كنوز رمضانيه ...كيف تنظم وقتك في رمضان / شيفاتايمز
✍️ منى حسن _ مدير مكتب ادفو
لا شكّ أنّ جميع المسلمين ينتظرون هذا الشهر المبارك بفارغ الصبر لشحن طاقتهم الإيمانيّة وتقوية الرابط بينهم وبين خالقهم، ولكن نظرًا لقصر الوقت والانشغال في مهامّ الحياة اليوميّة، قد لا يتمكّن الكثيرون من القيام بما كانوا يطمحون إليه. يتبادر إلى أذهاننا جميعًا سؤال: "كيف يمكنني تنظيم و إدارة وقتي بشكلٍ جيد لتحقيق أقصى استفادة من الشهر المُبارك؟"
وللإجابة علي هذا السؤال علينا اتباع ما يلي:_
1- ضع خطة مُسبقة
إحدى الإستراتيجيات الأساسيّة لتحقيق أقصى استفادة من وقتك خلال شهر رمضان الكريم هي التخطيط المُسبق. مع اقتراب الشهر الفضيل، خذ الوقت الكافي للتفكير في أهدافك وتطلّعاتك لهذه الفترة الروحانيّة. حدِّد الأنشطة والمهامّ الضروريّة لإنجازها وحدِّد أولوياتك وفقًا لذلك. سواء كان ذلك قراءة القرآن، أو المشاركة في الأعمال الخيريَّة، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة، أو مُتابعة عملك، فإنَّ وجود خطّة واضحة سيساعدك على الاستمرار في التركيز وتحقيق أقصى استفادة من كل يوم.
وبالطبع، لا يوجد شيء أفضل لإدارة وقتك في رمضان من إعداد قائمة بالمهام التي تريد إنجازها كل يوم. بعد ذلك، كل ما عليك هو مُراجعة قائمة المهامّ الخاصّة بك وتحديث ذاكرتك أولًا بأوّل بشأن الأعمال أو الأنشطة المُجدولة. ضع الأشياء الأكثر أهميّة في الأعلى وافعلها أولاً قبل استنفاذ طاقتك خلال اليوم.
من خلال تحديد جدولك الزمني مُسبقًا، يُمكنك تقسيم وقتك بين العبادة وأنشطتك العاديّة الأخرى كالعمل والرياضة وغيرها. ومع كل يومٍ جديد، يُمكنك رسم خطتك اليوميّة الجديدة وتتبّعها بدقَّة لتحقيق هدفك بأسهل الطرق. كما يُمكنك أيضًا وضع أهداف طويلة المدى من خلال تحديد ما تريد تحقيقه قبل نهاية شهر رمضان.
2- تخصيص وقت لكل هدف
الآن بعد أن قُمت بتحديد أهدافك لشهر رمضان بشكلٍ واضح وعرفت مقدار الوقت المُتاح لك يوميًّا للعبادة، فإنَّ الخطوة التالية هي الجمع بين جميع هذه الأهداف من خلال تخصيص أوقات مُحدَّدة يوميًا لتحقيق كل هدف. على سبيل المثال، إذا كان هدفك قراءة جزأين من القرآن الكريم يوميًا وسيأخذ ذلك الأمر منك حوالي ساعة، وأنت تعلم أنَّ لديك ساعة يوميًا فارغة كل مساء قبل التراويح، فخصِّص ذلك الوقت ليكون وقت قراءة القرآن.
إذا كنت تقضي يومًا مُزدحمًا على غير العادة، فبدلاً من التخلّي عن هذه الأهداف تمامًا، حاول خفضها إلى النصف. لذا بدلًا من عدم قراءة التفسير مطلقًا لمدة يوم، حاول القراءة لمدة نصف ساعة أو عشرين دقيقة على الأقل. بهذه الطريقة، يمكنك البقاء على المسار الصحيح، حتّى في أكثر أيّامك ازدحامًا.
3- احسب مقدار وقت العبادة الذي ستقضيه يوميًا
من المُؤكّد أنّنا جميعًا نرغب في قضاء شهر رمضان في أداء العبادات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، لكن مع الأسف هذا الأمر ليس واقعيًّا، فمعظمنا لديه التزامات أخرى يحتاج إلى الاهتمام بها بجانب العبادة. مع تراجع الحماسة في منتصف شهر رمضان، ينشغل الكثير من الناس بعملهم ومسؤولياتهم العائليّة ويميلون إلى الراحة، مما يؤدي إلى أداء عبادات أقل مما كانوا يرغبون في القيام به في البداية.
بالطبع ليس من الضروري أن تلتزم بأربع إلى ست ساعات من العبادة، فالأمر يرجع إليك ويتوقّف على طبيعة عملك ومدى ازدحام يومك، فجميعنا لدينا مسؤوليّات مختلفة وظروف حياتيّة مُختلفة. لذلك، أيًا كان عدد الساعات التي ستخصصها للعبادة، فاعلم أنّ هذه الساعات يُمكن أن تغير حياتك وتزيد من علاقتك بالله بشكلٍ كبير. ومهما يكن، لا تُقّلل من أي عمل تقوم به قدر استطاعتك. هذا يعني أنّه إذا قمت فقط بتخصيص ساعة لتلاوة القرآن، وساعة للدعاء والذكر، فيُمكنك حقًا إنجاز الكثير إذا التزمت بذلك طوال الشهر بأكمله
