recent
أخبار ساخنة

حكاية مكان ....منطقة الكاب الأثرية بإدفو ..مدينة يحيطها النسيان

الصفحة الرئيسية

 حكاية مكان ....منطقة الكاب الأثرية بإدفو ..مدينة يحيطها النسيان / شيفاتايمز 


✍️ منى حسن _ مدير مكتب ادفو 








لا زلنا نستعرض الآثار المصرية القديمة بمدينة ادفو بمحافظة أسوان واليوم نستعرض معا واحدة من أهم المناطق الأثرية والتاريخية بمدينة ادفو وهي " مدينة الكاب الأثرية" 


وتقع مدينة الكاب الأثرية في نطاق محافظة أسوان آخر محافظات مصر الجنوبية جنوبي مدينة إدفو بحوالي 30 كيلو متر وعلى مسافة حوالي 83 كيلو متر جنوب مدينة الأقصر وعلي بعد حوالي 80 كيلو متر شمالي مدينة أسوان على الشاطيء الشرقي لنهر النيل وأطلال هذه المدينة لا تبعد أكثر من 300 متر عن الطريق العام وتتركز آثارها الهامة فوق ربوة عالية.


وتعد مدينة الكاب الأثرية بإدفو واحدة من تلك الآثار الغير معروفة في جنوب مصر ولذلك فللأسف الشديد فهي غير موجودة أو مدرجة علي الخريطة السياحية المصرية ولا يذهب عادة السائحون إلى هذه المدينة الأثرية نفسها ربما لأنها بعيدة نسبيا أو تتطلب إعدادا خاصا من أجل زيارتها غير أن رؤيتها لا تفوتهم فيرون من القطار أسوارها الضخمة الدالة على بقايا مدينة كبيرة كان لها أهمية كبيرة حيث كانت عاصمة مصر العليا في عصور ما قبل التاريخ ثم أصبحت فيما بعد عاصمة الإقليم الثالث لها طوال فترة تزيد علي الثلاثة آلاف عام وحتي حكم عصر البطالمة وحتي العصور البيزنطية كما كانت من المراكز الدينية الهامة ولذلك كله فقد شهدت أيام مجد وعظمة منذ عصور ما قبل التاريخ وجدير بالذكر أن هذه المدينة كانت في العصور القديمة تسمي " نخب أو نخاب"  وقد سماها الإغريق " إليثياسبوليس"  أى مدينة الآلهة إليثيا وبعد الفتح الإسلامي لمصر تم تحريف إسمها الأول نخب أو نخاب إلي إنكاب ثم أصبحت تسمي بعد ذلك الكاب وهو الإسم المعروفة به حتي اليوم .


 وللأسف تكاد هذه المدينة العريقة أن تختفي من الوجود تماما بفعل الزمن وعدم إهتمام البشر بها ولم يعرف تاريخ هذه المدينة جيدا إلا بعد حفائر البعثة البلجيكية منذ سنة 1937م ومما يدل على عظمة تلك المدينة القديمة وجود المخازن الضخمة من العصر الثني أو الطيني والنقوش التي تم إكتشافها علي صخرة بموقع المدينة تسمي صخرة النسور كما تشمل المدينة العديد من الآثار التي تعود إلى عصر الدولة الفرعونية القديمة كما تشمل عدة مقابر من الدولة الفرعونية الوسطى وتشمل المدينة أيضا بقايا مباني ومعابد كانت مكرسة لعبادة الآلهة نخبت ربة مصر العليا  إلي جانب بيت ولادة وبحيرة مقدسة وكذلك بقايا معابد للإله تحوت إله الحكمة عند الفراعنة وللإله سوبك إلي جانب معبد بناه أمنحوتب الثالث في الصحراء بالإضافة إلي جبانة تضم عدد 31 مقبرة وتسمي مقابر الأشراف والتي ترجع الي عصر الدولة الحديثة منها: مقبرة أحمس بن إبانا الصخرية والذي حارب الهكسوس وباحري ذلك النبيل الشهير الذى عاش في عصر تحتمس الثالث علاوة علي الأسوار الضخمة التي بناها الملك نختنبو الثاني من الطوب اللبن وهو ملك حكم مصر في أواخر العصور الفرعونية ويبلغ سمك هذه الأسوار أكثر من أحد عشر مترا وبالإضافة إلي ماسبق تشمل المدينة معبد صخرى يعود تاريخه إلي العصر البطلمي والذى بناه بطليموس الرابع وكثير من التلال الأثرية الأخرى التي تشهد بمجد عظيم وخالد لتلك المدينة النائمة الآن بين النيل والصحراء في ظل أسوارها العالية والتي يحدها من الشمال قرية المحاميد الحجز قبلى وهى القرية الأم ويحدها من الجنوب قرية نجع هلال .


وأول ما تقع عليه عينا الزائر لهذه المدينة في تلك المنطقة الصحراوية الجميلة هي كثرة الرسوم والنقوش علي الربوة العالية التي توجد فوقها المدينة والتي يتم الصعود عليها عن طريق سلم جانبي صنعته هيئة الآثار المصرية بإرتفاع حوالي 7 متر وأول مايستقبل الزائر باحري الذي كان يشغل وظيفة كبير كهنة الآلهة نخبت وكان يعمل في ذلك الوقت كاتب حسابات محاصيل القمح  وتغطي المقبرة الكثير من النقوش والمناظر وهي في غاية الدقة والروعة وتمثل الرسوم والمناظر فيها الحياة في العالم الآخر والحياة اليومية لأصحابها وفي نفس الجهة تقع مقبرة أحمس إبن إبانا والذى ولد في مدينة الكاب وإبانا هو إسم والدته والذى كان ضابطا بحريا في عهد الثلاثة ملوك الأوائل من الأسرة الثامنة عشر الفرعونية وهم أحمس وأمينوفيس وتحتمس الأول وشارك في الكثير من العمليات الحربية فقد حارب ملوك الرعاة الهكسوس في أواريس  بقيادة سقنن رع الثاني  وبعد مقتل سقنن رع وإبنه كاموس إستمر أحمس بن إبانا في الجيش والقتال تحت إمرة أحمس الأول وكان له دور بارز في معركة أواريس وكان الملك أحمس الأول معجبا ببراعته في القتال ومساعدته للجنود غير القادرين على التدرب بسهولة  عهودهم لشجاعته وبسالته وبطولاته.


 أما المقبرة الثالثة فهي مقبرة سيناو ويرجع تاريخها إلي عصر الملك رمسيس التاسع وكان سيناو يشغل وظيفة كبير الكهنة في الكاب في عهود الملوك الرعامسة.


 والمقبرة الأخيرة هي مقبرة رني كبير الكهنة أيضا في الكاب والذي عاش في عصر الأسرة الثامنة عشرة الفرعونية وبها هي الأخري نقوش رائعة الجمال.


 وقد ظلت هذه المدينة ذات شأن أيضا خلال الدولة الوسطى والدولة الحديثة. ومازالت شاهد علي التاريخ في حقبة مهمة من تاريخ مصر القديمه.

google-playkhamsatmostaqltradent