recent
أخبار ساخنة

هل الحبّ -الغزل-العذري حقيقة أم أنه استجداء لابداع الشاعر واستثارةً لقريحته /شيفاتايمز

شيفاتايمز SHEFATAIMS
الصفحة الرئيسية

 















هل الحبّ -الغزل-العذري حقيقة أم أنه استجداء لابداع الشاعر واستثارةً لقريحته /شيفاتايمز 


كتبت : وعد القدومي 


كنت مؤمنة جدا بفكرة أن الشعراء يستمتعون بآلامهم _خاصة أولائك الذين يكتبون الشعر العذري _ تجدهم يبحثون عنها بجدٍّ ليرسموها في أشطار أبياتهم،  يمضون أيامهم باحثين عن آثار الندوب ليفتقوا رتقها فينزف شعرا عذبا يطرب القاصي والداني والقديم والحديث .


مترنمين بها يفتنون القارئ والمستمع بوصفهم الشجي للحظاتهم المميزة يتحدثون عن محبوباتهم ويكأنه لم تخلق في زمانهم سواهن؛ فاحداهن سيدة قبيلة مرموقة أحبها فكتب عنها وأخرى لم تكن سوا ابنة عمه وقريبته كبر معها فهاله ما أصبحت عليه بعد أن كانت طفلة بظفيرتين تتراكض هنا وهناك .

ولأثبت نظريتي علينا أن نعود قليلا لنرى قوانين عصرهم وعاداتٍ كانت تحكمهم آنذاك.

ذاع الشعر العذري زمنا فوصف بالشعر العفيف أي أن الشاعر يُلمٍحُ إلى محبوبته دون التصريح باسمها بلغة بريئة جميلة دون أن يتطرق إلى وصف مفاتنها أو جسدها _فيتحول شعره من عذري بريءٍ إلى صريح _

فكانت بدايته في قبيلة تسمى بني عذرة انتهجت هذا اللون من الشعر فنسب إليها .


ووضعت هذه القبيلة شروطا مجحفة على شعرائها لكي لا تتعرض نساؤهم للتشبيب فيصبحن على كل لسان وفي كل مقال.

وكان أحد أهم شروطها أن أي شاعرٍ ذكر اسم محبوبته في أبياته وذاع صيتُ علاقتهم منعا من الزواج .فلجأ الشعراء إلى التورية فيلقب أحدهم محبوبته بلقبٍ لا يعرفه أحدٌ سواها ،وإذا ما ذكرت أبيات حبيبها في مجلس عرفت أنها المقصودة دون غيرها فطارت فرحا وربما ردت عليه بأبيات جميلة يتناقلها الجميع حتى تصل إليه أو تكتفي بالصدود والابتعاد عن حبيبها خوفا من الفضيحة فتمنع من الزواج به .فيزيد صدودها قريحته ليكتب عنها أكثر من السابق .

وهنا يظهر عنصرٌ آخر  في هذه الملحمة الغزلية تردد كثيرا على أسماعنا وهم الواشون.

فقال الأحنف 

فلا ضحك الواشون يا فوز بعدكم    ولا جمدت عينٌ جرت ب سكوب 

  

 تلك الفئة القليلة التي تنبش في القصائد بحثا عن زلة أو طرف خيط يقودهم إلى معرفة الفتاة التي هام بها فارسهم، فيفتضح أمره ويضطر إلى تركها مرغما مكرها.


وهنا مربط الفرس فأنا مع كل بيت عذري أقرأه أو قصة خاض غمارها بطلين في ذلك الزمان،تنتابني تساؤلات كثيرة لماذا يلجأ الشاعر إلى ذكر محبوبته في أبياته مع أنه يعرف النهاية الحتمية اذا ما كشف أمره؟

هل يتعمد الشاعر أن يذكرها كي تعرف قصتهما  فينال شهرةً واسعة؟! أم أنه يتلذذ بصدودها وبعدها عنه ؟! 


هل يحبّ الشاعر حقَّا؟ أم أنه يُحِب ليكتب شعراً فريدا من نوعه فيشار إليه أنه المفتون المظلومُ في ما لا يملك من قلبه ؟ 

ماذا لو كتم حبه وخطب محبوبته وانتهى الحال بهما أن بتزوجا !


وفي هذا المقام أتذكر أبيات للدكتور خالد الحصيني

‏لو أن عنترَ قد تزوج عبلة

‏ماسلَ سيف قصيدهِ وتعنترا


‏-لو أن ليلى أنجبت من قيسها

‏لرأى الملوّحُ غيرهاوتغيّــرا !


‏-إن القصائد في اللقاءِ بخيلة

‏لا تكرِمُ المعنى ولا تسقي القِرى


‏-وأرى القصيدة في الفراقِ عميقة

‏بـِ وشيجةِ الأوجاعِ تُمسكُ بالعُرى












 هل الحبّ -الغزل-العذري حقيقة أم أنه استجداء لابداع الشاعر واستثارةً لقريحته /شيفاتايمز 


كتبت : وعد القدومي


google-playkhamsatmostaqltradent