كتبت/سحر عبدالسيد أبوبكر
حين تقف في منطقة الطابية بأسوان تتردد حولك أصداء صيحات الجنود، المصريين القدماء، الحماسية ودعواتهم وابتهالاتهم أن يوفقهم الله، وهم يتدربون للدفاع عن الوطن فى هذه البقعة التي كانت تضم أول مدرسة حربية فى الشرق الأوسط ، والتي قدر لها بعد ذلك أن تكون مسجداً تاريخياً في جنوب الصعيد.
مسجد الطابية هو مسجد في أسوان، مصر. تم تشييده على تلة مرتفعة ومحاط بحدائق ذات مناظر خلابة تحوى أشجار نادرة.
يرجع أصل التسمية إلى المنطقة التي أقيم فيها المسجد.
يرجع تاريخ الطابية إلى بداية القرن 19 حيث كان مٌقام عليها طابية حربية لتكون مقرًا لأول كلية حربية فمصر، وهي واحدة من طابيتين حربيتين في أسوان تم إنشاؤهما في عهد محمد علي باشا، وقد تهدم معظمهم بفعل الزمن.
المسجد تم البدء في بناءه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وقد تم افتتاحه في عهد الرئيس أنور السادات
يعد مسجد «بدر» بمنطقة الطابية من أهم المساجد بأسوان ويقبل عليه الكثير من المواطنين في العديد من المناسبات الدينية والاحتفالات والأعياد، كما انه مزار سياحى تأتى اليه الأفواج السياحية لزيارته نظرا لأهميته التاريخية، وبسبب ارتفاعة النسبى عن المدينة فبإمكان الزائرين رؤية المدينة بأكملها من فوق قمة المسجد كما يتم استخدامه لاستطلاع هلال شهر رمضان. وفي المساء يقام به عرض الصوت والضوء.
المسجد مبني على الطراز المملوكى بمساحة 700متر مربع بخلاف مساحة الحدائق.
للمسجد مدخلان رئيسيان من الجهة الجنوبية والغربية، أمام كل مدخل مظلة ترتكز على أعمدة دائرية يعلوها عقود مدببة تشبه حدوة الفرس، من الداخل و الأعمدة موزعة في تناسق معمارى يبلغ عددها 24 عمودًا مزينة بدليات جصية كثيرة الزخارف تحمل فوقها القبة الضخمة المميزة التي تتوسط صالة الصلاة، من السقف تتدلى مشكاوات زجاجية عليها كتابات قرآنية بالخط الكوفى.
أما المحراب الموجود في جدار القبلة فصنع من الرخام المعشق بألوانه المتجانسة، وبجانبه المنبر الخشبى ذو القبة الجميلة المليئة بالزخارف الهندسية على شاكلة المنابر الأثرية في العصور السابقة.
وعلى جانبى المسجد اثنين من المآذن كتبت عليهم كلمات من نوع الخط الكوفى المربع باستخدام قوالب الطوب الأحمر بوضعيات مختلفة، كما أن العناصر المعمارية للمئذنة تشترك مع القباب الفاطمية يتمثل ذلك بوجه خاص في وجود المخروط الركني بجبانة أسوان.
وليس هناك جمالا يضاهى هاتين المئذنتين الشاهقتين، إلا ما تراه فى المآذن المملوكية التى شيدت فى العصر المملوكى، مما يؤكد أن المعمارى المسلم بإمكانه وعبقريته يمكنه أن يحاكى أى عمارة على مر العصور ويعكس عظمة التاريخ الإسلامى والتراث المعمارى الإسلامى.

