أية يوسف تكتب .. أنا والكلب الأسود !
لحظات الصباح الباكرة هى من أهم لحظاتك اليومية وعليها يترتب باقى ساعات نهارك هذا ما توصيه الجمعيات الأوروبية الصحية ولكن هم لا يعلمون أن هناك لحظات صباحية عند البعض هى من أسوأ اللحظات لإنها تذكرك ببداية يوم كئيب جديد أو هذا ما تعتقده أنت على الأقل لإن هناك أشخاص الصباح لديهم مبهج .
دعنا نتحدث عن لحظاتك أنت الصباحية البائسة وأنت فى فراشك تحاول التأقلم مع بداية اليوم ولكن كلبك الأسود يجلس بجانبك أو فى داخلك يحدثك أن الأيام مملة كئيبة ويتغذى كلبك الأسود على حزنك وينمو ويترعرع بداخلك كل يوم.
لا أستطيع أن ألومك على تربيتك لكبك الأسود من الأساس فلا أحد يختار تربيته هو يهجم علينا من تلقاء نفسه ومع الأحداث الكئيبة لحياتنا ويسكن بيوت قلوبنا.
ربما..
ربما حاولت مراراً وتكراراً التغلب عليه والتخلص منه أو رميه خارج منزلك .
ربما ذهبت لطبيبك الخاص وتحدثت معه أن يبعد عنك كلبك الأسود ولكنه بطبيعة الحال وصف لك أدوية مملة لا يخافها الكلب ولكنه إعتاد عليها .
ربما حاولت أن تبيع الكلب لشخص أخر أو حتى تستعين بأحد يشاركك تربيته ولكنك لم تجد .
ربما نصحك البعض بالعبادة والصلاة على دينك سواء فى مسجدك أو كنيستك .
ما الحل ؟!
أنا هنا لا أعرض مشكلة فقط ولا أنا طبيبة نفسية ولكنى أحدثك من قلب الحدث أنا بالفعل لدى كلبى الأسود ولم أستطع أن أتخلص منه أبداً فلجأت لحل وهو أن أصاحبه وأن نعقد مع بعض إتفاقية , وبالفعل تمكنت من السيطرة عليه بمفردى وبدون إستشارة أحد أو مشاركة أحد وهذا دورك يا صديقى القارىء .
لن يستطيع أحد أن ينقذك أو يشاركك تربية كلبك الأسود عليك أن تصاحبه ولا تستجيب لطلباته فى الأوقات الصعبة لإنه ينتعش عند حزنك عليك إخماده وقت الحزن تحديداً وأن تنظر إليه بداخلك بعين قوية وتحدثه أنه أضعف منك وأنك أقوى ,
تحدث معه بصوت عالى وواعى وقل له أنا حزين الأن إتركنى لإنى لن أن أستجيب لرغباتك أيها الأسود وقل لنفسك أيضاً أنها لحظات حزينة وسوف تمر حتى ولو كانت متكررة .
دعك من الأدوية فإنها وهم ولا تتحدث مع أحد ولكن تحدث مع نفسك بصوت عالى حقيقى وتحدث مع الكلب وأنظر إليه داخلك بتحدى وقت الحزن الشديد " الحزن " فقط هى أسوأ اللحظات التى يستغلها الكلب .
ولا تنسى يا صديقى القارىء أننا بشر ميزنا الله بالعقل أما هو فمجرد " كلب أسود " .
" الكلب الأسود " مصطلح يطلق على الإكتئاب وكان أول من أطلق هذا الأسم رئيس الوزراء البريطانى " تشرشل " بعد مروره بالإكتئاب ويروى عنه أنه تعايش مع إكتئابه من خلال مراودته له حتى أنه فى إحدى الروايات قال حل الكلب الأسود ضيفاً علينا هذا المساء , وكان يتعامل معه ببساطة شديدة .
دعك يا صديقى من الوهم وتعايش مع الحقيقة وصاحبها وأعلم أننا أحياء ولا بد لنا أنا نعافر مع الواقع ولا نتركه يهزمنا .