recent
أخبار ساخنة

فى جرائم الثأر فتّش عن المرأه / شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية

 









فى جرائم الثأر 

فتّش عن المرأه 

بقلم الكاتبة / رئيسه  عبدالوهاب


الثأر كلمة تتكون من خمسة حروف لكنها تمثل كارثة محققة فى عالم الجريمة، بما تحمله من إزهاق لأرواح بريئة، ولم تفلح التكنولوجيا بكل ما حملت من تقدم علمى فى إثناء "الصعايدة" عن عادة الأخذ بالثأر، رغم نجاحها فى قلب أنظمة مستبدة، وكأن العادات والتقاليد الراسخه أكبر بكثير من أى تقدم أو حضارة، فى الوقت الذى تكبد جريمة الثأر مرتكبها العديد من الأموال والجهد، وتضع الإنسان على شفا حفرة من النهاية.

الثأر الذى حصد المئات من الأرواح فى صعيد مصر على مدى العصور، قام على أسباب تافهة لا ترقى إلى مستوى الجريمة، لكن الجمود الفكرى والعصبية عند "الصعايدة"، حولته إلى ساحة حرب فى كثير من البلاد والتى يؤمن بيها الكثير من المثقفين والجاهلين الإ من رحم ربى

 

ومن عادات تلك الثقافة المنتشرة ما يحدث فى معظم جرائم الأخذ بالثأر فى القرى، وما تنتهجه أمهات وزوجات الضحايا 

حيث يقمن بتقديم طبق طعام فارغًا فى كل وجبة أمام أفراد تلك الأسرة لتذكيرهم بالغائب والمفقود وحثهم على بالثأر الذى عليهم أن يأخذوه فى أقرب وقت لكى ترتاح روح فقيدهم التى تظل معلقه الى أن يقتصون ممن قتله أو من ذويه


فالمرأه ليست ببعيده عن الأحداث 

 فالجميع فى المجتمع الصعيدى أكدوا أنها هى المحرّكة والدافعة لإرتكاب المزيد من جرائم الثأر فى معظم حالاته أن عناصر الأسرة الأخرى تُسهم بشكل فعال  فى إشعال نيران الكثير من جرائم الثأر، ولكن تبقى المرأةُ هى العنصر الأكثر تأثيراً فى التحريض على ارتكاب الكثير من هذه الجرائم والتخطيط لها 

والحث على اختيار الشخص الذى ينوى القصاص وفق تلك العادة المنبوذة ضحيته بعناية فائقة، وينطلق هذا الاختيار من اعتقاد أشبه بالقانون بأنه يجب استهداف «أكبر رأس»، وأفضلها فى العائلة المطلوب الثأر منها، وفى أحيان كثيرة تكون «رؤوس عدة» فى مقابل رأس واحدة، على نحو ما حدث فى مجزرة قرية بيت علام فى سوهاج التى جرت وقائعها عام 2002

 ولقى فيها 22شخصا مصرعهم من عائلة واحده


يلجأ بعض كبار رجال القبائل والأجواد أو الأجاويد كما يُطلق عليهم فى الصعيد الى إقناع عائلة القاتل للقيام بتقديم نفسه 

ك « قوده» 

والقوده هى عملية تتم عقب جرائم الثأر الكبيرة، وفيها يقوم القاتل بحمل كفنه بين يديه، ويذهب إلى أسرة القتيل طالبا منهم العفو والصفح والصُلح ووقف شلال الدماء، وعادة ما يحضر تلك الجلسات النادرة للصلح رؤساء القبائل، لكنها لا تجد إقبالا من الغالبية العظمى لأبناء الصعيد، نظرا إلى ما تنطوى عليه من فضيحة وإذلال للقاتل الذى يظل فى حكم الأسير لأسرة القتيل، لا يتزوج إلا بإذنهم ولا يغادر البلاد إلا بعد موافقتهم وتتم مراسم تللك العمليه بذهاب القاتل حافي القدمين حاملا كفنه بين يديه فيلقاه والد القتيل أو شقيقه وفى يده سكين، وينام القاتل على التراب فيما يذبح أحد أهل القتيل إلى جوار رأس النائم تحت يديه خروفا أو ماعزا أو بقرة، كل حسب قيمته أو مدى تقبل أهل القتيل للدية التى يعرضها وإعلانه الندم


 إن الحل الأمثل للقضاء على مشكلة الثأر فى الصعيد، تتمثل فى ضرورة تضافر الجهود من كل الأجهزة على السواء، فتقوم المحليات بتقديم الخدمات التى يعانى أهل الجنوب من نقصها والتى تشعرهم دائما بعدم وجودهم فى الدولة وهو ما يدفعهم إلى عدم إحترام القانون وعدم الإنصياع لنصوصه 

والحد من إنتشار الأسلحه وسهولة الحصول عليها

وحيازتها بسبب وبدون سبب 

 بالإضافة إلى ضرورة النهوض بالتعليم والتثقيف، وأن يقوم رجال الدين بدورهم فى غرس القيم الدينية الأصيلة وتوضيح ونشر تعاليم وسماحة الدين الإسلامى 

وتعريف الناس مبادئ وقيم إنسانية رفيعة

 كما لا ينبغى أن يتحمل الأمن بمفرده تبعات ما يحدث، لأن العادات والتقاليد الراسخه فى الاذهان أكبر بكثير من فرض السيطرة الأمنية، وأنه إذا تمت الحلول من جذورها فإن ذلك يسهًل من مهمة الأمن والحد من تلك العادات والتقاليد السقيمه التى أنهكت جسد المجتمع الصعيدى.








فى جرائم الثأر 

فتّش عن المرأه 

بقلم الكاتبة / رئيسه  عبدالوهاب

google-playkhamsatmostaqltradent