recent
أخبار ساخنة

 حكاية مكان ..... المسلة الناقصة أضخم بناء مغطى بالذهب/شيفاتايمز


✍️ منى حسن -مدير مكتب ادفو 






في رحلتنا هذا الأسبوع من حكاية مكان نتناول حكاية مكان مميز من أهم معالم اسوان الأثرية والتاريخية والسياحية. وترجع الأهمية التاريخية للمسلة الناقصة أنها تعتبر صورة حية تعبر عن  كيف كان المصري القديم يقوم بقطع ونحت المسلات التي كانت تزين المعابد والتي تزين اليوم عدد من أهم ميادين العالم تقف شاهدة على عظمة المصري القديم.


تم الكشف لأول مرة عن مسلة أسوان الناقصة في عام١٩٢١م، حيث يمر على اكتشافها حاليا أكثر من مائة عام، وقد عُرفت المسلة في النصوص المصرية القديمة باسم "نخن"، وفي اليونانية باسم "أوبليسك"obelisk ، وأطلق عليها الأوربيون اسم "نِدل"needl


وتعرف مسلة أسوان بـ"الناقصة"؛ لأنه لم يكتمل استخراجها من موقعها، حيث قام العمال بنحتها في محجر من الجرانيت كان مُعدًا لنحت المسلات بجنوب أسوان، ولكنها لم تُقطع ولم يُنقش عليها. 


  تم اكتشافها بمعرفه عالم الآثار وركس أنجلباك، والذي اشترك مع الأثري سومر كلارك فى كتابة مؤلف "البناء والعمارة فى مصر القديمة"، وقد أكدت الدراسات التى تمت على المسلات المصرية، تؤكد أنه كان يتم تغطية الشكل الهرمي بقمة المسلة بطبقه ذهبية؛ لتعكس أشعه الشمس.


ويؤكد الأثريون والمؤرخون أنه كان يتم اختيار موقع نحت المسلة في محاجر الجرانيت جنوب أسوان، حيث يقوم الفني المصري القديم باستكشاف جوده الحجر وعدم وجود أي عروق من نوعيات أخري به، ثم يقوم بحفر آبار حول القطعة المراد استغلالها لضمان جوده الحجر في باطن الأرض، بعدها يبدأ في تحديد أبعاد المسلة بدقه، ثم يبدأ في حفر خندقين حولها إلي أن يظهر جانبين منها، بالإضافة للجانب العلوي، وبعد التأكد من عدم وجود أي عيوب في الكتلة يقوم بفصلها من جانبها السفلي مع ربطها بمجموعة كبيرة جدا من الحبال، ووضع أسطوانات خشبية أسفلها ليتمكن من دفعها حتى تصل إلي شاطيء النيل، حيث يتم نقلها علي جذوع النخيل التي تسير مع جريان النيل، حتي تصل لموقع إقامتها فيتم إنزالها إلي الشاطئ، وسحبها إلي مكانها المحدد ورفعها والبدء في تسجيل الكتابات والنقوش الخاصة بالملك علي جوابها الأربعة. 


وبعد اكتشاف المسلة الناقصة بمدة عامين وفى عام 1923م ، تم توريد صورها للصحف كأنها اكتشاف جديد، ليرد الأثريون بأنها مكتشفة منذ عامين،

 تأتى مسلة أسوان الناقصة بالنسبة للزائرين في المرتبة الثانية بعد معابد فيلة برغم عدم اكتمالها، حيث تعتبر المسلة من إحدى إبداعات المصريين القدماء. 


وأوضح نصر سلامة أن المسلة تتكون من قطعة حجرية واحدة تتم إقامتها أمام وداخل المعابد، وكان يتم نقشها من الجوانب الأربعة بمناظر ونصوص تتعلق بالملك، وهي عبارة عن نُصب حجري على شكل عمود قاعدته مربعة وتقل كلما ارتفعنا، وتنتهي بشكل هرمي.


 وكانت المسلة ترمز إلي معبود الشمس "رع" عند المصريين القدماء ، كما اعتبروها رمزًا للتل الأزلي الذي بدأت عليه الخليقة حسب -الاعتقادات المصرية القديمة. 


يرجع علماء الآثار سبب  عدم اكتمال المسلة فى أسوان، قد يكون بسبب  ظهور شرخ بمنتصف سطح المسلة، والذي  كان سببًا في عدم استكمال إخراجها من محجرها؛ لذا تم تركها بدون اكتمال، مرجحا أن تكون هذه المسلة تنتمي إلى عصر الملكة حتشبسوت، حيث إنه كان أكثر العصور بناء للمسلات، مضيفاً أن علماء الآثار قد أقروا بأن المسلة الناقصة، لو كان قد اكتمل تشييدها، لكانت أضخم وأثقل مسلة في العالم كله، فهي تزن 1168 طنا، وطولها 41.75 متر، وعرضها من القاعدة 4 أمتار و20 سم، وقمتها 2 متر و 40 سم.

google-playkhamsatmostaqltradent