recent
أخبار ساخنة

ورحلت مٌنى الأم الحنون /شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية









 ورحلت مٌنى الأم الحنون

بقلم نورا عواجه 

من الصدف الحزينة أن ترحل عنا الأم الحنون فى صباح عيد الأم ،

رحلت خالتى الحبيبة الغالية  مٌنى بعد رحلة شاقة مع المرض ... رحلت سريعاً دون أن تكتفي من الدنيا أو نكتفي منها  رحلت دون أن تحقق أمنيتها الوحيدة والتى عاشت وأفنت عمرها  وكل ما لديها من أجل تحقيقها وهى زواج أبنها الوحيد أحمد ، ولكن لله حكمة من ذلك بالرغم من  كل الدعوات الصادقة من محبيها بالشفاء وطول العمر حتى تحقق أمنيتها وحلمها ،

 وبالرغم من  الوجع الذى نحياه جميعاً بسبب حرمانها من تحقيق تلك الأمنية الغالية إلا أن الأمر كله لله ، له ما أعطى ، وله ما أخذ ، وكل شيء عنده بمقدار ،

رحلت  مٌنى الجميلة ، النظيفة  ، الحنونة ، العطوفة  ، الرقيقة ، الراقية ، صاحبة القلب الأبيض السليم ، المتواضعة ، عفيفة النفس ، حلوة اللسان والمعشر  ، السهلة الهينة ، اللينة ، سخية اليد ،

المحترمة ، الودودة ، المتدينة ، النزية ، قليلة العايبه .. الضاحكة المستبشرة ، الكريمة بلاحدود ، المعطاءة  بلا مّن  ..صاحبة التجارة مع الله فى الخفاء دون رياء أو سمعه ..

 رحلت صاحبة السمعة الطيبة والسيرة الحسنة ، النادرة التى لا يختلف عليها إثنان أبداً ، بنت الأصول بكل ما تحمل الكلمة من معانى  ، المتعصبة لأهلها وجذورها بشدة  المحبة للخير للجميع ..ال بتفرح مع الجميع وتزعل مع الجميع .. الغيورة على أهلها وأحبابها...صاحبة كلمة الحق ولو على حساب أقرب المقربين ، ال بتلم شمل العيلة مهما حدث من خلافات ...  صاحبة السؤال عن الجميع  ، ال لو سمعت عن أتنين زعلانين من بعض تكون أول من يسعي للصلح بينهم ، رحلت  الأم والأخت والحبيبة والصديقة الغالية وعشرة العمر التى لن يجود الزمان بمثلها  ..

 رحلت مٌنى صاحبة الإبتلاءات واحداً تلو الأخر وهى صابرة محتسبة دون أن تنطق بكلمة ، المتقبله لقضاء الله وقدره مهما كان دون ضجر أو غضب ، أو إفصاح عما يؤلمها ،

 لو كان للحزن معنى فالحزن عليكى يامٌنى أسمى المعانى ،

ولو كان للبكاء قيمة فلنبكى طول العمر بلا إنقطاع ولا نوفيكى حقك ياغالية ،

ولو كان للإنسان قدرة على أختيار أحد  أن يدخل الجنة من غير سابقة حساب ولاعذاب فستكون مٌنى بلا تردد ،

فهناك أناس تشعر عندما يرحلون سريعاً هكذا أن الله أصطفاهم لكى يرتاحوا من عناء الدنيا وصخبها وآلامها ..فالدنيا أصبحت لاتليق بهم .. وأن الجنه هى المكان الذى يستحقونه  عن جدارة ،

فلندعو الله لأبنها أحمد ولإبنتها سهيلة 

وأخواتها ومحبيها بالصبر والسلوان وأن يربط الله على قلوبهم  ، وعلى قدر غلاوتها  لديهم يلهمهم الله  الصبر والإحتساب ،  كانت مٌنى تستحق   أن يمهلها الموت قليلاً ً، فقط قليلاً ،  أن يمنحها وقتاً أطول ، 

أياماً أكثر ، أحداثاً أزخم ، أحاسيس أعمق ،  أشعر أننا لم نكتفى منها ،  وأنها لم تكتفى من الحياة بما حصلت عليه ، لم تضحك بما يكفي  ، لم تفرح كما تستحق  ، كي نطمئن أنها رحلت  عنا في قناعة ، في إكتفاء ، والوجع الحقيقى أن نشتاق لها ولا نجدها .. ولكننا فى قناعة أنها  بين يدى الرحمن الرحيم وسوف تلقي عنده  سبحانه وتعالى الفرح والأمان   والراحة والطمأنينة والسلام ، وعزاؤنا فى تلك الإشارات التى تحققت عند رحليها أن جمعت بين أفضل الليالى والأيام والشهور والمرض ،

بأنها الآن فى  جنات تنعم فيها بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ... اللهم إنها في ضيافتك وأنت خير مضيف ، اللهم أدخلها الجنه وبشرها بروح وريحان وجنات ورضوان وجوار نبيك محمد صل الله عليه وسلم  فى أعلى جنان الخلد ، اللهم أرحمها وأغفر لها ووسع لها في قبرها ، اللهم أغفر لها وأرحمها وعافها وأعفو عنها ، أكرم نزلها ووسع مدخلها ، أغسلها بالماء والثلج والبرد ونقها من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم أبدلها داراً خيراً من دارها ، وأهلاً خيراً من أهلها وقها فتنة القبر وعذاب النار وأجعل قبرها روضة من رياض الجنه ، اللهم قها عذابك يوم تبعث عبادك ,  وأجعلها  ياالله سيدة من سيدات أهل الجنه ومتعها بلذة النظر إلى وجهك الكريم اللهم أجعل مرضها شافعاً لها وأجعلها من عتقاء شهر رمضان  وانزلها منزل الشهداء يارب العالمين...اللهم أجرنا فى مصيبتنا وأخلفنا خيراً منها ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ...

google-playkhamsatmostaqltradent