كنوز رمضانيه ... غزوة بدر الكبرى " الجزء الثاني" / شيفاتايمز
✍️ منى حسن _ مدير مكتب ادفو
نستكمل اليوم مع كنوز رمضانيه احداث غزوة بدر الكبرى والتي وقعت فىالعام الثاني الهجري بين المسلمين وبين قريش بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي، توقفنا عند اسباب غزوة بدر وكيف كان عددهم أقل بقليل من جيش الكفار.
حيث كان عدد المسلمين المشاركين فى غزوة بدر 300 رجل وفرسان و70 جملا وبضعة عشر، مقابل عدد جيش قريش الذي يحتوي على 1000 مقاتل و200 فارس، أي ثلاثة أضعاف جيش المسلمين حينها، وعلى الرغم من كثرة عدد قبيلة قريش، إلا أن غزوة بدر انتهت بفوز المسلمين فوزا عظيما وانتصارا كبيرا وأقل عدد خسائر ممكن، حيث قتل حوالى 70 رجلا وتم أسر 70 آخرون من قبيلة قريش، وتم قتل 14 رجلا فقط من جيش المسلمين.
وصول المسلمون إلى بدر
ووصل المسلمون إلى بدر قبل المشركين، وأشار الحبُاَبُ بن المنذر رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل ماء بدر خلفه، فوافق النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ بمشورته، وحدد صلى الله عليه وسلم مصارع رجال من أهل بدر بأسمائهم، فقال: «هذا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إن شَاءَ الله تَعَالى، وَهَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ غَدًا إن شَاءْ الله تَعَالى»، في صباح يوم المعركة جعل صلى الله عليه وسلم جيشه في صفوف للقتال، وبقي صلى الله عليه وسلم في قبة عريش، بمشورة سعد بن معاذ، الذي كان يدير غزوة بدر، وجعل صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء ربه، حتى سقط رداؤه، فأتاه أبو بكر، وقال: «يا نبي الله، كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك»، فأنزل الله عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: 9]، فخرج وهو يقول: (سَيُهْزَمُ ٱلْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ ٱلدُّبُر) [القمر: 45].
أحداث غزوة بدر
ورمى النبي صلى الله عليه وسلم المشركين في وجوههم بالحصى، قال تعالى: {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ} فأثبت سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم ابتداء الرمي، وبدأت المعركة بتقدم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه الوليد، وأخوه شيبة للمبارزة، فخرج لهم شباب من الأنصار، فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني عمومتهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنه، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي شيبة، وأثخن عبيدة والوليد كل واحد منهما صاحبه، ثم مال علي وحمزة على الوليد فقتلاه، واحتملا عبيدة، وتأثرت قبيلة قريش بنتيجة المبارزة، وبدأت بالهجوم على جيش المسلمين، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه برمي المشركين بالنبل إذا اقتربوا من المسلمين.
معركة بدر
ثم بدأت المعركة بين المسلمين وقبيلة قريش، وأمد الله سبحانه وتعالى المسلمين بالملائكة يوم معركة بدر، والدليل على ذلك قوله تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ، وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
وبعد القتال والنزاع الذي دار بين المسلمين والمشركين فى غزوة بدر، قتل من المشركين سبعون رجلاً، منهم الذين بَبّنَ صلى الله عليه وسلم مصارعهم من أهل بدر بأسمائهم قبل المعركة، وكان من بين القتلى عدد من زعماء قريش، منهم: «أبو جهل، عمرو بن هشام، قتله معاذ بن عمرو ابن الجموح، ومعاذ بن عفراء »، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود، وأمية بن خلف، قتله وابنه عليًا بلال بن رباح، مع فريق من الأنصار وغيرهم. وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بسحب قتلى المشركين إلى الآبار ببدر، وأمرهم بإلقاء القتلى بهذه الآبار، حصد عدد الأسرى من قريش سبعون رجلاً، إنما الباقية قد هربوا فرراً لا يلوون على شيء، تاركين وراءهم غنائم كثيرة في أرض المعركة.
نتائج غزوة بدر
- صار المسلمين شوكة قوية.
- أصبحوا يمتلكون رهبة بين قبائل الجزيرة العربية كلها.
- ارتفاع نجم الإسلام.
- تعزيز مكانة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام في المدينة.
- لم يعد هناك شك فى الدعوة الجديدة.
- لم يتجرأ المشركون على إظهار كفرهم ولا إظهار عداوتهم للإسلام، ونتيجة على ذلك ظهر ما يسمي بالنفاق والمكر والخداع، حيث أعلنوا إسلامهم لكنهم بالحقيقة مشركون.
- رفع معنويات المسلمين، واطمأنَّت قلوبهم، وازدادوا إيمانًا على إيمانهم، وثباتًا على عقيدتهم.
- كسب المسلمون مهارةً عسكريَّةً، وأساليبَ جديدةً في الحرب.
- حصلوا على شهرةً واسعةً داخل الجزيرة العربيَّة، وخارجها.
.jpeg)

