بقلم /بسمة عبد الرحمن
لقد ابتدع الفراعنة وضع دبلة الزواج في بنصر اليد اليسري لأنهم كانوا يعتقدون أن هذا الاصبع موصول بالقلب،فكان الزوج يضع خاتمه في اصبع يد حبيبته فكأنه يضعه حول قلبها ويقيدها بحبه طالما استمرت علاقة الزواج بينهما..
وكذلك تفعل الزوجة حين تضع خاتمها في يد زوجها ،ولقد كشف الطب فيما بعد أنه ليس في هذا الاصبع بالقلب ومع ذلك فإن المعني يظل قائما وصحيحا الي مالا نهاية ،والاخلاص هو دائما ثمن السعاده الحقيقيه بل هو قريتها..
إن الجنة ادخرها الله سبحانه وتعالى للمخلصين والصابرين ،ولقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز متحدثا عن الزواج قال الله تعالى:
(ومن آياته أن خلق لكم من انفسكم أزواجا لتسكنو إليها وجعل بينكم موده ورحمه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)
المودة والرحمة هما اقوي من الحب ؛لان الحب بدون رحمة وحنان وعطف وتسامح وود لامعني له ،ولا زواج وعلاقة بين الزوجين بدون مودة فالمودة تعني الاهتمام،وحب بدون اهتمام لامعني له .
إن المودة والرحمة والسكن هم آية من آيات الله في كونه لانه سبحانه وتعالى حينما تحدث عنهما في القرآن تحدث عن آيات الله في الكون ومعجزاته مثل خلق السماء والأرض ،وخلق الإنسان من طين،والرعد والبرق كظاهرة كونيه،وبين كل هذه الظواهر تحدث عن الزواج والمودة والرحمة واشارا لهما أنهما ايه من ايات الله في كونه .
إن ايه المودة والرحمة هي أية تبعث الهدوء النفسي ،والطمانينه الروحية،والهدواء العاطفي ،في طبيعة النفس البشرية في علاقة الرجل بالمرأة في مايحس به كل واحد منهما أن الآخر جزء من ذاته وقطعة من نفسه ،من خلال الفطرة التي فطر الناس عليها،علاقة المودة والرحمة هي اكبر من علاقة الحقوق والواجبات بين الطرفين،فكما يقال الرحمة تفوق العدل .
باختصار لا زواج ناجح بدون مودة ورحمة ،ولاتستقيم العلاقة إذا انعدمت منها الرحمة ،واذا عاش أحد الطرفين لنفسه فقط ولايحمل موده اوحنان أو عطف للطرف الآخر لن تستقيم الحياة،سيعيشون ولكن سيشعر أحدهم دائما بأنه ينقصه شئ ما .