إحتفالات الإسماعيلية بعيد تحرير سيناء
عازف السمسمية الفنان رضا قنديل يحي لياليها
الإسماعيلية .حسين السمنودي
كل سنة وفى نفس المعاد تحتفل مصر عامة ومدن القناة الثلاثة خاصة بعيد تحرير سيناء الذي يوافق يوم ٢٥ من إبريل من كل عام.
ذلك اليوم العظيم الذي إستردت فيه مصر كرامتها بعودة كامل ٱراضيها لها.ذلك اليوم المشهود الذي له واقع السحر فى قلوب وأذهان المصريين .ذلك اليوم الذي عرف الصهاينة أن لمصر جيشا ودرع.وأن حرب أكتوبر سنة ٧٣ لم تكن نزهه للجيش المصري أو لعبة .بل كانت تضحيات بكل غالي ونفيس.قدم فيها الشعب كله ككيان واحد أرواحهم ودمائهم فداءا للوطن .وجعلوا جيش إسرائيل الذي لايقهر يركع تحت أقدام أبناء مصر .ويعلم علم اليقين أن من حاربوهم فى سنة ٦٧ هم نفس من قابلوهم فى أكتوبر ٧٣ هؤلاء الصهاينة ركعوا وبكل إنهيار نفسي وهزيمة مدوية أمام بسالة وبطولات أبناء الجيش المصري البطل ورجاله من الفدائيين والوطنيين .
ولذلك يحي عازف السمسمية المعروف الفنان رضا قنديل ليالي الإحتفالات فى محافظة الإسماعيلية ..
ويعزف أجمل ألحانه وكلماته التى يتراقص على أنغامها الجميع عند سماعها.
وهكذا تتزين الإسماعيلية فى هذه الٱيام .. ويستعد أهلها العاشق للفن والفنانين الذي يبهر الجميع بإحتفالاته المختلفة فى كل الميادين.يستعدون لعيد تحرير سيناء ثم يأت من بعده عيد الربيع ( شم النسيم ) وشعب الإسماعيلية شعب يحب الإحتفالات ويعشقها ويطرب فنانيه بالعزف علىةالأوتار الراقية والكلمات الجياشة التى تلهب عواطف الجماهير..وتحرك فيهم الوطنية وحب الأوطان .. شعب الإسماعيلية له طعم ومذاق ورونق وتراث يتوارثه جيل من بعد جيل .فى كل إحتفالاته تجد الجديد والجديد . يبدعفى كل مرة ويقدم أفضل مالديه ..عاسق للفن والفنانين ..عاشق للسمسمية وٱلحانها وكلماتها وعازفيها .وإن دل ذلك فإنما يدل على كفاحه وبطولاته وتضحياته التى ليس لها مثيل.ومحبته لكل أصيل وجميل..
ومع الإستعداد الكامل لإحتفالات الإسماعيلية بأعياد التحرير تتزين المدن الساحلية الثلاثة.. الإسماعيلية والسويس وبور سعيد ..
ويستعد الكبير والصغير لتلك الكرنفالات الجميلة. والحفلات المبهجة على أوتار السمسمية وأصوات الفنانين الرائعة والكلمات العذبة والموسيقى الرقيقة .
ولذلك فلابد وأن نعرف أن ٱلة السمسمية كما يقول عنها الفنان رضا قنديل . فهى ٱلة تاريخية تحكي تاريخ المقاومة الشعبية فى مدن القناة الثلاثة خلال حرب العدوان الثلاثي سنة ٥٦ وحرب النكسة سنة ٦٧ وخلال همجية العدو الصهيوني المجرم الذي إستباح تلك المدن فأعمل فيها القتل والحرق والتدمير.. مما أدي إلى تهجير أهلها إلى داخل البلاد بعيدا عن نار الحرب المستعرة تاركين ورائهم تراثهم وممتلكاتهم وثرواتهم .
ولكن فى النهاية بقي من بقى من أهل المدن الثلاثة فى أماكنهم بالرغم من تعرضهم للموت فى كل لحظة .فكانت السمسمية هي السامر لهم فى كل ليلة.. يتغنون بكلمات تذكرهم بالواقع الأليم ومافعله العدو الصهيوني المجرم الذي بات يضربهم بكل غدر وخسة كل يوم من مدافعه الثقيلة وطائراته المغيرة وقواته المتمركزة على الجانب الشرقي لقناة السويس.
وبالرغم من كل ذلك كانت نغمات السمسمية وأصوات الإحتفالات الليلية تصل إلى مسامع الصهاينة فيتعجبون فيما بينهم عن هؤلاء الذين يضربونهم كل ليلة فيتراقصون ويتغنون ولا يسقطون وتعلو روحهم المعنوية.. فى حين عدوهم بالجانب الشرقي يحمى نفسه بجدرانه الحصينة التي أقامها وهو بداخلها مهزوم نفسيا وخائفا من الموت فى أي لحظة.
كانت كلمات الأغاني من أهالي الإسماعيلية وهم يتمايلون ويتراقصون تثير العجب عند القادة الصهاينة.
