( بداية جديده العفو عند المقدرة)
تردد على مسامعنا هذه المقوله على مدار العديد من السنوات و العصور و اختلف فى تفسيرها علماء الدين و الاجتماع علماء النفس ايضا و بعض الفلاسفه كلا منهم على حسب اهوائه و قناعاته و ايضا من خلال ابحاث و تجارب و واقع اجتماعى ارتبطوا بيه .
استوقفتنى كثيرا ما هو المقصود منها ؟؟؟ و ما معناها و تفسيرها وهل سوف يختلف معناها الدينى عن الاجتماعى ؟؟ و هل يوجد لها اى اثار نفسيه سواء ايجابيه او سلبيه ؟ وهل فعلا هى الرخصه او التصريح الذى اعطاه الله سبحانه و تعالى للعفو عن الظلم او حتى التغاضى عنه ؟ وهل العفو او التسامح بيكون مادى ( هنا ليس المقصود المال ) ولا معنوى ولا الاتنين معا ؟؟؟؟
وهل ..................؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تعددت الاسئله و اصبحت اخرج من سؤال الى الاخرو من ايجابه الى اخرى و كل ايجابه مختلفه عن الاخرى و تؤدى الى ايجابة اخرى الى ان انتهى بيا المطاف الى بعض الحقائق التى لا تقبل الجدال و تعمدت هنا ان اقول لفظ بعض الحقائق لان بحر علم النفس و الاجتماع و ايضا الدين لا نستطيع احد ان يصل لاخره خصوصا ان النفس البشريه متقلبه و مختلفه من شخص الى اخر:
العفو بيبقى تصرف و رد فعل من الشخص المظلوم الى الشخص الظالم و لكى يحصل الشخص الظالم على هذا العفو لابد من الاعتذار اولا و الاعتراف بالخطا ثانيا و يكون الطرف الظالم على اقتناع تام بما سببه من الم نفسى و بدنى حتى لا يتكرر مرة اخرى و تقديم التعويض المناسب حتى يصل الطرف المظلوم الى مرحله الرضا التام .
العفو ليس معناه انى غير قادراو ضعيف او شخص لا يقدر قيمه نفسه بل هو وصل لمرحله و يقين تام بالله و عدله و تعويضه عن ما لحق بيه من ضرر .
من الممكن بل من الاكيد ان العفو يخرج من اللسان فقط ( يكون مجرد لفظ يقال ) و ليس من القلب وهنا ياتى المعنى الحقيقى و المقصود حرفيا " للعفو عند المقدرة " لان اذا لم يستطع القلب الغفران و التسامح و رجوع الشخص الى نفس المكانه التى كان عليها من قبل فهذا يؤكد معنى المقولة و هنا تكون مقدرته و غفرانه اضعف من قوه الظلم الذى لحق بيه و تسبب له من اذى نفسى .
"عند المقدره " هى قدره الانسان عن التنازل عن كرامته و كبريائه و كيانه و حقه او بمعنى اقل وجعا التغافل عن الاذى النفسى الذى لحق بيه و رجوع الشخص الى نفس المكانه و ليس معناه انى الحق الضرر بيه او اتسبب فى اى اذى له سواء بدنى او نفسى لو اتاحت الفرصه امامى واذا لم يحدث ذلك فقد عفوت لا ليس ذلك نهائى .... العفو بياتى من القلب قبل العقل و بيبقى عفو نفسى قبل ما يكون مادى....
اما انى اتركه و افوضه لله و على يقين بان الله سوف يرد حقى هذا ليس عفو و لكنه خروج الشخص من دائره الاهتمام و البصر ، العفو لابد ان يحدث من العقل و القلب معا و يشترط فيه ايضا رجوع الشخص لنفس المكانه التى كان عليها من قبل حتى تتم اركان العفو كاملة .
و من هنا ياتى دور الطرف التانى فى محو هذا الخراب الداخلى و اثاره.
فهل يستطيع احد منكم ان يحقق هذه المعادله الصعبه و يغفر بقلبه و ليس بلسانه و تجتمع فيه كل اركان العفو....
افتكر انى قد اوضحت تفصيليا و بوضوح معنى " العفو عند المقدرة " و ايا كانت النتيجه سواء سلبيه او ايجابيه و قد تم التسامح و الغفران عن طريق اللسان فقط اواللسان و القلب معا سوف نصل الى مرحله جديده من حياتنا اما برجوع هذا الشخص او بداية جديده مع انفسنا ....
سوف اترك لك عزيزى القارئ الاجابه ......هل قدرت تعفو عفوا حقيقيا ام مجرد لفظ ؟؟؟؟
( بداية جديده العفو عند المقدرة) بقلم فاطمه مصطفى أ/الصحه النفسيه والعلاقات الاسريه