✍مؤمن محمد-مكتب القاهرة
لنفترض أنك مدير في شركة ما وأنت تعلم مميزاتك وعيوبك جيدًا. على سبيل المثال، من بين مميزاتك:
1. تنظيم جيد للغاية.
2. متحدث متميز.
3. تحب عملك كثيرًا.
أما بالنسبة لعيوبك:
1. تكره التفاصيل.
2. لا تجيد التحدث باللغة الألمانية.
وفي أحد الأيام، رأى رئيس الشركة أنك مثقل بالأعباء واقترح عليك أن تقوم بتعيين مساعد لك. ووقع الاختيار على موظفين فقط:
الموظف الأول: عصبي وينفعل كثيرًا، ومثلك لا يجيد التحدث باللغة الألمانية، ولكنه منظم ويحب عمله بشدة.
الموظف الثاني: متحدث لبق ومميز جدًا، ويجيد التحدث باللغة الألمانية.
فأيًا منهما ستختار؟!
إذا اخترت الاختيار الأول، فأنت مثل معظم الناس. فالموظف الأول لا يُعَدُّ تهديدًا لوظيفتك لأن لغته الألمانية ضعيفة تمامًا مثلك. وقد تعتقد أن هذا القرار يأتي نتيجة عدم الأمان أو القدرة التنافسية أو الحسد أو الذكاء أو ما شابه ذلك. قد تكون هذه عوامل مؤثرة بالفعل، ولكن الأمر برمته يُعزى إلى ما يُسمَّى بـ"تحيز المقارنة الاجتماعية".
وهو عدم رغبتك في طلب المساعدة من الأشخاص الذين قد يتفوقون عليك، حتى لو أدى ذلك إلى حدوث أضرار لك في المستقبل نتيجة عدم طلبك للمساعدة منهم في البداية.
وأحد أكبر الأضرار التي قد تحدث لك ولشركتك هي أن تخسر جميع العملاء الناطقين باللغة الألمانية، نتيجة لعدم رغبتك في طلب المساعدة من أولئك الذين هم أفضل منك. وهذه خيانة كبرى للشركة بكل تأكيد.
ويُعَدُّ تحيز المقارنة الاجتماعية ضارًا في جميع الأمور الحياتية وليس فقط في مجال الأعمال. فربما تخسر صديقًا عزيزًا عليك فقط لأنه أفضل منك في أمر ما.
يقول جاي كاواساكي، مستشار الأعمال: "إن اللاعبين المتميزين دائمًا يستعينون بمن هم أفضل منهم".
لذلك، يُنصَح بما يلي:
1. قم بتعيين أشخاص أفضل منك إذا تاحت لك الفرصة، إذا كنت ترغب في أن تكون في منزلة أفضل.
2. قدم المساعدة للناس بقدر استطاعتك، وستجد أنه سيُرَدَّ لك ذلك يومًا ما.
3. افرح لفرح أصدقائك وزملائك في العمل، وتعلم منهم بقدر ما تستطيع.
أخيرًا، يجب أن تتذكر أن طلب المساعدة والاستفادة من الآخرين ليس عيبًا، بل هو علامة على الذكاء والتواضع. تعاون الأشخاص المتميزين يساهم في نجاحهم ونجاح الشركات التي يعملون فيها.