recent
أخبار ساخنة

كنوز رمضانيه ... الخليفة العادل .. الفاروق عمر بن الخطاب

الصفحة الرئيسية

 كنوز رمضانيه ... الخليفة العادل .. الفاروق عمر بن الخطاب/ شيفاتايمز

✍️ منى حسن _ مدير مكتب ادفو




في حلقة اليوم من كنوز رمضانيه مع شيفاتايمز ... نتناول شخصية الفاروق عمر بن الخطاب... ثاني الخلفاء الراشدين رضي الله عنه

نتعرف سويا على شخصية سيدنا عمر بن الخطاب


 هو الصحابيّ الجليل عمر بن الخطّاب بن نُفيل القُرشيّ العدويّ -رضي الله عنه-، المُكنّى بأبي حفص، ووالدته هي: حنتمة بنت هاشم بن المغيرة المخزوميّة،وقد كان إسلامه بدايةً لفتح طريقٍ جديدٍ في عبادة الله -تعالى- جَهْراً، والذي ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال فيه: (اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمرَ بنِ الخطابِ فكان أحبُّهما إلى اللهِ عمرَ بنَ الخطابِ). ورد أنّه وُلد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنةً، وعن صفاته الجسديّة قال علماء السَّير والتاريخ أنّه كان طويلاً، جسيم القامة، أعسر، أشعر، وأصلع الرأس- لُقّب بالفاروق؛ لأنّ الله فرّق به بين الحقّ والباطل،.


 امتلك عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- سماتٍ شخصيّةٍ أهلّته لأن يكون من الرِّجال الذين كان لهم دور في رسم خطوط التاريخ؛ فقد كان صاحب إرادةٍ، وذو شخصيّةٍ قويةٍ، عازمٌ وحازمٌ، وله هَيبةٌ بين الناس، ولديه من العلم ورجاحة العقل وحُسْن التصرّف ما جعله في الجاهليّة سفيراً لقريش، حيث كان من القلائل الذين يعرفون القراءة والكتابة. كما عُرف عنه الجديّة، وقلّة الضحك، وجَهوريّة الصوت، وتميّز -رضي الله عنه- بالمسؤولية، والفراسة، والعَدْل 


وكان إسلامه في السنة الخامسة من البعثة عزّةً ونَصرٌ للدِّين، وعشر سنواتٍ من الخلافة مليئةً بالرّحمة والعَدْل والفتوحات، حيث تولّاها سنة ثلاث عشرة من الهجرة، بعد وفاة أبي بكر الصّديق -رضي الله عنه- الذي عهد له بها، وذلك حرصاً على وحدة المسلمين، وإغلاق أبواب الخلاف بينهم.كما شَهِد أبو بكر الصّديق والصحابة -رضي الله عنهم- له بالشدّة بلا عنفٍ، واللين بلا ضعفٍ، وبالقدرة على تحمّل مسؤوليات الخلافة.


 كان عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- شديداً على أهل بيته؛ من حيث العناية والرقابة والإلزام بأحكام الدِّين وتطبيق شرع الله، إلّا أنّه وبلا شكٍّ كان قلبه مليئاً بالشفقة والرّحمة عليهم.  في حين أنّ لعمر بن الخطّاب من الأبناء الذكور عشرةٌ، ومن الإناث سبعةٌ، 


وعن قصة إسلامه أنه خرج رضي الله عنه- عازماً على قتل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فصادفه رجلٌ في طريقه مُعلِماً إيّاه أنّ أخته قد أسلمت، فانطق إليها غاضبا  ووصل وإذ بها تقرأ آياتٍ من سورة طه، فتأكّد من إسلامها، وضربها وزوجها، حتى فقد الأمل بعودها عن الإسلام.ثم سألها طالباً الذي كانت تقرأه، وأعطته إيّاه بعد أن اغتسل؛ تنفيذاً لطلبها، فقرأ من سورة طه حتى قوله -عزّ وجلّ-: (إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري)


فانطلق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- إلى مكان تواجد رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومَن معه من الصحابة، وكان منهم حمزة بن عبدالمُطّلب، وأعلن إسلامه وتوحيده لله -تعالى-، وبأنّ محمّداً عبد الله ورسوله.


 شارك الفاروق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في جميع المشاهد والغزوات، حيث إنّه لم يتخلّف عن أي موقعةٍ مع نبيّ الله، وقد كان له -رضي الله عنه- الكثير من المواقف في مشاركاته بالجهاد في سبيل الله.


 قدّم عمر  كلّ ما يملك من معرفةٍ ورجاحة عقلٍ في خدمة وإعانة أبي بكر الصدّيق بعدما أصبح خليفة رسول الله.


 في خلافته  كان عمر بن الخطّاب شديد الاهتمام بالرَّعِية، بحيث يخرج ليلاً يتفقّد أحوالهم،  ظهرت حكمة عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- ورجاحة عقله في تعامله مع مرض طاعون عمواس،  

  

قام عمر بن الخطّاب بتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبويّ في السنة السابعة عشر من الهجرة، حيث ازداد عدد المسلمين والمصلّين، فاشترى كلّ ما هو حول المسجد النبويّ، باستثناء حُجرات أمهات المؤمنين، وبيت العبّاس بن عبد المطّلب، الذي رفض البيع في البداية، ثمّ قدّمه صدقةً، إلّا أنّ الفاروق بنى له داراً من بيت مال المسلمين، وزاد في توسعة مسجد النبيّ.


 توسّعت الفتوحات الإسلاميّة وازدهرت في زمن عمر بن الخطّاب، فقد توسّعت الدولة الإسلاميّة فوصلت الصين من الشرق، وبحر قزوين من الشمال، وتونس وما خلفها من الغرب، والنوبة من الجنوب، حيث فتحت الجيوش الإسلاميّة في عهد الفاروق بلاد الشام وإيران والعراق، بالإضافة إلى مصر وليبيا، 


 استخدم العرب والمسلمون الدواوين أوّل مرّةٍ في عهد عمر بن الخطّاب، حيث إنّه أمر عدداً من الصحابة بإنشاء الدواوين عندما رأى كثرة المال الذي يَرِدُ إلى بيت المال، وكان ذلك سنة عشرين هجريّة، بعدما استشار أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأشاروا عليه بالدواوين، حيث تمّ البدء بإنشائها بتسجيل بني هاشم، ثمّ الأقرب فالأقرب من النبيّ.


  ورد أنّ الفاروق عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- قد طُعن من قِبل أبي لؤلؤة، يوم الأربعاء، قبل انتهاء شهر ذي الحِجّة بثلاثة أيّامٍ، واستُشهد -رحمه الله- بعد ذلك بثلاثة أيّامٍ، حيث كان يُصلّي الفاروق الفجر بالمسلمين، فطُعن غَدْراً؛ فأخذ -رضي الله عنه- بيد عبدالرحمن بن عوف، وقدّمه للصلاة، وبعدما عَلِم أنّ مَن طعنه هو أبو لؤلؤة حَمد الله -تعالى- أنّه لم يُقتل على يد مُسلم.


و بعث ابنه عبدالله إلى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- مُستأذّناً منها أن يُدفن بجانب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وأبي بكر الصدّيق، فأذنت له بذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفاروق -رضي الله عنه- لم يستخلف أحداً بعده.

google-playkhamsatmostaqltradent