسيدنا علي "لا تُتبعِ النَّظرةَ النَّظرَةَ، فإنَّ لَكَ الأولى، ولَيسَتْ لَكَ الآخرَةُ"، والحق الثاني: إماطة الأذى عن الطريق قال (صلى الله عليه وسلم): "اعزِلِ الأذى عن طريقِ المسلمِين"، واتباع إشارات المرور من كف الأذى عن الناس، والحق الثالث: رد السلام وهو حق المسلم على المسلم، فالسلام يشيع المحبة بين أفراد المجتمع، والحق الرابع: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهو من علامات خيرية أمة النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"، وأن حق الطريق من الحقوق العامة التي لا يجوز التعدي عليها لا شرعًا ولا قانونًا، وقد عظم الإسلام من شأن الحق العام بصفة عامة وحق الطريق بصفة خاصة، حيث عد نبينا (صلى الله عليه وسلم) إماطة الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان فقال (عليه الصلاة والسلام): "الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ".

وخلال كلمته أكد د/ سعيد حامد أن حق الطريق من الآداب العامة التي إذا صلحت صلح الكثير من أحوال الناس، لأن الطرق لا غنى عنها للجميع، وهي من المنافع العامة التي لا ينبغي أن يضيق فيها أحد على أحد، ولا يأخذ فيها أحد حق أحد، فالطريق له حق على الجميع ذكره رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يومًا لأصحابه (رضوان الله عليهم) فقال: "إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وسلم): فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ، قَالُوا وَمَا حَقُّهُ ؟ قَالَ : غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ"، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أرسى حق الطريق بمبادئ تعجز الأمم عن أن تأتي بمثلها، وأن الآداب عامة يجب أن نتحلى بها في الطرقات والحدائق والأماكن العامة, ومنها: أولا: الحفاظ على المكان، وتركه أنظف مما كان، والتعامل معه تعامل الإنسان مع ماله الخاص، وعدم الإسراف في أي خدمة تقدم في إطار المرفق العام من مياه أو كهرباء أو خلافه، ومن حق الطريق أيضاً, غض البصر، وكف الأذى، سواء أكان كفًّا للأذى عن طريق نفسه، أم كفًّا لأذى الإنسان نفسه عن الناس، فالمسلم الحقيقي من سلم الناس من لسانه ويده، ومنها رد السلام فمن ألقى عليك السلام فقد أمنك من كل أنواع الأذى، ومن أهم حقوق الطريق الالتزام بقواعد وتعليمات السير فيه، وعدم الاعتداء عليه أو تضييقه أو التعدي عليه بالبناء أو أي لون من ألوان الاستغلال غير القانوني أو إعاقة السير فيه، وكل ما هو حق للطريق فهو حق للأماكن والحدائق والمتنزهات والمصايف والمنتديات العامة، وكل ما يجمع الناس.

google-playkhamsatmostaqltradent