recent
أخبار ساخنة

لاتسألونا عن التحمل خذوا حملنا وتحملوا








 لاتسألونا عن التحمل خذوا حملنا وتحملوا              /حسين السمنودي مكتب الإسماعيليّة                     .  مايحدث على أرض الواقع فى قطاع غزة كارثة إنسانية  بكل ماتحملة الكلمة من معنى..فقد بات الشعب هناك تتخطفه ٱيادي مصاصي الدماء من الصهاينة وبني جلدتهم.الكل يسعى إلى غرضه دون النظر إلى هؤلاء المساكين الذين سلموا أمرهم لله رب العالمين..هؤلاء البسطاء من شعب غزة المسكين الذين يعشقون تراب أوطانهم تحملوا مالم تتحمله الجبال العظام..تحملوا القصف كل لحظة.والجوع الذي يفتك بالصغير والكبير .والمرض الذي ينهش فى أجسادهم الضعيفة أساسا.والموت الذي يتخطفهم كل لحظة من لحظات حياتهم ..والأغرب من ذلك والأشد ألما على نفوسهم .ليست ضربات الصهاينة المستمرة بين اللحظة والأخرى .وليست كثرة الدماء على ثياب الأحياء من كثرة  الأعداد المهولة للمجازر كل يوم وحمل الأشلاء من كل مكان لتدفن فى مقابر جماعية لعدم وجود أرض خالية من الشهداء الذين تم دفنهم بداخلها.ليس الصهاينة السبب الذي يجعل أهل قطاع غزة خاصة فى ضيق.فاليهود الصهاينة معروفون بمعاداتهم لكل ماهو مسلم وعربي بلا أدنى شك.فالعداء بيننا وبينهم متأصل من زمان.وكم كانوا ومازالوا أصحاب مكر وخداع وتعطش لسفك الدماء قديما وحديثا .ومازالوا يشعلون النار فى كل بقعة من بقاع الأرض.تلك هى سياستهم التى تربوا عليها...والمؤسف فى كل ذلك أن تجد من يحاول خنقك هو من بني جلدتك وعروبتك ودينك.والمفروض أساسا أن يحافظ عليك ويدافع

عنك .ويحمل عنك الكثير من عناء الدنيا وفظاعة الموقف.ولذلك فقد إنعدمت أخلاق الكثيرين فى قطاع غزة.وزاد التجار بشاعة وقسوة ..وبيعت المعونات فى أسواق البلاد .ومن لا يجد مالا لشراء ما يأكله فلينتظر الموت الذي يأتيه لا محالة ..أثرياء الحروب يظهرون على الساحة ..ويتاجرون بأقوات العباد.يساومونهم على حياتهم ..إما أن تدفعوا لترحلوا من قطاع غزة وإما الموت..بات الأمر عصيبا مفرغ من كل عوامل الإنسانية ..ومفرغ من كل الأخلاق...ثم بعد ذلك نسمع نداءات من هنا وهناك لأهل غزة المطحونين والمكلومين والثكالى والمرضى والجوعى بأن يتحملوا تلك الأوقات الصعبة التى مرت عليهم وتمر وستمر مع الٱيام القادمة ...ولذلك فإن العالم المتقاعس المريض يضغط عليهم ضغطا قاتلا للتخلص منهم ومن معاناتهم التى أرقت مضاجع السفهاء فى كل بقاع الأرض وكأنهم حيوانات بشرية يجب أن يتخلص الجميع منها فى أقرب وقت.عالم فاسد يكيل بمكيالين إنعدمت فيه كل صفات الإنسانية والرحمة والأخلاق ...ولذلك عندما تنعدم الأخلاق فقل على الدنيا السلامة..ولاتنتظر خيرا بعدها ..ولذلك سألت( أنديرا غاندى) والدها 

 ماذا يحدث فى الحرب؟

 رد والدها عليها :  ينهار التعليم والإقتصاد.......

قالت : 

وماذا يحدث بعد إنهيار التعليم والإقتصاد؟ 

أجابها والدها :  تنهار الأخلاق.