ففي السامر الليلي تتعالى أصوات المطربين بكلمات لها معنى تثير الحمية والبطولية عند الجميع.. عندما يسمعون تلك الأغاني الحماسية التى تبث فى قلوبهم الحمية والفدائية يابيوت السويس يابيوت مدينتي أستشهد تحتك وتعيشي إنتي يابيوت السويس.
كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تجعل الأحجار تتفتت تحت أقدام الفدائيين.الذين ينتظرون لحظة الإنتقام واسترداد الأرض المسلوبة والكرامة التي أهدرت ..
وينتظرون اللحظة المواتية للإنتقام من عدوهم الذي يتحرك أمامهم بكل أريحية فى الشاطي الشرقي لقناة السويس ويستفز مشاعرهم ويسخر من الجميع . ويضيف الفنان رضا قنديل قائلا..
لم تكن تلك الٱلة موسيقية فقط .بل لعبت دورا بارزا أثناء تلك المرحلة الصعبة والقاسية من تاريخ المصريين .
فكان صوتها بمثابة الأمل المشرق الذي يبث روح الوطنية والفدائية فى نفوس أهالي القناة وهم الذين قابلوا مدافع الصهاينة المجرمين وهم يدافعون عن ٱراضيهم ومقدراتهم وكرامتهم أمام عدوا إستباح كل شئ ولم يرحم أي شئ وقام بضرب وتدمير وتدنيس كل شئ ولكنه لم يستطع أن يجعل المواطن المصري يركع أمامه بل كان عقبة له فى كل محاولاته الفاشلة.قابلوا كل ذلك بالفن والغناء الحماسي الذي هون عليهم طول الليالي الصعبة مابين النكسة والإنتصار ..
وسيظل فن السمسمية علامة فارقة ومميزة فى تاريخ ذلك الشعب المكافح الأبي يتناقله المحبين فى كل مكان وزمان ..
وستظل السمسمية علامة واضحة على عشق أهل مدن القنال جميعا بدءا من بور سعيد ومرورا بالإسماعيلية ونهاية بالسويس للوطن الأم مصر.
ويبق الفنان رضا قنديل عازف السمسمية ومطربها علامة رائعة تدل على عبق وتاريخ ذلك الفن الجميل بألحانه وكلماته وصوته العذب. وستتوارثه الأجيال ليظل أسطورة للفن يتحاكون به للكبير والصغير .
تحية لكل من كان سببا فى عودة أرض سيناء الحبيبة...
وتحية لكل شهيد روى بدمائه ذلك التراب الطاهر الزكي ولكل أم مصرية واب مصري قدموا كل غالي ونفيس قديما وحديثا لكى نبق أحرارا على تلك الأرض ونحتفل بأعياد تحرير سيناء كل عاما من بعد عام .ونستعد دائما وأبدا خلف قيادتنا الرشيدة لكل من يريد هدما للبلاد..
فنحن لها بأذن الله.والشكر موصول لقائد السمسمية المعروف الفنان رضا قنديل الذي يستعد هذه الٱيام لإحياء تلك الليالي المقبلة وفريق العمل معه .الذين سيعزفون أغنيتهم الجديدة .
بطل الحرب والسلام ألفين سلام للمصري الهمام.
أنور ونور خطاوينا .خطط وحرر ٱراضينا وف ٦ ساعات
كسرنا شوكة ٱعادينا .
أنور وعايش ف قلوبنا وعنينا.
وأكد الفنان رضا قنديل بأن بدايته مع ٱلة السمسمية هو نجاحه فى إدراج مشروع تعليم عزف السمسمية ضمن أنشطة مكتبة مصر بدعم من صندوق المكتبات .ولأنه إستطاع النجاح فى تأسيس فرقتة للحفاظ على تراث فن السمسمية بمكتبة مصر منذ أكثر من ٧ سنوات .وهى مستمرة حتى اليوم وتشارك فى تقديم عروضها بجميع المناسبات الرسمية بالتنسبق مع محافظة الإسماعيلية كجهة إدارة مكتبة مصر العامة .
وللعلم فإن الفنان رضا قنديل هو كاتب وعازف ومطرب ومدرس لٱلة السمسمية بمكتبة مصر ومدرس فريق الإسماعيلية بوزارة الشباب والرياضة للشباب والأطفال.
ويجب أن نعلم جميعا بأن عيد تحرير سيناء أو ذكرى تحرير سيناء هو اليوم الموافق ٢٥ من شهر إبريل من كل عام وهو اليوم الذي إستردت فيه مصر أرض سيناء بعد إنسحاب ٱخر جندي صهيوني منها وفقا لمعاهدة كامب ديفيد وبموجبها تم إسترداد كامل أرض سيناء ماعدا طابا التى تم إستردادها بالتحكيم الدولي فى يوم ١٥ مارس سنة ١٩٨٩ م.
ورفع الرئيس السابق محمد حسني مبارك العلم على طابا لتصبح كل الأراضى المصرية حرة للمصريين .فهنيئا للشعب المصري تلك الٱيام الجميلة التى سيحتفل فيها بعيد تحرير سيناء.