قالت :  وماذا يحدث أيضاً لو أنهارت الأخلاق ؟

 رد عليها بمنتهى الحكمة :  وما الذى يبقيك فى بلد إنهارت أخلاقه ؟

يستطيع الإنسان أن يتعايش فى أى مجتمع فيه بعض النقص الغذائى الإقتصادى الترفيهى ... إلا إنعدام الأخلاق والسبب : 

أنه يسود اللئام والسفلة وتذهب الأعراف والقوانين والخير ويتحول كل شىء إلى غابة وبهذا تصبح الحياة الكريمة شبه مستحيلة .....هكذا أصبحت الحياة مستحيلة فى قطاع غزة ..تسيد الرعاع واللئام والسفلة وتجار الدماء وطالبي السلطة والزعامة   زمام الأمور ..وتحولت غزة إلى غابة يأكل القوي فيها الضعيف..لا مكان للفقير والضعيف والمريض والجائع والمحروم.لا تحدثونا عبر وسائل إعلامكم المشبوهة عن المساعدات التى تصل إلى هؤلاء البسطاء المغلوب على أمرهم.فتلك المساعدات تباع لهم وهم أساسا يفقدون كل شئ...من معه مالا يحق له الخروج من قطاع غزة وضمان البقاء على حياته .ومن لايملك مالا فالموت يلاحقه فى كل لحظات حياته..هكذا الوضع فى غزة ..تسلمتها اللئام .وتركها قادتها الذين يتلاعبون بإهلها كما يلعبون بكرة القدم ..يتقاذفونها بأقدامهم .ويتلذذون وهم يشاهدون ذلك   .ولا تحرك مشاعرهم أعداد القتلى ولا المصابين ولا عدد الأبنية المدمرة على طول الأرض وعرضها ولا صور المرضي ولا الجوعى ولا طعام البهائم الذي يأكلونه حتى يشد من أزرهم ويبقيهم أحياء.إنهار كل شئ فى قطاع غزة .الصحة والطعام والتعليم وحدث بلا أدنى حرج عن كل شئ.وحدثهم عن إنهيار الأخلاق الذي دمر كل شئ وأي شئ ولا تنتظرون بعد ذلك رحمات الله تتنزل عليكم ..إن الذين يتحكمون فى زمام الأمور فى قطاع غزة هل تستيقظون من غفلتكم لتروا ما أحدثتموه من فظائع وتدمير لأهل غزة .ولا تقولوا لنا إن ماتفعلونه جهادا فى سبيل الله .بل مذابح لمن قمتم بالولاية عليهم ورعايتهم ..حب الزعامة والفكرة الخبيثة التى تؤمنون بها قد أوقعتكم فى شرور أعمالكم.والذي يهمكم فى المقام الأول والأخير هو الفائدة المالية التى تكنزونها فى حساباتكم فى كل وقت .ولا عزاء لأهل غزة..إن من خرج من قطاع غزة بالمال عبر معبر رفح البري إنما هم أتباعكم وحواشيكم والمستفيدين منكم.أما من ليس معه المال فليس منكم ولست منه وهم وقود المعركة الذين يتساقطون كل لحظة وتسيل دماؤهم الزكية على أرض غزة.هم المدافعون بحق.الأبطال الشرفاء الأنقياء .الذين تحملوا مالم تتحمله الجبال الشوامخ الراسيات.يعيشون بعزة وفخر ويموتون على أرض أوطانهم  بعزة وفخر .ولا عزاء لمن يجلسون فى الغرف المغلقة المكيفة بعيدا عن أوطانهم ويديرون رحى المعركة من هناك.بئسا لكم ولم هم على شاكلتكم .لا سامحك الله .ثم بعد ذلك تطالبون البؤساء والضعفاء والثكالى والمحرومين بأن يتحملوا ..بئسا لكم ولأخلاقكم التى ضاعت بين أوهامكم.فأنتم والصهاينة سواء .تؤمنون بفكرة قذرة .وتحاربون من أجلها .والخير لمن معكم والويل كل الويل لمن يخالفكم مبادئكم القذرة .نسأل الله العفو والعافية .ولكم الله يا أهل غزة هو ناصركم ونعم الوكيل .

google-playkhamsatmostaqltradent